مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

آن الأوان

عقدة التوزير

د.عصام عبداللطيف الفليج
2012/02/14   12:23 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

نريد عودة هيبة الحكومة أمام المجتمع المحلي والخارجي


لم يستغرب أحد اعتذار الكثير من الناس عن المشاركة في الوزارة القادمة، وأيضا اعتذار العديد من النواب، فالوزير لم يعد يأمن وضعه، وأصبح مستضعفا أمام النواب وليست له حشيمة، فذاك يصرخ وهذا يهدد وذاك يلوح، وأسئلة نيابية ضخمة تضيع وقت وجهد العاملين في الوزارات، وبالمقابل لا تُقرأ حتى %10 من اجاباتها.
حتى على مستوى وسائل الاعلام، فهو لا يأمن الطعن في الذمم والاساءة للعائلة والسخرية منه بحجة حرية الرأي.
واذا كان جادا ومجتهدا لا يجد تعاونا من القيادات المدعومة من المتنفذين، وان أراد تغييرها لا ينفذ طلبه، وتوضع أمامه العراقيل تلو العراقيل.
أضف الى ذلك التغيير السريع بالوزراء، حتى أصبح لدينا وزراء سابقون بعمر شهرين وستة أشهر!
وبالمقابل..فهو مسؤول عن كل خطأ وكل تقصير وكل نقص تسبب فيه الآخرون، ويحاسبه عن ذلك أناس في عمر أبنائه بشكل قد يكون غير لائق.
اننا نحتاج من النواب الكرام الى الثقة في الوزراء القادمين، واعطائهم الفرصة الكافية للعمل، والتعامل معهم وفق الاحترام المتبادل، لا وفق أجندات ومصالح خاصة.
ولعلنا نلاحظ هذه المرة نداءات من جميع الأطياف بعدم التوزير وفق نظام المحاصصة، وأن يكون الاختيار وفق الكفاءة لا وفق القرب من المتنفذين، فالوزراء ليسوا أحجار شطرنج لتغطية مواقع ومساحات، انما هم أدوات وطنية تقوم بدور مهم في مرحلة هامة من تاريخ الكويت، ولن يضطلع بهذه المسؤولية حاطب ليل، ولا صاحب مصلحة.
وأود الاشارة الى نقطة هامة جدا، الكفاءة - أو التكنوقراط – ليست تخصصا أو شهادات عليا فقط، انما هي خبرات علمية وعملية وحياتية و«حسن إدارة»، وأود هنا ان أضرب مثلا حيا، فعندما تقلد د.عادل الصبيح وزارة الكهرباء والماء أجاد، وفي النفط أجاد، وفي الاسكان أجاد، وفي الصحة أجاد، وفي الأوقاف أجاد بشهادة من تعاملوا معه في تلك الوزارات من تيارات مختلفة، والسبب أنه أحسن الادارة، في حين ان هناك دكاترة ومتخصصين لم يوفقوا في وزاراتهم بسبب سوء الإدارة.
نريد عودة هيبة الحكومة أمام المجتمع المحلي والخارجي، ونريد عودة قوة أداء الوزراء داخل وزاراتهم ومؤسساتهم، ولن يكون ذلك الا بأمرين أساسيين: تطبيق القانون على الجميع، وتجاوز المتنفذين لذواتهم وخلافاتهم وتوجيه طاقاتهم لوطنهم، حينها سنشعر أننا سنعود الى الاستقرار والتنمية.
ختاما.. أرجو ألا تعاقبوا المجتمع بوزراء شكليين مؤزمين مخالفين لتوجهات المجتمع، كما حصل في المجلس الذي احتوى على بعض المؤزمين الجدد، فكويتنا تستحق الأفضل، وما تستاهل المشاكل وعدم الاستقرار، والله يحفظ بلدنا من كل سوء، آمين.
٭٭٭
قال الحسن: «حملة القرآن ثلاثة: رجل اتخذه بضاعة ينقله من مصر الى مصر يطلب ما عند الناس، ورجل حفظ حروفه وضيع حدوده واستدر به عطف الولاة واستطال به على الناس، ورجل علم ما فيه وحفظه وعمل به داعياً وعابداً، وهو خير».

د.عصام عبداللطيف الفليج
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
281.0101
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top