مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

لعنه الله.. واخبث ثراه لكن الغزو مو «صدامي»!

وليد جاسم الجاسم
2012/08/02   09:50 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



في العاشرة والنصف من صباح أمس بينما كنت اقود سيارتي مسترجعاً أيام الغزو العراقي الغاشم السوداء وما فعله «اشاوس» العراق وقوات الحرس الجمهوري فينا، ثم الكوميديا السوداء التي مارسها اراذل «الجيش الشعبي» العراقي (الذين تم تجنيس بعضهم بحذفة عقال)، في تلك الاجواء من صبيحة امس الخميس الموافق الثاني من اغسطس 2012، وبعد 22 عاماً من الواقعة السوداء كنت استمع الى سرد جميل من الدكتور عايد المناع على اذاعة الكويت استرجع فيه حدث الغزو والدور الأممي والخليجي، والدور العربي (بقيادة الرئيس حسني مبارك – واشكر هنا الدكتور عايد المناع الذي لم يبخس الرئيس المصري المخلوع حقه) حيث اقتنص مبارك القرار العربي بمساندة الكويت من فحش وظلم الاخوة والاشقاء العرب الذين آثر عدد منهم مساندة الظالم ضد المظلوم في مؤتمر القاهرة في العاشر من اغسطس 1990، في تلك الاثناء ومع استرجاع كل تلك الايام السوداء الحزينة، انفقعت مرارتي.. (وربما اشياء اخرى تحدث عنها الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم) عندما سمعت المذيع في مداخلته مع الدكتور عايد يقول (الغزو الصدامي)!.. قلت لنفسي ربما تكون فلتة لسان غير مقصودة لكن المذيع سرعان ما اعاد نفس الجملة على اسماعنا.. فكبست على زر الراديو في السيارة بعنف لاغلاقه وعدم الاستماع الى المزيد لكي لا ينفطر قلبي بعدما انفقعت مرارتي.
واضح ان هناك توجيها رسميا في الاذاعة والتلفزيون باستخدام كلمة (الغزو الصدامي) بدلا من الحقيقة وهي (الغزو العراقي) وذلك لأسباب واهية سخيفة لا تزيد على عدم ايذاء مشاعر العراقيين في مثل هذا اليوم.
اخي الكريم وزير الاعلام الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح.. ان الغزو الذي أطاح بالكويت وبالنظام الحاكم لم يكن صداميا فقط بل كان عراقيا.. نعم صدام (لعنه الله واخبث ثراه) هو الآمر الناهي، لكنه لم يدخل الكويت بمفرده.. لم يسرقها بمفرده.. لم يقتل ابناءها بمفرده.. لم يأسر زينة شبابها بمفرده.. لم يدفن قتلانا الذين نحتسبهم عند الله شهداء في مقابر جماعية بمفرده.. لم ينكر وجود الاسرى في العراق بمفرده!!
لقد نجح صدام حسين (لعنه الله واخبث ثراه) في تعبئة الكثير من العراقيين ضد الكويت، وقد كانوا على قناعة باننا نحن المعتدون واننا من يسرق نفطهم واننا من ورطناهم في حربهم مع ايران، واننا من نحاربهم في رزقهم، وجاؤونا ناقمين كارهين الا من رحم ربي منهم، او من تمكن اهل الكويت من رشوته وشراء ذمته الرخيصة اصلا!
وبالتالي، انا كمواطن من حقي ان اعتبر ان الحكومة تزيف الحقيقة وتختزل المأساة في شخص واحد وهذا ليس صحيحا، بل هو ظلم للكويت واهلها وتحريف لتاريخ عاصرناه.
من حق الجيل الحالي أن يعرف الحقيقة كاملة دون تزييف.. أو تزيين، من حقه أن يعرف جار الشمال كما عرفناه ليكون مستعداً دائماً له، فيعرف كيف يتعامل معه في الأيام والسنين المقبلة التي سيكون الجيل الشاب هو صاحب القرار فيها.
السيد العزيز وزير الإعلام.. لقد كان الغزو «عراقياً.. عراقياً.. عراقياً».. وليس من حق أحد أن يعدل على هذه الحقيقة أو يزورها.
هل سمعتم أحداً من العراق أو إيران أو غيرهما يقول.. (الحرب الصدامية الخمينية).. هل سمعتم أحداً من العالم يقول.. (الحرب الهتلرية الثانية) أو (الغزو الهتلري) .. هل سمعتم بالهزيمة الامبراطورية.. أم كانت هزيمة يابانية؟!
رجاءً .. لا تجرحوا مشاعرنا في مثل هذا اليوم.. فالجراح رغم السنوات الـ 22 التي انقضت ما زالت غائرة لم تلتئم بعد.. فلا تنثروا عليها الملح.. ولا تزيدوا الطين بلّة.
رحم الله شهداءنا الأبرار وأسكنهم فسيح جناته.


وليد جاسم الجاسم
waleed@alwatan.com.kw
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
277.9995
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top