مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

انتماء لوطن أم ميديا وكوميديا؟

ناصر أحمد العمار
2012/07/16   11:13 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

يجب اختيار لغة التخاطب الناجحة في مثل الظروف التي يمر بها المجتمع


الميديا هي الوسائط المسموعة والمقروءة والمكتوبة، اما الكوميديا فهي المسرحية التي تحمل طابع الضحك البعيد عن الهزل والابتذال، وان تكون الخاتمة فيها سعيدة (غير اللي عندنا) وتهدف الى التسلية عبر تضخيم الحدث واعطائه شكلا غير طبيعي.
كثر هم (اللي ما يطوف) عليهم زيف الكلام المصفف وبريق الشعارات، ولاتخدعهم دموع التماسيح والتظاهر بحب الوطن والخوف عليه من حاملي رايات التغيير والتعديل الى الافضل (حسب دعواهم) خاصة بعد رفع الستارة والبدء في عرض مسرحية التغيير ذات السيناريو المحظور الذين ينادون فيه.
الانتماء وحب الوطن رضعناه من صدور امهاتنا منذ الايام الاولى لولادتنا، فاختلط الحليب بمكونات حب هذه الارض واصبح هذا الانتماء كياناً واحداً مصادر تشكيل هويتنا، ومادة من مواد تكوين شخصية الكويتي، كبرنا وكبر معنا هذا الحب لتنشأ العلاقة الوجدانية الحميمة لتنصهر بحبيبات رمال الوطن يستحيل فصلها، مرت الايام والسنين وترعرع هذا الانتماء والحب والمواطنة الحقة واورثناها ابناءنا حتى ظهرت علينا الاستعدادات لبدء عروض فصول مسرحية طويلة ذات سيناريو مدنس بتمزيق الاوطان ابطالها اسياد هذا المبدا وممثلوها من غرر بهم من السذج والمغفلين.
الانتماء والمواطنة والولاء عبَر عنه الآباء والاجداد بافعال يشهد لها ملف كفاح الوطن عندما سطر ابناء البادية وابناء القبائل ملاحم الفخر والعزة واختلطت دماء اجدادهم وآبائهم بحبيبات تراب الصحراء وقدم ابناء الحاضرة وغيرهم ممن تمزقت اكف اجدادهم وآبائهم من قسوة وجبروت (ضيم) الاسفار والغوص واهواله، وضم قيعان البحر جثث بعضهم وامتزج صوت امواج الخليج (وقبة) بحر العرب بهزيج الهول واليامال وتلطخت جباههم ووجوههم (بجص) المجياص - قدموا - امثلة انارت لنا طريق المجد الذي نحن فيه.
الكل لاه ومشغول، حتى الذي نصب نفسه مدافعاً عن الوطن وحامل راية مجده وعلو شأنه، تنحى عن المتغيرات الاجتماع والسياسية الخطيرة التي يمر بها المجتمع بعد ان ساهم وساعد في صب الزيت وزيادة سعير الاجواء الساخنة والحرص على اتساع فجوة الخلافات ونشوب الفرقة وتعميق الهوة بين ابناء الشعب الواحد وجلس بعيدا يتفرج او بالاحرى (يتشمت) بكل وقاحة للنتائج التي سيئول اليها حال الوطن، دون أدنى مرتبة من مراتب الحياء، يغير جلده بما يتناسب والاوضاع التي آلت اليها الظروف، في الجانب الآخر شرائح من نسيج هذا المجتمع تستقر لديهم حالة التكييف (البعض من الناخبين، ذوي الآذان الصاغية، السذج، والاغبياء ممن تنطلي عليهم اكاذيب امثال هذا وذاك) يؤمنون بالاطروحات الهدامة بل ومنهم من يتبناها ويستفرغها على امثاله من رواد ديوانيته او من ولي عليهم اهل بيته، والاخطر اعتناق هذا النوع من الاطروحات - كما حصل بالفعل - ويولج في نفق تبديل متطلبات الانتماء والمواطنة ومستوجبات الولاء حتى اضحي ملموسا للراصد والمفكر والباحثين في قضايا المجتمع...