

	الثلاثاء 14/04/1447 هـ الموافق 07/10/2025 م الساعة 05:40 توقيت الصلاة شروق 5:44

مقالات

A A A A A

جرة قلم

نحن في نعمة عظيمة لأننا مسلمون

سلوى الملا

2012/07/24

04:54 م

شكرا لتصويت

التقيم

التقيم الحالي 0/5

الشهر الكريم فرصة لتدريب النفس على الصبر وتصحيح المسار

- نقف خلف الإمام في آخر أيام شهر رمضان ونودعه بالدموع في ليلة ختم القرآن «وإنا على فراقك يا رمضان لمحزونون».. وتمر الأيام سريعا بكل ما حملته من ذكريات.. ليقدم علينا شهر الخير والبركة والرحمة والمغفرة والعتق من النار، شهر القرآن الذي فيه ليلة خير من ألف شهر.. لنحسن استقباله والعيش ضمنه وفي نفحاته وأجوائه ليكون لنا القبول والفوز بالجائزة في ختامه.
نعمة عظيمة أننا مسلمون ولدينا من مواسم الطاعات والأيام والليالي والأوقات العظيمة التي يتضاعف فيها الأجر والثواب وتتقبل فيه الأعمال ويكون العبد قريبا من الله سبحانه وتعالى، فكم من عباد مذنبون وكم من عصاة بذنوبهم وآثامهم غارقون وكم من ظالمين في غيهم مستمرون وكم من ذنوب رانت على القلوب وتراكمت، وكم من معاص وخطايا حملها العبد وأثقلت كاهله، وكم من شهور وساعات غفلة يعيشها ولا يصحو ولم يستغفر ويتوب ويجدد التوبة لله، بما انه في نعمة عظيمة انه لايزال حيا يرزق ولم يقفل عنه باب التوبة والاستغفار والرجوع.. انها فرصة فلا يدري الانسان متى الممات ويكون تحت التراب؟!
- الصيام لا يكون الا بالنية الخالصة لله في كل ليلة والنية الصادقة والخالصة لله في كل الأعمال انما الأعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى لهي دليل على ان الصيام وغيره من اعمال يكون خالصا لله.
شهر رمضان له من الاستعداد الداخلي والمكاني والروحاني لاستقباله، شهر توصد فيه الشياطين وشهر يرتل فيه القرآن ويتنافس الصغار على عدد الختمات، شهر مجاهدة النفس وتصفية الروح مما علق بها من منغصات ومزعجات ومن أفكار.. رمضان يفرح به البعض لقصر ساعات العمل ولا يعلمون ان رمضان يحتاج الى اجازة من مشاغل الدنيا وملهياتها ولغوها والامتناع عن الجلوس أمام شاشة التلفاز بين برامج ومسلسلات وبين تسابق للمجمعات وغيره.
- في رمضان يكون التسليم التام بطواعية ورضا لله سبحانه وتعالى في الصوم والامتناع عن كل الملذات والشهوات والطعام والشراب. من المهم ان نعطي رمضان كل الانتباه والاهتمام والوعي، ففيه نجد الروحانية والكرم في الأجر والثواب وفيه أيام وليال وساعات طويلة برفقة القرآن مما يمد النفس شحنا روحانية واجتهادا بالدعاء في ليلة هي خير من ألف شهر توزع فيه الأقدار ويرد به القضاء.. فالدعاء يرد القضاء.
- يتسابق الناس الى الصلاة وتكتظ المساجد بالمصلين، ورفع الأذان خمس مرات للصلاة نعمة عظيمة يشعر بقيمتها من يعيش خارج دول اسلامية يفتقد فيه روحانية رمضان وجمال ليله ورائحته المميزة والنور والراحة التي تسكن الأجواء والأرواح المسلمة، وفي رمضان يتوافد الناس من كل مكان للسفر لأداء مناسك العمرة لما له من فضل عمرة رمضان بما تعدل حجة مع الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد روى البخاري ومسلم عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: «عمرة في رمضان تقضي حجة معي» فالعمرة في رمضان تعدل حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم وفي الحديث: «من حج فلم يرفث ولم يفسق عاد كيوم ولدته أمه» رواه البخاري ومسلم. فنرجو لمن اعتمر في رمضان ومن سوف يعتمرأن يعود كيوم ولدته أمه خالياً من الذنوب.
- يسعى الأغنياء الى اخراج زكاتهم والصدقات، فالأعمال والصدقات تتضاعف في رمضان وأجود ما يكون الرسول صلى الله عليه وسلم في رمضان كالريح المرسلة، عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فالرسول صلى الله عليه وسلم اجود بالخير من الريح المرسلة.
أنزل الله عز وجل القرآن في شهر رمضان، قال تعالى:{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} البقرة: 185، ونزول القرآن الكريم كان في ليلة مباركة هي خير من ألف شهر {انَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ}، {انَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} القدر.
- قراءة القرآن في رمضان هي من أحب الأعمال الى الله سبحانه وتعالى وكان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يواظبون على قراءة القرآن ويجتهدون في قراءته في رمضان.
ولله الحمد والمن والفضل ان القرآن نزل بلسان عربي مبين، كم من أجانب ومن جنسيات غير عربية مسلمين يتمنون ان يقرأو القرآن بحروفه لفهم معانيه وكم من مرات عبّر بعضهم عن حزنهم انهم يقرأون القرآن ولكن لا يفهمون معانيه وكلماته.
- آخر جرة قلم:
ألم أقل اننا في نعمة عظيمة اننا مسلمون وان لنا مواسم طاعات يتضاعف فيه الأجر وعمرة رمضان وفضلها وقراءة القرآن والأجر وغيره من أعمال البر من زكاة وصدقات وصلة رحم وغيره من أعمال يتضاعف أجرها في رمضان.
وكما يتضاعف الأجر فإن الاثم والمعاصي تتضاعف في رمضان، وجهاد النفس والصبر على اللغو والغيبة والمعاصي ومشاهدة المسلسلات والبرامج والخروج بتبرج وسفور وغيره من معاصٍ وذنوب يقترفها العبد تتضاعف في حسابه ان لم يرجع ويتوب ويستغفر، فرصة التوبة والرجوع والاستفادة من عظمة وكرم الشهر الفضيل لهو فرصة وموسم لتدريب النفس على الصبر والأعمال الصالحة وتصحيح مسارها، بما ان الانسان لايزال حيا سليما عاقلا يتحرك فوق الأرض. اللهم أهله علينا بالأمن والايمان والسلامة والاسلام والعافية المجللة ودفاع الاسقام والعون على الصلاة والصيام وتلاوة القرآن اللهم سلمنا لرمضان وسلمه لنا وتسلمه منا حتى يخرج رمضان وقد غفرت لنا ورحمتنا وعفوت عنا.. اللهم آمين.
والحمد لله والشكر على نعمة وكرمه واننا مسلمون.
مبارك عليكم الشهر وكل عام وأنتم بخير وتقبل الله طاعتكم وصالح أعمالكم..

سلوى الملا
alsalwa@alwatan.com.kw
@salwaalmulla

أخبار ذات صلة dot4line

التعليقات الأخيرة

All Comments

أكثر المواضيع مشاهدة

مقالات ذات صلة بالكاتب

Tweets by WatanNews !function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");

489.0101


موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة