مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

كلمة حق

فقدت روسيا مصداقيتها أمام العالم

عبدالله الهدلق
2012/02/19   12:01 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

من الواضح أن مصالح موسكو في سورية تدفعها لمثل هذا الموقف


بعد الفشل الذريع الذي اعترى مباحثات وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف» مع بشار الاسد المجرم، فإن الدول التي طرحت مشروع القرار في مجلس الامن الدولي الذي احبطه قرار الفيتو الروسي الصيني ستحمل موسكو المسؤولية في حال تطور الاحداث نحو وقوع كارثة للشعب السوري على يد نظامه البعثي النصيري الديكتاتوري المستبد، كما ان روسيا ستفقد مصداقيتها في نهاية المطاف، ولن يثق بها أي نظام حكم سوري يأتي بعد سقوط الاسد، بل سيوقف النظام التعاون العسكري مع روسيا كما جرى في ليبيا بعد القذافي، ولن تتمكن موسكو من لعب دور الوسيط مستقبلا في أي نزاع بعد موقفها المخزي في مجلس الامن.
ومن الواضح ان مصالح روسيا في سورية تدفعها لمثل هذا الموقف، فروسيا تريد الوصول الى منفذ سورية على البحر الابيض المتوسط المتمثل في ميناء طرطوس والاستمرار في ان تكون مصدرا للسلاح الى دمشق، الا انه يتعين على روسيا والصين ان تدركا ان سقوط نظام بشار الاسد المجرم يخدم مصالحهما ايضا، وذلك لأن الوجود الفارسي «الايراني» في سورية يعزز طهران ويمكنها من التدخل في المناطق في جنوب روسيا وفي غرب الصين لنشر افكارها بين سكانها وتحريضهم ضد حكومتي موسكو وبكين، كما ان البرنامج النووي العسكري لبلاد فارس «ايران» يشكل تهديدا خطيرا للمناطق الجنوبية من روسيا.
ومع استمرار تعثر وتخبط نظام البعث النصيري المجرم الحاكم في دمشق، فإن سورية قد تحولت الى نقطة ضعف أو مقتل، الا ان طهران عازمة على الاستمرار في احكام قبضتها على سورية مهما حدث لنظام بشار الاسد المجرم، فإذا كان موطئ القدم الفارسية «الايرانية» في سورية سيسمح للفاشية الزرادشتية لنظام الحكم الفارسي في طهران ان تنتهج سياسات اقليمية طائشة تتسم بالعنف والارهاب، عندئذ تصبح مسألة ازالة موطئ القدم امرا حيويا لفك ارتباط بلاد فارس «ايران» بحليفيها «حزب الله!» الارهابي في لبنان، و«حركة حماس!» الارهابية في قطاع غزة، ولاضعاف موقفها الدولي والداخلي وارغامها على التخلي عن أو تعليق برنامجها النووي العسكري، كما سيمهد السبيل لشن هجوم خاطف ومكثف وشامل لدك وتدمير المنشآت النووية الفارسية.
وتتركز المناقشات بين واشنطن وتل ابيب هذه الأيام على زمان ومكان تنفيذ ذلك الهجوم المرتقب والضربة الكبرى للنفوذ الفارسي في منطقة الخليج العربي والشرق الاوسط، فالمسألة الآن بالنسبة لواشنطن وتل ابيب ليست فيما اذا كان نظام الاسد المجرم سيسقط ام لا، بل فيما اذا كان الوجود الفارسي «الايراني» في سورية سيستمر أم لا، وتوفر الازمة السياسية الراهنة التي يتخبط فيها نظام بشار الاسد المجرم فرصة نادرة للمجتمع الدولي للتخلص من تهديد بلاد فارس «ايران» ونظامها الفاشي المتستر بالدين، لأمن واستقرار منطقة الخليج العربي والشرق الاوسط والعالم اجمع، وانهاء الوجود الفارسي «الايراني» في سورية.
واذا ما تحقق ذلك الهدف فسيتغير تبعا لذلك ميزان القوى الاقليمي بأكمله، وسيتم احتواء الارهاب الدولي الذي يرعاه «حزب الله!» الارهابي المهزوم، وسيعود ذلك الحزب الى حجمه البسيط القديم بعد خسارته للدعم السوري، كما سيتعين على ارهابيي «حركة حماس!» في قطاع غزة النظر في وضعهم وتأمل مستقبلهم بعد انتهاء دعم طهران لهم، والاهم من ذلك كله ان الشعب الايراني سيطيح بنظام الفاشية المتستر بالدين الحاكم في طهران، الذي سامه سوء العذاب وكبده الآلام الكثيرة والمعاناة الشديدة، وقد وفر الاسد وحلفاؤه فرصة فريدة لتخفيف أو نزع فتيل التهديد الفارسي «الايراني» بالكامل، ويجب على المجتمع الدولي انتهاز تلك الفرصة حتى لا يبقى النفوذ الفارسي مستمرا في سورية، فإن لم يفعل، فإن واشنطن وتل ابيب عندئذ ستنفذ الهجوم العسكري الخاطف والكاسح على بلاد فارس «ايران» من الشمال والجنوب والشرق لشل نفوذها في المنطقة وتحطيم قدراتها النووية.
ان استخدام حق الفيتو من قبل روسيا والصين ضد مشروع قرار مجلس الامن الدولي بحق سورية يعني في الواقع منح بشار الاسد المجرم الاذن لمواصلة مجازره الوحشية، ومذابحه الدموية اليومية ضد شعبه ومواطنيه دون خوف من عقاب أو وجل من جزاء، ويوضح الفيتو بشكل صريح مدى هشاشة الدعم الذي يمكن للمجتمع الدولي توفيره لشعب ومواطنين يحاولون التحرر من وطأة حاكم مستبد، ويحلمون بالحرية والديموقراطية والحياة الكريمة.
ان رفض روسيا والصين لمشروع القرار على الرغم من التعديلات التي تم ادخالها عليه لارضائهما، وعلى الرغم من المجازر الوحشية والمذابح الدموية اليومية المروعة في حمص وغيرها من المدن السورية ليس طعنة روسية صينية للمواطن السوري فحسب بل تحول من الدولتين العظيمتين – من خلال ذلك القرار – الى شريكين كاملين في المذابح الوحشية والمجازر الدموية ضد الشعب السوري الثائر.
من الصعب التفكير في مبرر مقنع لاستخدام حق الفيتو من روسيا والصين، أو النتيجة الهزيلة للنقاش الذي جرى في الامم المتحدة، ولا بد للمجتمع الدولي ان يتدخل عسكريا عن طريق حلف الناتو – حتى خارج تفويض مجلس الامن – لاسقاط نظام بشار الاسد المجرم، وتحرير سورية وشعبها من قبضته المستبدة، وترك مصيره لشعبه ومواطنيه ليلقى نفس مصير الديكتاتور القذافي.

عبد الله الهدلق
aalhadlaq@alwatan.com.kw
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
276.9944
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top