مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

آن الأوان

شكرا لشجاعة الوزراء الجدد

د.عصام عبداللطيف الفليج
2012/02/15   11:21 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

نقول لأعضاء الحكومة الجدد أحسنوا اختيار البطانة وانزلوا لمواقع العمل


في احدى المباريات النهائية لكرة القدم، وبعد انتهاء المباراة والوقت الاضافي والركلات الترجيحية الخمس، وبعد ان سجل الفريق الخصم هدفه في الركلة السادسة، تقدم لاعب الفريق الآخر لتسديد الركلة السادسة فأهدرها، فهاجت الجماهير كالعادة والتي لا ترحم أحدا، فعلق المدرب بعد المباراة قائلا: لقد كان اللاعب الذي أضاع ركلة الجزاء الأخيرة «شجاعا»، ففي الوقت الذي تراجع واعتذر فيه باقي اللاعبين عنها لرهبة الموقف وحماس الجماهير وضغط وسائل الاعلام والاستفزاز النفسي الطبيعي، تقدم هذا اللاعب بكل شجاعة وثقة متحملا المسؤولية التي تخلى عنها الآخرون.
وكذا الحال مع الحكومة الجديدة – مع الفارق - ففي الوقت الذي تراجع واعتذر فيه العديد من الكفاءات والمؤهلين عن المشاركة في الحكومة الجديدة، لأسباب مختلفة، تقدم أولئك الرجال بكل شجاعة وثقة، متحملين المسؤولية التي تخلى عنها الآخرون.
لذا.. يستحق الوزراء الجدد الشكر لقبولهم المشاركة في الوزارة الجديدة لأسباب عديدة، منها ما ذكرته في المقال السابق، ومنها صعوبة المرحلة المقبلة سياسيا واقتصاديا وتنمويا وأمنيا، واتساع قائمة المعارضة في البرلمان الكويتي التي مهما اختلفت، فلها مساحة مشتركة كبيرة من التعاون وان كان مبنيا على المصالح المتبادلة.
لا توجد حكومة في التاريخ ستعجب أحدا لأنها قضية بشرية، حتى الصحابة الكرام رضوان الله عليهم اختلفوا على الولاة، وهم خير جيل بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فما بالكم بجيل المال والأعمال؟!
لذا.. فاننا نتمنى على النواب الكرام ألا يبنوا رؤاهم على الظنون السلبية والأفكار المسبقة، وليحسنوا الظن بالوزراء الجدد، وألا يستعرضوا قواهم ويبرزوا عضلاتهم عليهم، ويتسابقوا على التصريحات السلبية والاستفزازية، بل ليمدوا يد التعاون وليبدوا حسن النوايا، وليبدؤوا بالتشريع وفق الأولويات، والمراقبة لأداء الحكومة وفق الأهداف والخطط الموضوعة، فهم لن يخترعوا شيئا جديدا، فكل وزارة لديها خططها السابقة التي ينبغي العمل بمقتضاها والسعي لتطويرها.
شكرا.. وشكرا.. وشكرا لكل من قبل ان يتولى الوزارة في هذه الفترة الحاسمة في تاريخ الكويت، وأحسنوا اختيار البطانة الصالحة، وانزلوا الى الميدان ولا تكونوا مكتبيين وملكيين أكثر من الملك، وفكوا المظالم التي تحبط العمل، وتجاوزوا الروتين، وأعطوا الناس حقوقهم، ولا تتوانوا عن التغيير في الأشخاص الجامدين والسلبيين حتى لو كانوا قياديين ومحسوبين على متنفذين، وتعديل اللوائح والقرارات السابقة والهياكل التنظيمية لما فيه الصالح العام للبلاد، وترسيخ القيم الأخلاقية والسلوكية الايجابية في المجتمع.
وثقوا تماما ان يدنا ممدودة اليكم، وبالمقابل فان عيوننا وآذاننا رقيبة عليكم، والله يوفقكم لما فيه الخير والصواب.
٭٭٭
سئل أحد الصالحين: من تعز من الناس؟
قال: من أخلاقه كريمة، ومجالسته غنيمة، ونيته سليمة، ومفارقته أليمة، كالمسك كلما مر عليه الزمان زاد قيمة.

د.عصام عبداللطيف الفليج
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
305.9988
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top