مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

الكويت تستحق منا الصبر والتضحية

أحمد الدواس
2012/10/01   12:28 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

لعلنا نتعظ من تجارب الأمم ونأخذ أحسنها ونكسر حاجز التخلف الفكري والتنموي


قبل حوالي 30 سنة كانت كل من دول آسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية والدول العربية تسمى «الدول المتخلفة»، ومن أبرز صفاتها أنها تشترك في انتاج أو تصدير سلعة واحدة مثل القطن أو الكاكاو أو البترول كما تعاني من زيادة في عدد السكان مع انخفاض دخل الفرد، وللتخفيف من وطأة هذا اللفظ تحول الاسم بعد ذلك الى مايُسمى بـ«الدول النامية»، ولكني أعتقد ان هناك صفات اخرى للدولة المتخلفة لم ندرسها بكلية الاقتصاد في الجامعة منها مثلاً عدم الالتزام بالمواعيد والوفاء بالعهود، عدم اصطفاف الناس في الطابور، عبور الشارع وسط السيارات العابرة من غير المكان المخصص لعبور المشاة، وتصرفات قبيحة كالبصق اثناء المشي في الشارع أو الأسواق، وطبعاً تُعتبر الكويت من الدول المتخلفة، فبالاضافة الى الصفات المذكورة آنفاً اُبتليت الكويت بمجموعة من البرلمانيين همهم اليومي الاساءة والتجريح بشخصيات ورجالات الكويت، حتى وصل الأمر بالطعن في سمعة الناس، أما حكومتنا فهي ترتعب من حدة طرح النواب بمجلس الامة، وتحاول ان تُرضي هذا النائب أو ذاك.
تفكير متخلف بالفعل وحقيقة لاأدري متى نكون مجتمعاً راقياً.. فعلام الحكومة خائفة وأغلب الكويتيين معها ان لم يكن كلهم الى جانبها، فقط يريد المواطن ان تفرض الحكومة القانون بصرامة وتخفف عنه بعض الأعباء المعيشية مع تحسين مستوى الخدمات كالصحة والتعليم له ولأبنائه، حتى بوجود الأخطاء والفساد فان واجبنا الحفاظ على الكويت والعمل من اجلها، فمجلس 2009 قائم بحكم المحكمة الدستورية، وربما تم حله بعد كتابة هذه السطور، ولكن لايوجد مانع دستوري من اصدار مراسيم الضرورة بعد حل المجلس، وكل الخيارات لتعديل قانون الانتخابات متاحة أمام الحكومة غير أنها لاتزال تتردد وتستمر في نهج الارضاءات والخضوع للضغط والتهديدات التي يمارسها بعض النواب والكتل السياسية، مع ان هؤلاء ضربوا الوحدة بتصريحاتهم التي شقت الصف الوطني، وفي كل تجمعاتهم لابد ان يكون هناك سيل من الشتائم لكل من يخالفهم الرأي كما شجعوا ثقافة النزول الى الشارع وتراودهم حالياً فكرة العصيان المدني، وماذا كانوا سيفعلون في قصر العدل لو ان حكم المحكمة الدستورية كان مخالفاً لتوقعاتهم؟ ربما كان سيدخلون وزارة العدل عنوة ويصطدمون برجال الأمن والشرطة، ولن يهدأ لهم بال حتى يقلبوا الوضع الداخلي في الكويت رأساً على عقب!
انا لست خبيراً دستورياً ولكن هذه الأيام تُعتبر فرصة سانحة للحكومة لتبدأ صفحة جديدة، وعلى أية حال سيتم عرض مراسيم الضرورة على البرلمان المقبل.. ان بلادنا الكويت تمتلك الكثير من مقومات الدولة العصرية المتقدمة، والأهم من ذلك نعمة الأمن والرزق بفضل الله سبحانه، ومع ذلك لايكاد يمر يوم الا وتظهر لنا مشكلة مع ان الحلول سهلة لوأخذنا بتجارب الدول الاخرى وكيفية معالجتها لمشاكلها الداخلية، ولتوضيح الفكرة نضرب مثالين اثنين هما البرازيل ونيجيريا، الاولى نجحت والثانية فشلت على جميع الأصعدة المحلية، فالبرازيل اصبحت سادس أكبر اقتصاد في العالم متفوقة على بريطانيا التي تراجعت الى المركز السابع، وعندما كنت أعمل في سفارتنا الكويتية في البرازيل قبل 25 سنة كنا نشاهد الطرق في العاصمة «برازيليا» تخلو من اشارات المرور فشوارعها تمتاز بحسن التخطيط فلازحمة مرور ولاحوادث طرق والشوارع منظمة بالأرقام، وأخيرا قامت البرازيل ببناء العديد من الجامعات الخاصة وسمحت للشركات الخاصة بتنفيذ مشاريع الطرق، لذلك تستطيع الكويت الاستفادة من خبرة البرازيل في البنية الأساسية أو حتى من تجارب اوروبا وامريكا في مجالات اخرى كالتعليم والصحة.
أما نيجيريا فقد كانت أرضاً ذات خيرات كثيرة ومستقرة على المستوى السياسي والدستوري، لكن الأوضاع الداخلية فيها تدهورت خلال الخمسين سنة الماضية فأصبح نصف النيجيريين يعيش عند مستوى الفقر مع انها دولة نفطية عضو في منظمة الاوبيك، وبعد ان كان النيجيري يسافر للخارج مُعتزاً بجنسيته أصبح يشعر بالخجل الآن بذكر موطنه، وأصبحت نيجيريا دولة فاشلة، كما يقال في التحليل السياسي والاقتصادي، وسادت بها روح الكراهية والتعصب الديني بين مختلف الطوائف الدينية، وشعرت كل فئة اجتماعية بأنها لن تتقدم الا على حساب الفئة أو الفئات الأخرى، وغابت فيها روح التسامح، وبالرشوة استغل المسوؤلون الحكوميون مراكزهم الوظيفية في التأثير على الصحافة ونقابات العمال وطلاب الجامعات، وذلك لتحقيق مكاسب مادية تحت ستار من الخطابات الفارغة، وبانتهاج كل هذه الممارسات السيئة فقد انهار الوضع الداخلي في نيجيريا، فهل نأخذ بتجربة البرازيل ونبتعد عن التجربة النيجيرية؟ ومتى نتعظ من تجارب الأمم ونأخذ بأحسنها فنكسر حاجز التخلف الفكري والتنموي؟!


أحمد الدواس
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
3091.9985
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top