مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

آن الأوان

ذكريات رمضانية (2-1)

د.عصام عبداللطيف الفليج
2012/07/31   07:39 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

كل مسلم ينتظر هذا الشهر الكريم لما له من مواصفات خاصة


كل مسلم ينتظر هذا الشهر الكريم، شهر رمضان المبارك، لما له من مواصفات خاصة لا تكون الا به، ولما له من ارتباط نفسي ووجداني خاص لكل فرد، فمهما كانت من مشتركات بين الناس في التفاعل والايمانيات، الا ان الخصوصية تبقى قائمة لكل فرد، خصوصا مع تراكم الذكريات، فلكل عمر خصوصية، ولكل رفقة خصوصية أيضا.
تبدأ الذكريات مع هذا الشهر الفضيل عندما كنا صغارا، قد لا نصوم – كوننا أطفالا غير مكلفين - ولكننا ننتظر هذا الشهر على أحر من الجمر لسببين: الاستماع لقصص «يديدة حبابة» الممتعة التي ترويها عبر الاذاعة كل ليلة الفنانة القديرة مريم الغضبان رحمها الله، وانتظار العيد لأجل العيدية.
ولما كبرنا وأصبحنا في عمر المراهقة ووجب علينا الصيام، وكان ذلك يصادف أشهر الصيف كما هو الآن، كنا أيضا ننتظر هذا الشهر بشغف لعدة أمور: الاستمتاع بصلاة التراويح وصلاة القيام والتي كان يوزع فيها الفيمتو والبيذان والمرطبات الباردة، ومشاهدة التمثيليات الممتعة بعد الافطار مثل جحا والكنز المفقود.. وغيرها، والتي ينتظرها الناس كبارا وصغارا، ومواصلة السهر حتى السحور ثم أداء صلاة الفجر، حيث بدأت حينها تمتد ساعات البث التلفزيوني حتى الفجر، كما كنا نستمتع بصلاة العيد.
وأذكر في احدى الليالي بعد السحور خرجت الى المسجد لصلاة الفجر، وكنت أنوي الذهاب مشيا للمسجد الأبعد للقاء بعض الأصدقاء، فوجدت أحد شباب الحي يجول بالسيارة بدون اجازة قيادة عائدا الى بيته للسحور حيث لم يتبق سوى دقائق، والشاب في هذا العمر يكون مستمتعا بالسيارة، فطلبت منه ايصالي للمسجد لضيق الوقت، فوجدها فرصة ليكشخ علي، ونسي سحوره، ولما وصلنا المسجد ونزلت من السيارة أذن الفجر، فلم يلحق حتى على شربة ماء، فأخذ يشفط مسرعا للعودة، ولكن دون فائدة، فاختفيت عن ناظره أسبوعا، ولم أطلب منه بعدها أية توصيلة!!
وعندما أصبحنا شبابا كبارا، تغيرت المفاهيم لدينا بالنسبة لهذا الشهر الكريم، فهو شهر العبادة وشهر الخير، فلم يعد التلفزيون هو هاجسنا الأول، بقدر ما أصبحنا ننتهز الفرص للمزيد من التعبد، والتسابق للصفوف الأولى لكل صلاة، وزادت أوقات مكوثنا في المساجد لقراءة القرآن وختمه أكثر من مرة، والحرص على حضور الدروس والمحاضرات، وأصبحنا مكلفين بالزكاة وزكاة الفطر، واستشعرنا معنى الصدقات ومساعدة المساكين. وكنت أحرص ان أصلي التراويح والقيام كل ليلة في مسجد للاستماع بقراءات المشايخ، ومشاهدة ناس آخرين لمزيد من التواصل.
ومن المواقف الطريفة من خلال تجوالي في المساجد ان صليت العشاء في أحد المساجد القريبة من بيت الوالد حفظه الله حتى أذهب معه بعد التراويح الى تهاني الأرحام والأصدقاء في الأسبوع الأول من رمضان، ولم أعلم بتغيير الامام، فكانت البداية تأخر الاقامة لصلاة العشاء على غير المعتاد، وكانت المفاجأة ان أول ركعتين من التراويح استغرقت قرابة النصف ساعة، وبقي 6 ركعات.. أي ساعتين، وأنا معتاد ان تكون صلاة التراويح بين نصف ساعة الى ساعة سواء كانت 8 ركعات أو 20 ركعة، فاضطررت للانسحاب للحاق بوالدي، وأكملت الصلاة لوحدي في المنزل ليلا.
ومن الذكريات الجميلة أول رحلة عمرة رمضانية مع أصدقاء الجامعة، وكانت بالسيارة مع الصديق العزيز بدر بورحمة وحمود بن ثاني أعضاء الجمعية التربوية بكلية التربية، وأذكر أننا كنا نذهب عصر يوم 24 رمضان لنصل ظهر يوم 25 رمضان، فنؤدي العمرة عصرا بدون ازدحام الذي نعيشه الآن، وبعد الافطار نعود ثانية للحرم لنصلي التراويح والقيام ليلتي 26 و27 رمضان، وبدون ازدحام أيضا، ولم يكن حينها توسعة ولا سطح ولا سراديب، وكنا نختار المكان الذي نريد ان نصلي به، باستثناء الصحن.
٭٭٭
قال سلمة ابن دينار: «ما أحببت ان يكون معك ‏في الآخرة فقدمه اليوم، ‏وما كرهت ان يكون معك ‏في الآخرة فاتركه اليوم».

د. عصام عبداللطيف الفليج
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
1073.0027
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top