محــليــات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

رواية أدبية ممهورة بتوثيقات تاريخية لأحداث بالغة الأهمية

سعيد توفيقي يسرد بانوراما «كويت الثمانينات» في «حوار على خط النار»

2012/06/01   10:25 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
سعيد توفيقي - غلاف رواية «حوار على خط النار»
  سعيد توفيقي - غلاف رواية «حوار على خط النار»



المطبوعة الجديدة ترفع الستار عن صراعات التيارات القومية والقوى الليبرالية والجماعات الدينية

«راشد» بطل الدراما القصصية فقد بصره فغاص ببصيرته في القضايا الإقليمية

الكاتب تتبع بوصلة الأحداث في دول الخليج وإيران وأفغانستان وشخص مدلولاتها

التوفيقي رصد بعين ثاقبة تنامي الجماعات الإسلامية في البلدان العربية


دشن الكاتب الصحفي والروائي سعيد توفيقي، روايته الجديدة «حوار على خط النار» والتي وثق من خلالها بأسلوب يمزج بين الرواية الادبية والتوثيق التاريخي للاحداث التي شهدتها الكويت في فترة الثمانينات منذ اندلاع الحرب العراقية الإيرانية في 22 سبتمبر عام 1980.
ورأى الكاتب ان معظم ما شهدته الكويت خلال فترة الثمانينات لها علاقة متصلة بالحرب سواء بشكل مباشر أو غير مباشر حيث يسأل يوسف صديقه راشد وهو الشخصية الرئيسية في الرواية والذي فقد بصره وهو طفل صغير..عن رأيه في الحرب فيجيب راشد بأنها بداية مرحلة لا يعلم الا الله كيف ستسير الأمور والى أين فهذه الحرب مثل السوق سيربح فيها من يربح وسيظل يطالب باستمرارها وفيها من يدرك عواقب الأمور..ويستشهد راشد بتحليل أوردته الصحافة الأمريكية وذكرت فيه وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر عبر عن فرحته لاندلاع هذه الحرب وقال لزوجته هذا اليوم انتظرته طويلا..و يؤكد راشد بأن آثارها لن تتوقف عند الصواريخ والقذائف التي يطلقها العسكر من مدافعهم أو الرصاص الذي يطلقونه من رشاشاتهم بل ان ما هو أخطر هو تلك القذائف والصواريخ والرصاص التي تطلقها النفوس تجاه النفوس..والقلوب تجاه القلوب..

سقوط الشاه

وكان لانهيار نظام الشاه ونجاح ثورة الخميني مادة يومية في وسائل الإعلام الكويتية والخليجية مثلما كانت كذلك في وسائل الاعلام العالمية واذا كان الغرب بدوائره السياسية الحاكمة أو النخب المثقفة وأوساطه الاعلامية متفقا على خسارته من التغيير..فان الآراء وردات الفعل في المنطقة كانت منقسمة..متباينة..ولم يكن ما يقال في العلن سواء في الخطب السياسية للمسؤولين في دول الخليج أو في الأغنيات والأناشيد الوطنية..وما كانت تؤكد عليه المناهج والكتب الدراسية من وحدة النسيج الاجتماعي والتطابق الكامل بين مكونات الشعب..كان ليس سوى آمال وأمان لدى القيادات السياسية..فقد ظهرت فجأة مخاوف من حدوث انقسامات حادة بين تلك المكونات..فوصول الخميني إلى السلطة في إيران وتزامن ذلك مع تصاعد المد الديني عند السنة قد أحدث القلق والتخوف من التأثير السلبي المحتمل على استقرار المنطقة خاصة وأن بعض رجال الدين الإيرانيين الذين تولوا مواقع قيادية بارزة بدأوا يصعدون من لهجتهم الهجومية ضد دول الخليج على اعتبار أنهم ينفذون أجندات أمريكية «الشيطان الأكبر».

