مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

بقعة ضوا

بين الجشع والشبع

عزيزة المفرج
2012/07/29   05:58 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

أموال الدنيا لا يمكن أن تتساوى بالصحة.. ومسكين من يظن غير ذلك


لا يستطيع أحد ان ينكر الجبروت الكبير للمال، وسطوته العظيمة على النفس، ويكفي المال قوة أنه يمثل نصف زينة الحياة الدنيا، ما يجعل البعض لا يتردد ان يقتل أقرب المقربين الى نفسه في سبيل الحصول عليه، وكم من شخص تبوأ مركزا يتحكم فيه بمخزن ضخم من الدنانير فأصيبت بالضعف نفسه، وأبتلي بالهشاشة ضميره، فسهل عليه خيانة الأمانة، ودخل نادي الحرامية من أوسع أبوابه، وسار في طريق الضلال بدون التفات لحرام أو لحلال.في الوقت نفسه هناك من أغناه الله من فضله، وفتح له أبواب رزق واسعة يغبطه عليها الآخرون، مع ذلك استوطن نفسه جشع عميق ليس له قرار، يقف طول الوقت فاغرا فاه كوحش جائع مستعد لالتهام جهد الآخرين، وشفط عرقهم بدون تردد.من هؤلاء الجشعين، الذين يحبون المال حبا جما فلانة التي ينتهي اسمها بلقب فاخر لا يستطيع ان يصطف الى جواره أي لقب كان.فلانة الفلاني تلك مواطنة كويتية تنتمي لعائلة كريمة، ثرية، ذات حسب ونسب، تملك من الأموال، بسم الله ما شاء الله، ما يغطي عين الشمس وهي أموال تؤمن مستقبل جميع أجيال العائلة ربما حتى الجيل الخمسين، مع ذلك فهي لا تريد ان تكتفي، وبسبب حالة الجشع المزمن التي تعيشها تجدها لا تتورع عن ايذاء غيرها من أصحاب الرواتب المتدنية والمحدودة، ولا تتوانى عن تنكيد عيشتهم من أجل زيادة أموالها أكثر وأكثر.تلك السيدة تملك، ضمن ما تملك، ثلاثة عمارات ، في كل عمارة 40 شقة، وصل ايجار كل شقة فيها الى 300 دينار على الرغم من أنها ليست أكثر من صالة وغرفة نوم ومطبخ وحمام، بمساحة لا تزيد كثيرا عن مساحة حظيرة دواجن.لا تتسع الا لشوية حمام وبضعة دجاجات بديكهّن.تلك السيدة اعتادت على زيادة الايجار على المؤجرين بانتظام، وبمقدار 25 ديناراً كل 24 شهراً على الرغم من ان موظف حكومة جامعي لا يمكن ان يرتفع راتبه السنوي بهذا الشكل المبالغ فيه، والمشكلة ان عماراتها قديمة، متآكلة، لا تستحق تلك الزيادات المستمرة، ما يجعل الواحد منا يتساءل عن الحد الذي يفصل ما بين الشبع والجشع، وبمعنى آخر المرحلة التي يشعر فيها الانسان بالشبع، فيقرر ان ينهي حالة الجشع الطويلة التي يعيشها، وتجعل منه شخصية غير محببة.منذ سنين طويلة كانت صديقة لوالدتي، رحم الله الاثنتين، تدعو الله بكل حرارة ان يأخذ منها كل ما تملك من أموال، وأن يعيد لها صحتها المفقودة لتتخلص من الألم الشديد الذي كانت تعانيه بسبب مرضها العضال الذي تسبب فيما بعد بوفاتها.مرضت تلك السيدة فأدركت ان أموال الدنيا لا يمكن ان تتساوى بالصحة، وربما عرف آخرون أنها لا تتساوى بالأبناء، أو براحة البال، أو حتى بالشرف والسمعة الطيبة، ومسكين من يظن غير ذلك.

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
401.9987
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top