مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

الحقيقة...صديق أعظم

خفافيش الليل …

عدنان زيد الكاظمي
2012/08/11   09:09 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



»كم نحب الماضي حيث أفل .. ولو عاد لكرهناه...!!» ففي الماضي كانت بدايات الرومانسية..الصحة والتعليم والضمان الاجتماعي والتكافل والرباط المتين بين أفراد الشعب والحكم، (سفينة تبحر في بحر رائق، يقودها ربان ماهر..) حتى غدت بلادنا متفوقة على أقرانها..! واذا بالأعداء من الداخل قبل الخارج لم يرق لهم ذلك ويستهويهم اللعب بالنار...! قلبوا الأوضاع رأسا على عقب، واشتعلت نيران الفتن والمؤامرات، وكان من نتيجتها الغزو الصدامي البعثي البغيض..لا كما يحلو للبعض من الذين يريدون تحويل الحقائق تسميته (بالغزو العراقي..!) والآن نشاهد غزوا بقيادة المعممين، الذين يتسمون بـ (شيوخ الدين)، يمثلون ما سبق للصداميين البعثيين عمله، ونقف فاغري الأفواه بسذاجة وعبط، ونحن نشاهد نفس الوجوه تلعب بأدوات أخرى وتركب هذه المرة أحصنة الدين، لتكتسح غالبية البسطاء، التاريخ يعيد نفسه هل استفدنا؟ لقد دخلت أمريكا.. واسرائيل (كانت الى وقت قريب عدوة... والآن في أغلب الدول العربية (الإسرائيلية الهوى) يتسابق جميع المسؤولين للسلام ومصافحة الأيدي الملطخة بالدماء الغزيرة لمغتصبي الأرض والعرض)لم نتخيل ان نعيش هذا اليوم..!! تلك امارات يدل ظهورها على ان مشاهدة أهوال القيامة قد قربت..
وفي ليل وطننا الأليل، وفي سمائنا تحوم الغربان والخفافيش...:

خفافيش أعشاها النهار بضوئه
فوافقها من ظلمة اللَيل غيهب

تتصيد الخفافيش صيدها، وتفترس ضحاياها، وتسرق الأموال مع الذين يهبرون المال العام في صفقات مشبوهة... كصفقة الداو الهزلية، والمشاريع المتوقفة تنتظر معجزة التنفيذ..وخطط سراب التنمية التي ترمد أعيننا ونحن نترقب تنفيذها..وغيرها..تختفي المليارات أمامنا..وفي ظلمة الليل يتقرر شراء سكاريب أمريكا من الصواريخ بحجة مجابهة الخطر الايراني، وغيرها من الصفقات الخاسرة...شبابنا ووطننا أولى وأحق بها..!! وعند انبلاج الصبح نرى الغربان والخفافيش تلجأ الى كهوفها لتختفي معهم ثروة الوطن.مهزلة نعيشها صباحا ومساء، والليل التالي يوم جديد وليل خفافيش آخر..لا يكاد هذا المسلسل ان ينتهي.
أرى بلادي اليوم بلا مستقبل منظور، ولا أمل منشودا !! أزمات اقتصادية مدمرة، انهيارات ثقافية، فراغ ديني ومقدمة حرب طائفية ضروس، وتدن أخلاقي وحوارات شوارعية ساقطة، بطالة منتشرة يبحث شبابنا عن وظيفة وسكن وزوجة....، لا مفر نرقب وسيلة تسقط علينا من السماء (معجزة) بحدها الأدنى لنتمسك بثوابتنا الدينية والاجتماعية..وبقية حبل الله المتين، هل نحلم؟ لا شيء بعد ذلك من ان نعقد العزم المترهل للقضاء على الأحوال الآنية السيئة، أو فك عضدنا لنبدأ ثورة التحويل والتصحيح والتشبث بالديموقراطية المتأصلة، التي يتعلم فيها الناس الحياة في خضم غليان الأفكار والآراء المتضادة والمخالفة، ويتبوأ فيها المناسب مكانه المناسب، ويكون للشعب الصوت الأعلى...وهذا مما لابد منه... ولابد من مرور وقت زمني لانضاج الديموقراطية، لابد من صبر والأمل في المستقبل وان كان ليس مرئيا..! حيث نراه الآن في عمر الأوطان قصير جدا زمنيا، الا انه في عمرنا يكون بعيدا... بعيدا... كبعد السماء عن الأرض، وهو الذي يحفزنا على العيش والصبر حتى تنضج الثمرة.ان العمل يحي الأمل.

عدنان زيد الكاظمي
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 
مقالات ذات صلة بالكاتب

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
268.0106
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top