مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

أزمة أخلاق بين القشور والجوهر وبين (طناش) المجتمع؟

ناصر أحمد العمار
2012/09/06   09:31 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



الاسلام دين الأخلاق الحميدة، لذلك حرص على تربية نفوسنا وتهذيبها بما يليق بمكانة الاسلام وقّدره، والاخلاق احد اهم مقومات هذه المكانة العظيمة، وقد مدح الحق تبارك وتعالى الرسول (صلى الله عليه وسلم)، فقال: {وانك على خلق عظيم} وامرنا جل شأنه بمحاسن الأخلاق... فهي البناء الاساسي لأي مجتمع يسعى للرقي والتطور، كي يكون بمصاف الدول المتقدمة، اما على مستوى البشرية، فلنا في رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) قدوة حسنة.
في مجتمعنا اليوم مظاهر سلوكية وأخلاقية، لم تكن موجودة ايام الآباء والأجداد وكانت نادرة الوجود لكنها اصبحت قاعدة أخلاقية (اتمنى ألا يكون صحيحاً) مثل (الكذب، النصب والاحتيال، الغش، الرشوة، المحسوبيات، الواسطات، الاستيلاء على المال العام، سرقة الكهرباء، عدم الالتزام بالوعود، الهرب من المسؤوليات، أعصاب تنهار عند أي خلاف بسيط لنسمع بعدها شتائم وألفاظاً غير جديرة بالتعامل بين البشر.... الخ). واصبح النادر اليوم هو الالتزام بالأخلاق والوعود وتحمل المسؤوليات، لكن السؤال المهم... هل هذا يعني أننا نعيش أزمة أخلاقية؟ واذا كانت الاجابة بنعم، لابد ان نعرف الاسباب، علما بأن البعض يعتقد - وهذا رأي - أننا اليوم نحيا حقبة تسود فيها أخلاق أزمة وليس أزمة أخلاق!
يعكس لنا الحراك السياسي في الكويت تحولا خطيرا في السلوك الاخلاقي للبعض، قد يترجم ماذكر في صدر المقال، اما الاسباب فهو الانحدار الكبير في القيم ألاخلاقية وثقافة المجتمع الكويتي.
هناك علاقة كبيرة بين القيم الثقافية باعتبارها الأداة الرئيسية التي تقود السلوك الاجتماعي للفرد والمجتمع، بل هي المحركة له، وتعكس انجازات الفرد التي يعّبر من خلالها عن اسلوب حياته و(شلون) يفكر ويتفاعل مع الطبيعة والناس، بل ان هناك بعدا آخر للثقافة على شكل القيم الروحية التي يعتنقها الفرد وتؤثر بشكل او بآخر في جميع سلوكياته. حسب تعريف عالم النفس الامريكي (البورت) الذي يقول ان القيم اعتقاد يوجه السلوك الخلقي للفرد ويؤثر في ادراكه باعتبار ان القيم الأخلاقية تقع ضمن القيم النظريةً والقيم الدينية. لكن في المقابل فأن القيم الاسلامية (طالما دخلنا في الدين مرجعنا الاساسي لجميع قضايانا) هي مجموعة اخلاق تصنع نسيج الشخصية الاسلامية وتجعلها متكاملة قادرة على التفاعل الايجابي وليس السلبي.. صاحبها يبني ولا يهدم، ويحرص على التوافق مع أعضائه من اجل العمل وفق العقيدة التي تؤكد مبدأ مهما وهو التناسق الخلقي بوصفه المعيار العام الذي يضبط ممارسة الأخلاق (عليك اخي القارئ ان تبحث عن مقاصد وماهية أولئك النفر ممن يأخذون البلاد الى الهاوية بحجة الاصلاح ومحاربة الفساد دون ان يقدموا لنا دليلا على حسن ذلك التوجه الأغبر بل انهم نجحوا في قيادة من غرر بهم الى عالمهم الثوري الذي يأخذ بتغير النظم الحاكمة والانقلاب على الدستور بعد ان دخلوا من باب التغيير الثقافي والفكري ونجحوا في قلب القيم والتمرد على المبادئ التي جبل عليها المجتمع).
وين المشكلة؟ اولا: يجب ان نعي وندرك اننا نساهم وبامتياز في خلق ادوات الهدم السريعة لكياننا ومجتمعنا وذلك من خلال ايصال عناصر التأزيم الى السلطة التشريعية ثم نتباكى على حظنا العاثر واختيارنا الاكثر من السيئ!!
ثانيا: هناك سلوك وافعال مطلوبة ومرفوضة بنفس الوقت، نقوم بتأديتها بكل سذاجة ولا استحي ان اقول بكل غباء، توجه ثقافتنا المزدوجة الى عالم الضياع والتشتت دون ان يكون هناك نظرة واعية لاحساس وطني صادق يعكس الولاء الحق لمواطن يهتم بمصلحة وطنه قبل الاهتمام أو حتى التفكير بمصلحته الشخصية أو بمصلحة قبيلته أو طائفته أو طبقته أو مذهبه أو جماعته... الخ ومن هذه السلوكيات المؤسفة....
- النفاق الاجتماعي الذي يمتاز به البعض (يظهر عكس ما يبطن). من منا لا يقدم التحية او يلبي الدعوى لأفراد لا يحبهم بل ولا حتى يطيقهم لكن النفاق مطلوب في مثل هذه المواقف حتى لا يشطب الفرد من الجماعة ويسجل حينها من المنبوذين ويترتب عليها احيانا مشكلة في تحطيم او تهميش للذات (موناقصين مشاكل نفسية).
- عدم التكامل بين القيم والسلوك لأننا نعيش في مجتمع سريع التغير (عدم ادراك مايدور حولنا)!
- الجهل في العلاقة بين ما نعتقده والفعل الذي نقوم به بسبب دخول اعتقادات جديدة على الخط.
- هناك قصور تربوي - نجني ثماره الآن - في عدم تربية النشء على الاعتماد على النفس وبث روح العزيمة نحو العمل الايجابي وتحمل المسؤولية الوطنية.
- اخفاق تربوي نحو تنشئة حسنة على حفظ اللسان الذي له عواقب وخيمة اذا لم ينطق بالحق او التكلم بما لا ينفع أو لا يليق.. (الهذيان) اللي يقدم ولا يؤخر.
- لدينا أزمة في الصداقة والصديق والعمل على تجنب مصاحبة الأحمق. (بدأوا بالتكاثر والانتشار في مجتمعنا بعد ان مهدنا لهم الطريق وانعدم الصديق الصدوق عند تبدل مقاييس الصداقة الى مقاييس تعتمد على المصلحة!!).
- عدم الاحترام او الالتزام بالنظام على جميع مستويات الحياة الذي يعتبر احد اهم المقومات الحضارية والأخلاقية لأي مجتمع متحضر.(ظاهرة غريبة لتغير الاحساس بالمسؤولية وعدم احترام النظم وانتشار ثقافة (ما لي شغل)، أنا شكو، مالي خلق، انا كيفي، ما اعرف، ما اقدر.... الخ).
هذا قليل من كثير من السلوكيات اللي رجّعتنا وراح ترجعنا اكثر الى الوراء... بعدها سندرك ضرورة اعادة ثقافتنا وقيمنا المسلوبة!! (موعيب؟).

ناصر أحمد العمار
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
397.0092
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top