مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

حديث الساعة

قبل فوات الأوان وارتماء مصر في أحضان إيران

أحمد بودستور
2012/03/02   11:49 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

الاقتصاد المصري يمر بأزمة خانقة وليس من الحكمة أن يترك هكذا


رباعية للفنان والشاعر الراحل صلاح جاهين تعبر عن واقع الحال:

كيف شفت قلبي والنبي يا طبيب
همد ومات والاّ سامع له دبيب
قاللي لقيته مختنق بالدموع
ومالوش دوا غير لمسة من إيد حبيب
عجبي!!

إن عالم السياسة لا تحكمه المبادئ بل تحكمه المصالح وفي الافق تبدو هناك ملامح تقارب قد يتطور الى تحالف بين جمهورية مصر العربية وجمهورية ايران الاسلامية وملامح تباعد وفتور في العلاقات المصرية الخليجية فاضح وكذلك توتر في العلاقات المصرية الامريكية تأثيره على مستقبل الاقتصاد المصري واضح.
منذ ثورة 25 يناير 2011 وانهيار النظام السابق يمر الاقتصاد المصري بأزمة خانقة نظرا لتآكل احتياطي النقد الاجنبي وتوقف الكثير من الانشطة التجارية وخاصة قطاع السياحة الذي يعتبر من اهم مصادر دخل الاقتصاد المصري.
تشهد العلاقات المصرية الامريكية توترا بسبب قضية التمويل الخارجي لجمعيات الاهلية غير المرخصة والمتهم فيها 43 من النشطاء السياسيين الذين يديرون تلك الجمعيات ومن بينهم مواطنون امريكيون وتهدد الولايات المتحدة الامريكية بوقف المساعدة الامريكية والتي تبلغ ملياري دولار سنويا وهي احد بنود اتفاقية كامب ديفيد بين مصر واسرائيل اذا لم تطلق مصر سراح هولاء المعتقلين.
ايضا هناك فتور في العلاقات المصرية الخليجية بسبب محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك بهذه الطريقة المهينة وكذلك لعدم وضوح الرؤية فما زال الوضع غامضا في مصر واي استثمارات ومساعدات خليجية لمصر تنتظر الاستقرار السياسي وضمانات اكيدة من الحكومة المصرية.
في الوقت نفسه وفي المقابل تشهد العلاقات المصرية - الايرانية تحسنا ملحوظا ونموا مطردا وهناك عروض ايرانية مغرية بدت منها مصر في موقف المتوجس والراغب في الوقت ذاته وعروض ايران هي:
- استثمارات بقيمة خمسة مليارات دولار.
- إنشاء خط لصناعة السيارات الإيرانية في مصر.
- ارسال خمسة آلاف سائح يوميا ولا مانع من مراقبتهم امنيا.
- الدعم اللوجيستي في كافة المجالات بما فيه التعاون النووي.
وكل ذلك واكثر اذا ما رغبت مصر في عودة العلاقات فيما بينهما.
ان مصر اليوم بين خيارين احلاهما مرّ فهي اما ان تقترب من ايران وهي تعرف ان ايران تصدر ثورتها ولا تقتصر على الامور السياسية فقط وقد يكون الثمن باهظا مثل نشر افكار الثورة في مصر وتحويل منطقة الحسين في القاهرة الى مزار مع احتمال كبير بان يكون كثير من السائحين الايرانيين منتمين للحرس الثوري والمخابرات الايرانية وكذلك ستكون هناك ضغوط ايرانية على مصر لإلغاء معاهدة كامب ديفيد وفتح فرع لحزب الله اللبناني في مصر لمواجهة اسرائيل خاصة بعد تزايد احتمالات سقوط النظام السوري الحليف لايران. والخيار الاخر هو ان ترفض مصر العروض والإغراءات الايرانية والتمسك بالهوية العربية والعلاقات الفاترة مع الدول الخليجية وبالتالي يستمر نزيف الاقتصاد فيها فتنهار اكثر واكثر.
لا يختلف اثنان على اهمية مصر الاستراتيجية سواء للولايات المتحدة الامريكية وايضا للدول الخليجية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية فهي صمام امان للاستقرار في منطقة الشرق الاوسط ولذلك نقول قبل فوات الاوان وارتماء مصر في احضان ايران لابد ان يكون هناك تحرك سريع للولايات المتحدة الامريكية والدول الاوروبية ودول مجلس التعاون ان تدعم مصر في ظروفها الاقتصادية الصعبة سواء بالمساعدات والاستثمارات وتنشيط قطاع السياحة فيها واستعادة مصر كحليف استراتيجي كما كانت في السابق بغض النظر عن نظام الحكم فيها فهي بحاجة الى لمسة حانية تنعش الاقتصاد فيها وتمكنها من رفض الاغراءات الايرانية.

أحمد بودستور
Abodstor@alwatan.com.kw
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
1095.9978
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top