مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

الدكتور مرسل العجمي في «الإمتاع والمؤانسة» (1 – 2)

عبدالله خلف
2012/07/17   11:20 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

الباحث سد ثغرات أوجدها بعض المحققين


أدلى الأستاذ الدكتور مرسل العجمي بدلوه في المنهل العذب الذي تزاحم عليه علماء وباحثون وأدباء، من عرب ومستشرقين ليوفوا حق أبي حيان التوحيدي، الذي جاهد وكافح في حياته في الكتابة والتأليف ولم يحظ من الخلفاء والأمراء والوزراء بمثل حظ الشعراء والرواة والسمار..
قال عنه ياقوت الحموي، صاحب معجم البلدان، ومعجم الأدباء، وإرشاد الأريب في معرفة الأديب، في التراجم..
(1179 – 1229م..): عز عليه أن يغفله الكثير من مؤرخي الرجال ولم يترجموا له مع أنه فيلسوف الادباء وأديب الفلاسفة.
يقول الدكتور مرسل العجمي:
تجدر الإشارة إلى أنه في عام 1994 عقدت في القاهرة ندوة احتفالية كبرى بمناسبة الذكرى الألفية لوفاة التوحيدي، وقد شارك في تلك الندوة عدد كبير من الباحثين العرب والمستشرقين، تناولوا التجربة التوحيدية، والأدب التوحيدي.. ومن نتائج تلك الندوة تكونت ثلاثة مجلدات من مجلة (فصول).
وتهافت كُتاب وأدباء القرن العشرين للكتابة عن أبي حيان التوحيدي.. تحقيق د.عبدالرحمن بدوي وكالة المطبوعات في الكويتة سنة 1981، الامتاع و المؤانسة تحقيق أحمد أمين، وأحمد الزين، وأيمن فؤاد السيد.
وجميل أن نرى بين الباحثين والمحققين الأستاذ الدكتور مرسل العجمي.. الذي سد ثغرات أوجدها بعض المحققين، وأصلح المتردم وأقام بعض المعوج منها وهذه صنعة المحققين..
الوجهاء الذين شغلهم الشعر وطرائف الكلام الموضوع للتسلية والتفكه وانصرفوا عن الأدب الفلسفي، وفلسفة الأدب، والحداثة في علوم الفقه.. وأدب الدين والدنيا.. لم يكن هذا من هواهم فلم يميلوا نحوه كل الميل..
قال أحمد أمين في مقدمة كتاب (الامتاع والمؤانسة):
[أبو حيان التوحيدي من اولئك العلماء الأدباء الذين أصيبوا في حياتهم بالبؤس والشقاء، وظل حياته يجاهد فقصد الوزراء والأمراء لعلهم يكافئونه على علمه وأدبه فلم يحظ من كل ذلك بطائل.. وعاش كما يقول في بعض كتبه، على نحو أربعين درهماً في الشهر بينما رأى كل من حوله من الشعراء والكتاب يحظون بالمال الكثير والحظ الوافر وليس أكثرهم يدانيه علماً أو يجاريه أدباً وقصد الكثير حتى مدح وأطرى، وبكى واشتكى، فما نفعه مدحه ولا ذمه ولا اطراؤه، ولا هجاؤه..].
٭٭٭
قسّم أبو حيان كتابه إلى ليال، فكان يدون في كل ليلة ما دار فيها بينه وبين الوزير وكان الذي يقترح الموضوع هو الوزير وأبو حيان يجيب، وفي إجابته يميل إلى ذكر بعض الادباء.. ويسأله الوزير عن رأيه فيهم، ويستطرد من باب إلى باب حتى إذا انتهى المجلس كان الوزير يسأله غالباً أن يأتيه بطرفة من الطرائف يسميها غالبا (ملحة الوداع)، فيقول الوزير بعدها: إن الليل قد دنا من فجره هات ملحة الوداع، وأحياناً يطلب الوزير أن تكون ملحة الوداع شعراً حضرياً، أو شعراً بدوياً يشتم منه رائحة الشيح والقيهوم وهكذا. وأحيانا يكون بشكل الحوار فيقول يروى عن فلان سؤال، ويجيبه وهكذا..
روى كتاب المؤانسة عن الفلاسفة ورجال العلوم، ويروي عن ديوجانيس انه سُئل: متى تطيب الدنيا فقال: إذا تفلسف ملوكها، وتملك فلاسفتها.. فلم يرض الوزير عن هذا وقال: إن الفلسفة لا تصح إلا لمن رفض الدنيا وفرّغ نفسه للدار الآخرة، فكيف يكون الملك رافضا للدنيا وقالياً ليها، وهو محتاج إلى سياسة أهلها، والقيام عليها باجتلاب مصالحها ونفي مفاسدها..
والكتاب جاء في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري في العصر البويهي، عصر عصف فيه الظلم فأخذ يصف الامراء والوزراء ومجالسهم كابن العميد وابن سعدان عن محاسنهم ومساويهم ويصف العلماء، ويحلل شخصياتهم، وما كان يدور في مجالسهم من حديث وجدال وخصومة، وترف ومجون ورقص وطرب وسكر وصحو وانحطاط في وسطهم الاجتماعي ويقارنها برقي مجالس الآخرين كالنزاع بين المناطقة والنحويين، كالمناظرة التي بين أبي سعيد السيرافي ومتى بن يونس القناتي في المفاضلة بين المنطق اليوناني والنحو العربي ورأي العلماء في التعصب الشعوبي والمفاضلة بين الأمم إلى كثير من أمثال ذلك.

عبدالله خلف
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
525.9933
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top