مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

في سب سبطي الرسول (صلى الله عليه وسلم)

حسن علي كرم
2012/08/09   08:50 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

السباب والشتم لا يخرجان إلا من فم جاهل أو أحمق أو خبيث


سارع (الحدسي) عضو مجلس الامة فلاح الصواغ على خلفية ما اذيع عن سب سبطي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الحسن والحسين على موقع الكتروني اخيرا، للتذكير بقانون الاعدام للمسيء للذات الالهية وللرسول وللصحابة. زاعما لو طبق القانون لما تجرأ المتطاولون على سب سبطي رسول الله. وهو القانون الذي كروته على استعجال وانفعال المجلس المبطل. لكن صاحب السمو الامير حفظه الله ورعاه بحكمته وبعد نظره قد رده الى المجلس.
ربما يعلم الصواغ وجميع المتشددين والمتزمتين ان التشدد بالاحكام والعقوبات لئن كان رادعا لكنه لن يكون مانعا عن حدوث الجرائم بغض النظر ان كانت الجريمة لفظية أو مادية. ولو صح ذلك لما رأينا في البلدان التي تتشدد في عقوباتها وتنفذ الاعدامات أو قطع الرؤوس أو غير ذلك من وسائل الموت على المجرمين فورا وعلى الرغم من ذلك هناك في تلك البلدان تزداد الاعدامات سنويا.. وكذلك تزداد الجرائم ايضا. ولعل اعلى نسب الاعدامات في العالم تنفذ في كل من الصين وايران والسعودية. وهي بلدان معروفة بالتشدد الديني والايدلوجي. وتأخذ بالردع على التهاون.
التطاول على الله سبحانه وتعالى أو على الرسول وعلى اهل بيته وصحابته ليس بحدث جديد. فقد تعرض الرسول في حياته الى السب وكذلك صحابته واهل بيته وهناك الكثير من الحوادث التي تنقلها لنا كتب التراث. وفقد نهى الرسول عن السب وكذلك الامام علي بن ابي طالب الذي له مقولته المشهورة «لسنا بسبابين» والله سبحانه وتعالى في محكم كتابه وفي الآية (109) من سورة الانعام حيث يقول {ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل امة عملهم ثم الى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون} واما اهل بيت الرسول فقد تعرضوا للسب والاذى ما لا تحتمله النفوس لولا حلمهم وعلو اخلاقهم من ذلك ما لاقاه الامام السجاد (زين العابدين علي بن الحسين من صور السب والاذى). فقد لقي الامام رجلا من الخوارج فسبه وثارت العبيد للانتقام منه. فقال السجاد لهم مهلا. ثم اقبل على الرجل وقال ما ستر عليك منا اكثر ألك حاجة نعينك عليها؟! فاستحى الرجل وسكت.. الخ. وشتمه آخر فقال الامام يا هذا ان بيننا عقبة كؤود ان جزتها فلا أبالي بما تقول وان اتحير فيها فأنا شر مما تقول. ووقف عليه رجل من اهل بيته يشتمه فلم يجبه بكلمة. فلما انصرف قال لمن حضر عنده اني احب ان تبلغوا معي الى دار هذا الرجل لتسمعوا ردي عليه فمشوا معه. فلم يسمعوا منه في الطريق الا قوله تعالى: {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين} ولما وصل الى منزل الرجل طرق الباب فخرج اليه متوثبا للشر. فقال له السجاد يا اخي انك وقفت عليَّ آنفا وتكلمت فإن كان ما قلته فيَّ حقا فإني استغفر الله منه وان لم يكن حقا فيغفر الله لك. فخجل الرجل وقبَّل ما بين عينيه واعترف بالاساءة وسأله العفو. وهناك الكثير من المواقف التي لا مجال لذكرها في هذا المقام. ولكن غاية ما نروم اليه هو ان السب والشتم لا يخرج الا من فم جاهل أو احمق أو من خبيث يريد الفتنة والتفريق بين الناس وفي كل الاحوال السب يرد الى صاحبه ولن يطول المُسَبُ وان تغليظ الاحكام ليس هو الحل وانما البحث عن دوافع السب فما مصلحة انسان في يومنا هذا ان يسب امواتا قبل الف واربعمائة سنة سوى عن جهل أو حماقة أو تلقي معلومة خاطئة أو بهدف بذر الفتنة..؟!!
ان البديل عن تغليظ الاحكام هو بفتح ابواب البحث والمحاورة والجدال بالحسنى والتنقيب عن الحقائق والوصول للمعلومة الصحيحة.
ان الله ورسوله واهل بيته واصحابه لن ينالهم من السب والشتم شيء. وانما الله جل شأنه هو الذي يحكم على الناس. فإن احسنوا احسنوا لأنفسهم. وان اساؤوا اساؤوا لأنفسهم. وهنا يبرز دور الفقهاء والعلماء والتربويين والمنابر الاعلامية لتثقيف الشباب وتنوير بصيرتهم بالعلم النافع والمعلومة الصحيحة. ولكن مصيبتنا ليست بالشباب اذا اخطأوا. أو انحرفوا وانما مصيبتنا بمن يحجبون المعلومة الصحيحة عنهم. مصيبتنا في من يعتلون منابر الخطابة والوعظ من انصاف المتعلمين ومن جهال الدين والحزبيين واصحاب الاغراض الخبيثة. هؤلاء وامثالهم يحتاجون الى تغليظ الاحكام وقطع ألسنتهم.



حسن علي كرم
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
384.0027
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top