شرارة

ووفقا لأحداث الرواية فقد تزامنت تلك الفترة التي اندلعت شرارة الحرب بين العراق وإيران مع التحاق راشد للدراسة في كلية الآداب في جامعة الكويت..حيث كانت قائمة الائتلافية التي تمثل كما يقول الكثيرون تيار جمعية الاصلاح الاجتماعي أو الأخوان المسلمين في الكويت..كانت قد عززت سيطرتها على الاتحاد الوطني لطلبة الكويت بفارق كبير عن القوائم الأخرى وأهمها قائمة الوسط الديموقراطي التي ينظر اليها باعتبارها امتدادا للتيار الليبرالي التي تعتبر مجموعة الطليعة أو جماعة الدكتور الخطيب واجهتها الأبرز..وكان التيار الليبرالي يفسر الفوز الكاسح للائتلافية في انتخابات طلبة الجامعة في اطار ما يعتبره تحالفا بين السلطة والتيار الديني بشكل عام لاقصاء التيار الليبرالي عن المشهد السياسي والاجتماعي العام في المجتمع في حين كان أتباع التيار الديني في المجتمع يفسر ما يحدث في الجامعة في اطار الصحوة الإسلامية التي تشهدها الكويت وكل البلدان الإسلامية بعد اخفاق التيار الليبرالي في قيادة المجتمعات العربية والإسلامية نحو التطور والتنمية..بل انها لم تقدم للأمة سوى الكوارث والمصائب.
ووفقا لأحداث الرواية فقد انشغل الكويتيون في متابعة التطور اليومي على الصعيد الميداني للحرب..وقد انقسموا إلى فريقين..أغلبية سنية يدعمها الموقف الرسمي للدولة كانت تؤيد الموقف العراقي وأقلية شيعية تؤيد الموقف الإيراني..وقد كانت مخاوف حكومات المنطقة وشعوبها تجاه سلوك حكومة الثورة في إيران تتصاعد في اطار التهديدات التي كانت تطلق من بعض الأطراف المؤثرة في طهران..كما ان تشكيل محاكم الثورة التي كانت تنتهج العنف وعدم الصفح مع رموز عهد الشاه مثل أشهر رئيس وزراء في إيران عباس أمير هويدا الذي كان يحاكم علنيا من خلال أجهزة الاذاعة والتلفزيون..والذي صدر عليه حكم بالاعدام خلال أيام معدودة من المحاكمة ونفذ بسرعة البرق..كان يصعد من المخاوف لدى دول الخليج.

الصحافة الكويتية

ثم يشير الكاتب الى وضع الصحافة الكويتية والتي كانت في تلك الفترة يطلق عليها صحافة صادرة في الكويت حيث كان الشأن المحلي لا يشكل سوى نسبة بسيطة من اجمالي المواضيع المنشورة سواء الأخبار أو التحليلات حيث كان الكثير يعتبرونها ساحة لتصفية الخلافات بين الحكومات والأحزاب العربية..وكانت الصحف الكويتية لا تخفي ميلها للانحياز ناحية الموقف العراقي بل كنت تنشر الكثير من المقالات والتحليلات التي كان كتابها يبالغون في تمجيد صدام حسين باعتباره فارسا عربيا يحمل بيده سيفا يعيد المجد والعزة المفقودين للأمة.
كما تناول عودة الحياة البرلمانية في فبراير 1981مع صدور مرسوم أميري بالدعوة إلى انتخاب أعضاء مجلس الأمة بعد توقف دام نحو خمس سنوات..وذلك وفق نظام جديد للدوائر يتضمن 25دائرة.. رأى فيها الكثيرون أنها نظام ستكون له عواقبه ونتائجه..وفقا للحوار الذي يدور بين شخصيات الرواية وهم طلبة في جامعة الكويت في تلك الفترة فان السلطة أرادت تحجيم بعض القوى التي كانت ترى فيها أنها تطمح إلى الحد من نفوذها وهي طبقة التجار ومجموعة القوى الليبرالية وبعض الجماعات التي لديها امتداد في التيار القومي العربي حيث أظهرت نتائج الانتخابات عن فوز كوكبة جديدة من النواب الذين ستلمع نجومهم في سماء الحياة السياسية الكويتية مثل مشاري العنجري وعيسى ماجد الشاهين وعبدالمحسن جمال وعدنان عبدالصمد.

طاقات

ويوضح الكاتب أنه في تلك الفترة أيضا كانت الجماعات الإسلامية تحشد كل طاقاتها وقواها لمؤازرة المقاتلين الأفغان حيث كانت الساحة الأفغانية رمزا للجهاد ضد الاحتلال السوفييتي قلعة الكفر والالحاد حيث كانت المهرجانات الخطابية تقام بشكل مستمر في كل مكان ومنها ساحات الجامعة حيث كانت سيطرة الائتلافية تساهم كثيرا في تسهيل تنظيم مثل هذه المهرجانات فيما كان الصوت الآخر المتمثل في أنصار التيار الليبرالي لا يخفي شعوره بالامتعاض كما كانت مقالات كتاب الزوايا في مجملها لا تجد حرجا في اظهار استخفافها بتفكير المنتمين لهذه الجماعات التي كانوا يرون فيهم أنهم مجموعة من الوصوليين الذين لا يتورعون عن استخدام وتوظيف المشاعر العاطفية التي تنبع من قلوب حسني النوايا من أفراد الشعب في تحقيق مآربهم..كما يتناول الكاتب حادثة اغتيال الرئيس المصري أنور السادات في 1981/10/6 ويشير إلى أنها تعتبر مؤشرا واضحا على تنامي المد الإسلامي وتصاعد تأثير الجماعات الإسلامية.


