مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

طرف الخيط

الزواج من أفغانية مغتصَبة

خليل علي حيدر
2012/04/18   12:29 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

أصابت كارثة 11 سبتمبر 2001 بلاد الأفغان في الصميم


على الرغم من كل مآسي اليمن وما شهدت من احداث منذ انهيار سد مأرب وما عانت من تطاحن بين القبائل، سميت تلك البلاد الجبلية الوعرة بـ«اليمن السعيد»، وربما كانت افغانستان كذلك، في بعض مراحل تاريخها، جديرة بتلك التسمية، قبل ان تنتقل في تاريخها المعاصر، بين المصائب والمآسي.. والكوارث!
دليل بلدان العالم The Statesman Year Book الذي يصدر منذ عام 1833 والذي اعتاد رجال السياسة والباحثون الاعتماد على بياناته، تحدث في طبعة 1896، قبل نحو 120 سنة، عن بعض خيرات ومنتجات ذلك البلد الذي عثر به الزمان، وجاء في الدليل ان في البلاد موسما حصاد حيث تُزرع شتى انواع الحبوب والمزروعات ومن الفواكه التي تثمر بوفرة الكمثرى والخوخ والسفرجل والمشمش والتوت، ويعتمد عليها السكان طوال العام طازجة او مجففة، حيث يُصدر الكثير منها.
ويشتهر شمال افغانستان بإنتاج كميات لا بأس بها في مناجمها من النحاس والرصاص واجود انواع الحديد، كما تنتج منطقة قندهار كميات قليلة من الذهب، ومن صناعات افغانستان الحرائر والمنتوجات الصوفية وغيرها، والتي تستهلك محليا او تصدر الى منطقة البنجاب او بلاد فارس. (ص313).
اصابت كارثة 11 سبتمبر 2001 بلاد الافغان في الصميم، وبدأت فيها مرحلة ثالثة او رابعة او خامسة من الحروب الداخلية المدمرة، والتي تنزل مآسيها كالعادة على رؤوس النساء والاطفال والعجزة والفقراء، وتبدو الولايات المتحدة في بحث حميم «عن خطة لمغادرة افغانستان»، كما تقول الصحف.
انفقت امريكا مبالغ طائلة في هذه البلاد، وانتقلت بسرعة من اسقاط نظام طالبان المنغلق، الى محاولة بناء دولة جديدة دون نجاح ملحوظ، واذا انسحبت امريكا من بلاد الافغان خلال عامين كما هو معلن، فان كل ما بنته في عشر سنوات سيكون في مهب رياح طالبان التي تحمل الموت لكل حضارة.
في مقدمة ضحايا هذا الانسحاب نساء افغانستان اللائي يتمتعن حاليا بهوامش بسيطة من الحريات في مدن او مناطق معينة، ولكنهن مازلن تحت رحمة ضغوط عادات واعراف لا حصر لها.. وتهديد طالبان.
ففي ديسمبر الماضي مثلا.. العام 2011 اعلنت الحكومة الافغانية انها ستعفو عن امرأة سُجنت بتهمة الزنى بعد اعترافها بانها تعرضت لاغتصاب، فبدا القرار بمثابة انتصار واضح لكثير من النساء في افغانستان اللائي تحطمت حياتهن بفعل النظام القضائي الافغاني، لكن حين اوضح بيان الحكومة ان من المتوقع ان توافق المرأة، وتدعى «غولناز»، على الزواج بالرجل الذي اغتصبها، تبين للمدافعين عن حقوق المرأة هناك، ان قضايا العنف ضد المرأة لاتزال بعيدة عن العدالة الصحيحة، وان مبلغ الـ45 مليون يورو الذي انفقته دول الاتحاد الاوروبي لدعم البرامج المختلفة الموجهة للنساء، بما فيها اقامة مراكز ايواء، لم تحقق كل اهدافها، وقد تحدثت «غولناز» قائلة: «لقد دُمر مستقبلي لن يرضى احد بالزواج بي بعد ما فعله بي، لذلك يجب ان اتزوج لأجل ابنتي، لا ارغب في ان يعتبرها الناس ابنة غير شرعية ويسيئوا الى اخوتي، لن يتمتع اخوتي بشرفهم في المجتمع الا اذا تزوجني».
وتفكر «غولناز» انها اذا وافقت على الزواج بمغتصبها، ان تطلب منه ان يزوج احدى اخواته لأحد اخوتها، ويعتبر هذا واحدا من الاساليب القبلية المتبعة لتسوية النزاعات، نظرا لان مغتصبها سيتردد قبل ان يفكر في ايذائها لانه يعلم ان اخته ستكون تحت رحمة اخيها (الشرق الاوسط 2011/12/3).
ولا يعرف احد اليوم مصير مدارس الفتيات وحقوق النساء الموظفات والعاملات، والكثير من مظاهر الحياة الحديثة واجهزة الراديو والتلفاز والكمبيوتر ومحلات بيع «الدسكات» و«المعازف والدفوف».
رجال الاعمال والمستثمرون كذلك من الضحايا المتوقعين لعودة طالبان الى السلطة.
احد الافغان العاملين في مجال اللحوم والماشية قرر نقل استثماره الى باكستان وان بقي يترقب الوضع في كابل، وقد طار هذا الشهر الى الهند لمدة اسبوعين من اجل انشاء مشروع جديد وبناء منزل استعدادا لمغادرة افغانستان.. ان ساءت الاوضاع.
وقال: «اذا اتت حركة طالبان مثل المرة الماضية، مصدرة اوامرها للناس بالضرب بالسياط، فلن اتحمل البقاء هنا، عليّ ان اغادر هذا البلد حفاظا على سلامة اسرتي».
من جانب آخر، اكثر من 30 الف افغاني تقدموا بطلبات للحصول على حق اللجوء السياسي في دول صناعية سنة 2011. بينما انخفض عدد الافغان الراغبين في العودة الى 68 الف اي نحو نصف عددهم عام 2010، كما صرح المصرف الغربي الوحيد الذي يعمل بأفغانستان انه يخطط لسحب استثماراته من الدولة بعد سنة 2012، وتقول تقارير اخرى ان ملايين الدولارات تخرج من البلاد كل اسبوع الى الخارج. (الشرق الاوسط 2012/4/2).
لماذا لا يحاول الاخوان المسلمون او الجماعات السلفية او ايران او باكستان او اي جهة اخرى عمل شيء من اجل شعب افغانستان؟ أليسوا مسؤولين تاريخيا واخلاقيا عن الكثير مما جرى له؟

خليل علي حيدر
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
353.0142
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top