مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

رؤيتي

كفى الناس كذباً

د.سلـوى الجسـار
2012/08/10   08:18 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



إن نقل الاشاعات دون تحر ودقة وإرسال الكلام عن الأشخاص دون تثبت وتيقن والتلاعب بالألفاظ والمفردات ورمي الناس بالتهم دون تثبت كذب.فعلى الانسان عند الحديث التوثق والتثبت فيما يقول قال تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ الَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} (ق:18)..ان كثرة الكلام والحديث بكل شيء وعن كل شيء قد توقع الانسان بالخطيئة اذا لم يكن هناك تثبت بما يقول وقد يتهم انسان بريء أو يبرأ متهم.فالانسان يجب ألا يتحدث بكل ما يسمع، قال رسولنا الكريم «كَفَى بِالْمَرْءِ اثْمًا ان يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ».مشكلتنا أصبحنا نتكلم كثيراً بما نعلم أو لا نعلم حتى أدى ذلك الى نقل ما نسمع دون تحر للدقة من منطلق الاخِبار عن الأخَبار وان كان بخلاف ما هو عليه اما متعمداً أو بسبب الجهل وكُره الآخرين أو بغضهم وحسدهم على ما انعم الله عليهم من خير أو بغرض تشويه سمعتهم والنيل منهم ومن ثم يقع الانسان بالخطيئة والاثم.لقد ابتُليَّ كثير من الناس بالكذب والعياذ بالله الى ان طبق المثل القائل اكذب ثم اكذب واستمر بالكذب حتى تُصدق كَذبك ويصدقك الناس.المشكلة ان هناك من يُصدق الكاذب وينقل ما سمع الى الآخرين دون تحري الدقة والتثبت..قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ان جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا ان تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} (الحجرات:6)..لقد وهبنا الله سبحانه وتعالى نعمة العقل وعلينا التعقل والتحري والتمحيص بالموضوع وبالبيانات والتأكد من المعلومات لكي نصدق ما يقال وما ينقل..لأن الكاذب حتى وان جاء بالصدق فلا يصدق من كثرة كذبه...قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: اذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَاذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَاذَا ائْتُمِنَ خَانَ». فالكذب محرم حيث يوقع الانسان في غيبة أو نميمة بغرض الافساد بين الناس والايقاع بينهم وهذا يضعف العلاقات الاجتماعية ويكثر الشك والريبة..لقد كثر في مجتمعنا نقل الاشاعات ورمي التهم للايقاع بين الناس عبر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي دون ان يكترث الانسان عاقبتها واثمها..قال تعالى: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ان السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مسؤولا} (الاسراء:36) فيجب علينا الوقوف عند حدود الله ولا نقع في معاصي اللسان حيث يُكب الناس على وجوههم في النار يوم القيامة بسبب حصاد ألسنتهم وعلينا الحذر والحذر لأن الله لنا بالمرصاد فيجب ان نُحاسِب أنفسنا قبل ان نُحَاسَب فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت.
لقد استُغل مفهوم الشعب وحقوق الشعب حتى كُذِّب على الشعب مراراً وتكراراً بهدف مصالح خاصة ولتحقيق أهداف معينة مما أدى الى زيادة افتعال الأزمات السياسية تلو الأزمات ونقل الاشاعات ورمي الناس بالتهم مما أدى الى زيادة الخصام والشحناء والفرقة وضرب الوحدة الوطنية حتى مُلئت القلوب بالحقد والكراهية بسبب الكذب دون ادراك وترو وتحقق وتثبت وهذه ليست من أخلاق الانسان المؤمن.يقول لنكولن: «بامكانك ان تخدع بعض الناس كل الوقت، وان تخدع كل الناس بعض الوقت، ولكن ليس بامكانك ان تخدع كل الناس كل الوقت».فاذا استمرت الأوضاع الحالية كما هي عليه فانها تنذر بخطر قادم لا قدر الله.
واختم بمجموعة الأبيات عن محمد بن سعد الشريف (كتاب متعة الحديث، 2006)


اذا كثرت عليك النائباتُ
وجار الأهل والأحباب ماتوا
وصار الصدق بين الناس سخفاً
وصار يقول بالكذب الثقاتُ
وبات الحزن معلم كل حي
وأرّقت الفؤادَ الفاجعاتُ
فحيهلا بعزرائيل حتى
يريح النفس من ذلٍ مماتُ


د. سلوى عبدالله الجسار
@DrSalwaAlJassar
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
401.9972
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top