انفجار

ووفقا لأحداث الرواية فان أهم حدثين شهدهما عام 1982 هما انفجار فقاعة تعاملات سوق المناخ حيث كلفت الدولة المليارات من الدنانير وكانت بحق أزمة أخلاقية قبل ان تكون أزمة اقتصادية حيث كانت مجموعة من المستثمرين وعلى مرأى ومسمع من الحكومة تقوم بفعل بعيد كل البعد عن أي عمل تجاري مشروع حيث لم تكن التعاملات سوى بيع وشراء أسهم لشركات وهمية غير موجودة تتضاعف أسعارها بشكل جنوني في حين هاجرت رؤوس الأموال من البورصة وهي السوق الرسمي للأسهم إلى سوق المناخ الذي كان مجرد وعاء مثقوب لمدخرات عامة الناس صبت في جيب عدد محدود من المستثمرين الذين أشتهر عنهم ممارسات غير أخلاقية سواء في تعاملاتهم التجارية أو في سلوكهم الشخصي الأمر الذي جلب السخط من عامة الشعب عليهم..كما تعرض الكاتب إلى الحلول التي قدمت من أكثر من طرف ورفضتها الحكومة كمقترح غرفة التجارة أو مساعي وزير المالية حينها عبداللطيف الحمد الذي قدم استقالته بعد أشهر من وقوع أزمة المناخ..أما الحدث الثاني الذي شهده ذلك العام هو مذبحة مخيمي صبرا وشاتيلا الفلسطينيين في بيروت والتي قامت بها قوات الكتائب اللبنانية بعد يوم واحد من اغتيال الرئيس اللبناني بشير الجميل الذي وقع اتفاقية سلام مع اسرائيل.. وفي العاصمة الاسبانية مدريد نجيب الرفاعي من قبل عناصر تنتمي لمجموعة «أبونضال» القائد الفلسطيني المنشق عن حركة فتح..والذي كانت الحكومة تدرك بأنه يستهدف المصالح والشخصيات الكويتية لوقوفها مع ياسر عرفات..ويوضح الكاتب في أكثر من موقع من أحداث الرواية بأن وجود عدد كبير من الفلسطينيين في الكويت يعتبر عاملا يضغط على الحكومة في كثير من المواقف.

حدث

ثم يتعرض الكاتب بشيء من التفاصيل الى حدث بارز شهدته الكويت في ديسمبر 1983 وهو اليوم الذي شكل منعطفا هاما في التاريخ الحديث للبلد حيث قام سائق شاحنة بعملية انتحارية بتفجير مقر السفارة الأمريكية في الكويت في وقت تزامن مع تفجير مقر السفارة الفرنسية ووضع متفجرات في خمسة مواقع حكومية حيوية آخرى ليقوم الحرس الوطني والجيش بانزال وحدات من قواتهما في شوارع البلد في حدث هو الأول من نوعه..كما قامت قوات الأمن بوضع العشرات من نقاط التفتيش في الشوارع في جميع مناطق البلاد..ليعبر راشد لمجموعته بأن الأمر ستكون له تداعياته حيث سيزيد من الانقسام بين فئات منقسمة بالفعل من المجتمع وسوف يعزز من حالة التشكيك بالولاء للوطن..كما يتعرض الكاتب على لسان احدى شخصيات الرواية إلى موقف النواب الشيعة وهم عدنان عبدالصمد وناصر صرخوه وعبدالمحسن جمال من طلب الحكومة تقديم دعم مالي للعراق في حربه ضد إيران الذي يعتبر موقفا موجها ضد رغبة معظم أفراد الشعب الكويتي وموقف راشد من هذا الطرح الذي يعتبر أنه ينطلق من الحرص على أمن وسلامة الكويت وأنه ليس كل من وقف ضد صدام فهو ضد الكويت..وتشير الحوارات التي أوردها الكاتب إلى ان تلك الفترة من تاريخ البلاد كانت تتسم بشيء من التوتر بين مكونات البلد..وأن الحوار بين كل اثنين كان يتم بالكثير من التشكيك والقليل من التسامح وتقبل الآخر..وذلك كأحد أشكال التداعيات المباشرة للحرب العراقية الإيرانية.


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
85.9974
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top