مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

حقاً... الصجّ يعوّر

فاطمة حسين
2012/09/06   09:48 م
شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



كم اتمنى ان نغلق الباب على ما قاله الفريق ضاحي الخلفان رجل الامن الاماراتي المميز ولا اظننا نحتاج لذاك المزيد من التداعيات الاعلامية لا للبكاء ولا للتحدي فالموضوع كل الموضوع ان الرجل قد عبر عن رأيه الخاص ومثلما رفضه البعض فإن آخرين قد اتفقوا معه وانا واحدة منهم ولكن من زاوية غير زاوية الرافضين.
هو ببساطة لا يرى خيرا في امكانيات استئثار الاخوان المسلمين بالسلطة ولكن لا كإخوان ولا كمسلمين ولكن كحزب سياسي لأن واقع الامر يقول ان الاخوة والاسلام ثوب يُلبس ويخلع مثل أي سمة سياسية على بوابة السلطة.
وهذه حقيقة واضحة وضوح الشمس وللعالم بما فيه العربي عندما يقتنص الحزب السياسي أي بقعة من البقاع ويستفرد بالسلطة والمال فالدمار بالانتظار – قريبا أو بعيدا – آنيا أو مؤجلا – ما لم يتم تدارك الامر باستقطاب الفئات الاخرى المكونة للنسيج الاجتماعي والسياسي للبلد والاقتصادي كذلك والفئوي والديني (جميع الاطياف).
والعرب هم آخر الاقوام الباحثة عن النموذج وامامهم تجربة العراق بعد نصف قرن من حكم البعث لم يبن فيها لا مدرسة ولا مستشفى بل تركز الاعمار على القصور الصدامية وقصور الضيوف من الرؤساء العرب… واظن ان المصير لا يحتاج لتفسير. اذ سقط الزعيم الاوحد في حفرة ترابية وما وجد حوله من الطغمة المنفوخة البطون والجيوب واحدا يمسح العرق عن جبينه.
ذاك كان حزب بعث عربي اصيل. ونحن لا ننكر اليوم وبعد انخفاض السرعة لرياح (الربيع العربي) بأن القلق يتملكنا خوفا على ليبيا وعلى مصر وعلى تونس واليمن وسورية، القلق من جنوح السفينة وفق قوة الرياح باتجاه تركيز السلطة بيد حزب واحد اسلامي أو غير اسلامي علماني أو غير علماني لأن الحزب الواحد كالشخص الاوحد – رجلا كان أو امرأة ما ان يجد نفسه مالكا لمفاتيح السلطة والمال حتى يتكبر ويتجبر حتى يلبسه الطغيان بالقول والسلوك والعمل وتلبس لسانه غلالات التهديد والوعيد ويتحول كل طلب الى امر حتى يتلاشى مَنْ وما يواجهه من فكر أو قول أو رؤية الى ان يجد الاخير نفسه تحت الاقدام (أي اقدام السلطة الجديدة).
تلك سُّنة بشرية روّجت لها نازية هتلر حتى تبعه موسوليني وهي فريضة تاريخية لولا ان نفذت منها بريطانيا وألمانيا وفرنسا وصاغت الولايات الامريكية لنفسها صياغة جديدة حتى ظلت الدول الاوروبية تتأرجح ما بين التقليد والتجسيد وكذلك دول العالم من اقصى الشرق الى اقصى الغرب ومن الشمال الى الجنوب الكل يتجه الى حيث العمل المشترك والتآلف الفكري تحت مظلة الديموقراطية بعد ان اتضح بأنها عنصر البقاء الوحيد في دائرة العدالة والتنمية وصناعة التاريخ.
ان التعدد الفكري والديني والفئوي يكون بيئة صالحة للتعاون والتآلف والنمو لا يرقى فيه الانسان الا بتميزه علما واخلاقا وتعاملا حضاريا مع كل قاعدة عامة شاملة وكل قانون يوضع لتنظيم المسار.
مع السيد الخلفان ادعو كل عربي ان يرفض حكم (الحزب الواحد) حتى تحافظ اوطاننا على استقرارها فنعمل في وضح النهار وبرؤوس مرفوعة لتنميتها.
لقد سئل ابن القيم رحمه الله:
لماذا هي (الظلمات) جمع و(النور) مفرد.
فقال: هذا اعجاز قرآني لأن طريق الحق واحد وطرق الباطل متعددة.
واقول هنا بأن الوصول الى الحق يحتاج الجمع في حزمة واحدة لكل الألوان ومن كل الاطياف حتى يعمّ النور على الجميع.
لقد صدق المثل الشعبي القائل «الصجّ يعوّر».

فاطمة حسين
التعليقات الأخيرة
dot4line
 
مقالات ذات صلة بالكاتب

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
271.0133 		 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top