الرياضة  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

خالد اليوسف.. أب فوق الإنسانية

2012/03/01   08:10 م
شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
خالد اليوسف.. أب فوق الإنسانية



كيف يمكن ان اعبر بجرأة عن رحيل أبي، فجرأتي لها حدود غير قادرة على عبورها حتى لو كنت متسلحة بحقيقة ايمانية راسخة بان الموت حق، اثر هذا الغياب على نفسي ونفس كل محب لك، فايمانك المطلق بالقضاء والقدر كان ولازال نبراسا يضيء دروبنا، وكلماتك البسيطة العفوية في عز مصابك «قدر الله وما شاء فعل» تزيدني شجاعة لاقدم على هذا الاعتراف.
لقد مرت سنة وثمانية أشهر «فترة مرضك» ولازالت صورتك الجميلة تتراءى أمام عيني، كنت تبهرني كيف تقاوم مرضك العضال بهذا الصبر، فلم أعرف صبرا مثل هذا إلا بسير الأنبياء ولكنك لست نبياً، وإنما أبي الإنسان الذي آمن بقضاء الله وقدره ورضي بما كتبه الله له ولعل نفسك تكون راضية مرضية عند بارئها.
حدود إنسانيتك لم أعرف لها أفقاً فكنت تذهلني في تعاملك مع الآخرين، حتى مقاومتك للمرض لم تكن أولوية بقدر ما كانت فرحة الآخرين أولوية لمقاومة آلامك، ولذلك عندما منع الأطباء الزيارة عنك كنت تحرص على ادخال كل زائر الى غرفتك وتقول بعفوية «خلوهم لا تردون أحد»، ولذلك كان محبوك متمسكين بأمل البقاء معك.
وفي لحظات الفراق عندما كانت روحك المطمئنة تستعد للرجوع الى خالقها كانت ابتسامتك تتحدث عن ذلك الإيمان المطلق وعندما رحلت رحلت بهدوء وتركتنا في صدمة كبيرة، صدمة الفراق وصدمة الثبات على البلاء. وظلت ابتسامتك حتى اللحظة صورة أزلية لا تفارق مخيلتنا وكأنها رسالة بحروف سرمدية خلدت لتكون لنا نوراً في ظلمة الغياب بأنك حاضر بيننا بكل مآثرك وأفعالك العظيمة.
على المستوى الشخصي لا أعرف كيف يمكن أن تنظر أي بنت لأبيها ولكنني أعرف انك أب مختلف عن الجميع، أب بدرجة معلم وصديق، غرست في داخلي كل الثوابت والمبادئ الإنسانية، احترام الصغير قبل الكبير، حب الناس والتواضع، وأشياء كثيرة تجعل مني إنسانة بمعنى الإنسانية، وعندما اشتد ساعدي أخذت بيدي الى عالمك الخاص، عالم الرياضة الذي ساهمت في تأسيس معالمه بتفان وإقدام لرفع اسم بلدك، فعلمتني أن الانتماء الى هذا العالم لا يكون لتحقيق مكاسب شخصية وإنما لبناء شخصية تكون مكسباً لوطنها الكويت، ورغم ان الدرب كان صعباً لأتجرد عن مكاسب ذاتية إلا أنك جعلته درباً يسيراً ممهداً لأكون ما أنا عليه اليوم، مواطنة كويتية أفتخر بأنني أحمل اسمك وأفتخر بما وصلت إليه من نجاح رافعة اسم بلدي في كل محفل، مستلهمة من حكمتك ونفاذ بصيرتك كل ما يلزم للاستمرار على نهجك.
من أجل ذلك أعاهدك يا أبي بأنني سأظل على العهد والوعد كما ربيتني وأطمئنك بأن محبيك مازالوا يترحمون عليك ويدعون لك بصدق لا يرجون شيئاً سوى أن تنال رضا خالقك ويا ليتك تسمعهم اليوم يا أبي عندما يذكرون اسمك ويرددون «وينك يا حكيم الرياضة» اعترافاً بدورك وأفعالك التي كانت مرجعاً لمعاني الإخلاص والوفاء لخدمة أهم قطاع شبابي في البلد.
اليوم وبعد مرور سنة لا أجد كلمة أزهو بها عند سماعها أكثر من كلمة «بنت خالد اليوسف عميد رؤساء الأندية العربية» هذه الكلمة تشعرني بالفخر والسمو، فأي شيء أكبر من الانتماء الى عالمك المليء بجمال الإنسانية وهو العالم الذي أراه يومياً عند النظر الى أشقائي وأهلي، فلقد أثرت يا أبي فينا جميعاً حتى صرنا وحدة متراصة تسيجها كل المعاني التي زرعتها في حياتنا. ربي احفظ لي أشقائي وأهلي واجعلنا من الصابرين المؤمنين بقضائك وقدرك.
ربي ارحم عبدك خالد اليوسف واغفر له واجمعه مع الصالحين، ربي جازه بالإحسان إحساناً وبالسيئات عفواً وغفراناً.

ابنتك
نور الخالد اليوسف الصباح


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
80 		 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top