

	الثلاثاء 14/04/1447 هـ الموافق 07/10/2025 م الساعة 09:36 توقيت الصلاة الظهر 11:36

مقالات

A A A A A

فضائل شهر شعبان والتنبيه على بدعية الاحتفال بليلة النصف منه (1)

عبدالرحمن بن ندى العتيبي

2012/07/01

11:40 م

شكرا لتصويت

التقيم

التقيم الحالي 0/5

الحمد لله ما تعاقب الليل والنهار، والصلاة والسلام على النبي المختار، وعلى آله وصحابته الأخيار.
شهر شعبان له فضائل تدعو الى الاهتمام به وعدم الغفلة عنه، فحري بعباد الله الذين يتطلعون لمواسم الخير ان يغتنموا الفرصة بالاجتهاد بالعبادة فيما شرع والتحصل على فضائل هذا الشهر، ويحذروا من ان يكونوا في جملة أهل الغفلة الذين لا يتنبهون لمواسم الخير، ومن ذلك غفلتهم عن شهر شعبان.قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال الى رب العالمين، وأحب ان يرفع عملي وأنا صائم» [رواه النسائي وحسنه الألباني].
فالناس يعرفون قدر شهر رجب فهو من الأشهر الحرم، وشهر  رمضان لا يخفى قدره على أحد فيحصل من أكثر الناس غفلة عن شهر شعبان وهو شهر ترفع فيه الأعمال الى الله، فينبغي للعبد ان يحسن عمله فيه فيكون موافقاً للشريعة خالصاً لوجه الله، وأن يحقق العبد التوحيد ويحذر من الشرك ويتبرأ من أهله، ويتطهر من المعاصي، ويتطلع للصلاح والتقى لكي يصبح العبد مقبولاً عند الله ويكون أهلاً لمغفرة رب العالمين، ولشهر شعبان فضائل وهي:
-1 (مغفرة الله لعباده الموحدين)  عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يطلع الله الى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه الا لمشرك أو مشاحن» [رواه الطبراني وصححه الألباني]. ومن خلال الحديث يتضح خطورة الشرك فهو سبب للحرمان من المغفرة قال تعالى: {انَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ ان يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48].
ومن الشرك (الذبح لغير الله)، قال تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2)} [الكوثر]، فلا يجوز الذبح للأولياء أو الجن أو عند قبور الصالحين ولا غيرهم، ولا يجوز الذبح عند مكان يذبح فيه لغير الله.
ومن الشرك (الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه الا الله) فهناك من يطلب كشف الضر أو سعة في رزق من بشر مثله أو يطلب قضاء حاجات لا يقدر عليها الا الله، وهذا من الشرك الذي يحرم صاحبه من المغفرة.
ومن الشرك (الحلف بغير الله) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت».
ومن الشرك (الغلو في الصالحين) فيعتقد ان لهم شيئا من الربوبية والتصرف في الكون ويرفعهم عن مستوى البشرية وقد أنكر ذلك الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فقال: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم وانما قولوا عبدالله ورسوله».
ومن الشرك (دعاء الأموات) فالميت انقطع عن العمل محتاج لرحمة ربه عاجز عن نفع الأحياء ودعاؤهم له باطل، فالدعاءلا يصرف الالله وحده {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ان الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60)} [غافر].
ومن الشرك (من اعتقد ان غير الله يعلم الغيب) ومن الشرك (النذر لغير الله) وهذه المعتقدات والأعمال الشركية موجودة في بعض بلاد المسلمين ويدعو لها أهل الباطل وغيرهم من أعداء الاسلام، فعلى من وقع في هذه الشركيات ان يتوب الى الله فيتطهر منها حتى تدركه مغفرة الله فتمحى ذنوبه فينجو من النار ويفوز برضا ربه والجنة.
والحديث ذكر مع الشرك الشحناء وأنها سبب للحرمان من المغفرة في هذا الوقت، والشحناء هي البغضاء والعداوة والواجب ان يكون بين المسلمين المحبة والتراحم والتواصل، وغالباً الشحناء لسبب تافه فعلى المرء ان يصلح ما أفسده وأن يصل ما قطعه، محباً للآخرين، مشاركاً في نفعهم، حريصاً على كسب محبة الناس وادخال السرور عليهم، صافحاً عن عثرات المخطئين، معرضاً عن الجاهلين، كريماً مبتسماً مبدياً التسامح مبتغياً رضا الله مطهراً لنفسه من الشحناء لكي تشمله مغفرة الله.
-2 (تُرفع فيه الأعمال الى الله) قال النبي صلى الله عليه وسلم: «هذا شهر يغفل عنه أكثر الناس بين رجب ورمضان، تُرفع فيه الأعمال الى الله جل وعلا» [رواه أبو داود والنسائي].
أعمال العباد ترفع الى الله قال جل وعلا {الَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10]، فالله في السماء لأن الصعود يكون من أسفل الى أعلى فاليه جل وعلا ترفع الأعمال فعلى العبد ان يتقن عمله فانه جالب لرحمة الله وهو الذي سيجده أمامه قال تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)} [الزلزلة].
وليس للانسان أصدق من عمله وهو الذي سيكون سبب شقائه أو سبب نجاته وسعادته بعد رحمة الله فلينظر الى عمله فيحسنه قبل ان يرفع الى الله.
كان الضحاك يبكي آخر النهار ويقول: لا أدري ما رفع من عملي

السقم على الجسم له ترداد
والعمر ينقص والذنوب تزداد
ما ابعد شقتي وما لي زاد
ما أكثر بهرجي وعلي نقاد

-3 (من السُّنَّة الاكثار من الصوم في شعبان) عن عائشة رضي الله عنها قالت:«ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من شهر من السنة أكثر من صيامه من شعبان كان يصومه كله» [رواه البخاري ومسلم].وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: «مالي أراك تصوم في شهر شعبان ما لا تصوم في غيره من الشهور- يعني خلا رمضان- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذا شهر يغفل عنه أكثر الناس بين رجب ورمضان، تُرفع فيه الأعمال الى الله جل وعلا، فأنا أحب ان يرفع عملي وأنا صائم» [رواه أبو داود والنسائي].وعن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط الا شهر رمضان، وما رأيته في شهر أكثر منه صياماً في شعبان» [رواه البخاري ومسلم].
ومن البدع الاحتفال بليلة النصف من شعبان أو تخصيص صلاة لها أو دعاء معين أو تخصيص يومها بصوم، وسنبين بطلان ذلك.
نسأل الله ان يرزقنا الاتباع لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ويجنبنا الابتداع.
عبدالرحمن بن ندى العتيبي

التعليقات الأخيرة

All Comments

أكثر المواضيع مشاهدة

مقالات ذات صلة بالكاتب

Tweets by WatanNews !function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");

320.0129


موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة