مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

من الاثنين للاثنين

الأستاذ عبدالله الخضري

د.خالد أحمد الصالح
2012/03/11   11:33 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

استمر في دفاعه عن اللغة العربية طوال أربعين عاما


عرفته لأكثر من أربعين عاما، ولم تدفعني للكتابة عنه معرفتي الطويلة به، فمن أعرفهم طويلا كثيرون وكثيرون جدا.
لكن هذا الرجل مميز حقا، انه يحمل في خلاياه حبا قويا لتراثنا العربي، عَشِقَ اللغة العربية فأمتع من حوله بها وكأننا حين نسمعه يتكلم عنها نصغي لعاشق يصف معشوقته.
قبل ثلاثين عاما درس طب الأسنان في الأسكندرية ولم يتحملا بعضهما، عاد مسرعا والتحق بقسم اللغة العربية في الكويت، وقبل سنوات أراد اقتحام عالم السياسة فرشح نفسه لمجلس الأمة لكن الناس حوله لم يعطوه أصواتهم، غضب من الناس، لكنني شكرتهم وفرحت له، كان الناس من حوله يريدونه ان يستمر؟ مبدعا في فضاء لغتنا الجميلة، لدينا ساسة كثيرون ولكن كم مبدعاً نملك.
عبدالله الخضري لديه قدرة عجيبة على المثابرة، يمكنه ان يسهر ليالي متواصلة ليؤلف كتابا ابداعيا وأحيانا صعبا حول اللغة العربية، يملك داخل عقله فكرا منهجيا واضحا، كان اذا اعطى محاضرة حول اللغة العربية أخرجَ من أعماق هذه اللغة بيانات وقدرات لم نكن نراها، على الرغم من ان تلك الدّرر في أحيان كثيرة قريبة المنال كسمك البحر لا نراه وهو يسبح تحتنا بأمتار قليلة.
كان عبدالله الخضري بصدق هو الغواص الذي عناه حافظ ابراهيم حين وصف اللغة العربية بقوله:
أنا البحرُ في أحشائه الدّرُ كامنٌ
فهل سألوا الغواص عن صدفاتي

كان لديه برنامج اذاعي يشرح فيه أمثالنا العامية ويعيدها لأصلها العربي ولديه مؤَلفٌ حول كثير من الكلمات الكويتية التي ذُكرت في القرآن الكريم وقد أعدَ له برنامجا تلفزيونيا يوميا في رمضان هو عبارة عن وقفة بين اللهجة الكويتية أو اللغة الكويتية كما يحب ان يسميها وبين أصلها في كتاب الله عز وجل، منه عرفنا ان ما يتكلم به العرب في كل مكان من لهجات مختلفة تعود كلها الى أصل واحد، فنحن العرب جميعا أبناء أمة القرآن.
تحدى اللغة الانجليزية وأثبت بالشواهد والأدلة العقلية والعلمية ان لغتنا العربية أسهل تعلما من اللغة الانجليزية، واكد ان ما أشاعه الغرب وصدّقه البعض من صعوبة اللغة العربية انما هو خطأٌ شائع لابد من اصلاحه، يكفي ان تستمع الى محاضراته التي يثبت بها سهولة تعلم اللغة العربية لتتأكد أننا قسونا على لغتنا بينما كان الآخرون يُروجون للغتهم.
عبدالله الخضري المبدع الذي استمر في دفاعه عن اللغة العربية طوال أربعين عاما، لم تفرحه وزارة الشؤون حين تقدم بطلب لانشاء جمعية اللغة العربية قبل سنوات عديدة، ومازال الطلب هناك ينتظر الفرج.
هذا الانسان لم يتحمل قلبه ما يدور حوله من منغصات، فمرض القلب ولم يتحمل همة صاحبه، وكأنه يؤكد ما ذهب له أبو الطيب المتنبي:
كل يوم لك احتمال جديد
ومسير للمجد فيه مقام
واذا كانت النفوس كبارا
تعبت في مرادها الأجسام
اليوم في احد مستشفيات امريكا يرقد الأستاذ ينتظر عملية نقل القلب، وضعه حرج لكننا جميعا نحب الحياة له، فدنيانا لا تجود بمثله كثيرا.
كل ما نملكه له هو الدعاء بأفضل الكلمات وأجمل التعابير مما تجود به علينا محبوبته لغتنا العربية. اللهم آمين.


د.خالد أحمد الصالح
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
597.0068
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top