ولمن يهمه الامر! لا الوم هذه النوعية، لكن اعول وبكل ثقل - بعد الايمان بما يقسمه المولى - على اولئك القادرين على احداث التغيير والوقوف امام المدعين بالانتماء للوطن لمواجهتهم ومنعهم من الاستمرار في عرض فصول المسرحية الهزلية السخيفة واماطة اللثام عن الوجوه الحقيقية لامثالهم لكشفهم وكشف زيفهم، او اقل تقدير القيام بكل ما يستطيعون من قدرات يملكونها من احداث حالة استنكار فائق التاثير للسيناريو المستورد المعروض على خشبة مسرح الوطن، والاهم من ذلك ايقاف قوة التاثير الهائلة التي بدات ترسي قواعد التغيير نحو المحظور واشعال نار الفتن من خلال بقية فصول مسرحياتهم الواهمة التي لايُعرف نهايتها وتفاصيل بقية فصولها وما تحويه من مواد اقل ماتكون شديدة الانفعال والتفاعل نحو احداث ذلك التغيير، لان المزيفين من ابطالها كسبوا العديد من جولاتهم وصولاتهم الماضية، اما الراوي فتضخمت لديه الذات وتمركزت الانا العليا على مواقع القرار لديه وحمل راية التغيير ونصرة الوطن! وسط سيطرة الاوهام وتمركز صدى التصفيق والتشجيع في قاع اذنيه وبغفلة من الزمن و.... المعنيين.
(توهم الحين) استشعروا بالخطر وبدأ التحرك من آخر سلم الاوليات! (شي غريب).
جهات رسمية شكلت لجاناً لتدارس مشكلة تدني مستوى الولاء للوطن ونقص فيتامين المواطنة الحقة وليست تلك التي نتغنى بها ايام الاعياد الوطنية (وبعد ماطاح الفاس بالراس) والكل يدرك ماذا تعني اللجان والفترات التي تمضيها للتدارس والتباحث والتشاور لايجاد صيغة توافقية نحو طريقة عملها! ومع هذا كله هناك مشكلة اضافية باعتقادي ستحول دون تحقيق النتائج المرجوة - لو سلمنا باهمية اجراء مثل تلك الدراسات - في هذا الوقت الضائع الذي خلص البعض ممن انتهت مهامهم من تلك اللجان الى نتائج خطيرة في التشخيص اي السبب فاذا عرف الداء صح الدواء وكان فعله مقضيا لكن ان لم يعرف الداء (سوء التشخيص) لا فائدة من الدواء، يعني اذا لم يقم المسؤولون في البحث عن سبب تدني الانتماء ونقص الولاء عند البعض سيكون جهدهم منقوصاً لاخير فيه، والسؤال الذي يطرح نفسه هل تلجأ تلك السلطات المسؤولة في هذه اللجان الى فتح قنوات الاتصال المباشر مع العناصر المعنية (ضحايا التغيير والاوهام) التي ارى اهمية بالغة في التقرب منها لتلمس الحقائق كما هي؟ ام يتم التركيز على المرسل من الكلام والمعلومات المحصلة من البحث غير العلمي الذي يبني عليه الكثير من التوصيات والنتائج؟ باعتقادي المتواضع ان مثل هذا الموضوع لا يجب ان يستخدم فيه مثل تلك الادوات في اجراء مثل هذه الدراسات وان الامر يحتاج الى كسر القيود واتباع سبل واقعية في البحث عن الداء اذ ان الامر يتعلق بمصير وطن وارتباط الولاء بالولي، ندرك ان السبب مفهوم لدى البعض لكن من الواضح ان هناك من ينخر في جدار الوطن بصمت بالغ وينجح في اضعاف الانتماء اليه، دون ان نحرك ساكنا، لكنهم نسوا ان بضاعتهم سترد اليهم باذن الله وان قوة الوطن برجالاته المؤمنة بربها قبل كل شيء، لكن يجب التحرك السريع والموجه الى جمهور الميديا قبل ان ينصهروا في سحر الكوميديا الهزلية بدءا في احتواء جميع الشرائح الاجتماعية بكل الوسائل المتاحة واولها الاستثمار الامثل للوسائل الاعلامية (الميديا) واختيار لغة التخاطب الناجحة خاصة في مثل هذه الظروف التي يمر بها المجتمع الكويتي، بالاضافة الى ما ذكرناه في المقال السابق المتعلق بالاستراتيجية التربوية القادرة على مواجهة المتغيرات الخطيرة.



ناصر احمد العمار
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
269.014
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top