مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

مَواطنُ لا تنبت فيها الديموقراطية

عبدالله خلف
2012/02/13   12:30 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

لا بديل عن التعليم والثقافة إذا أردنا مجتمعا ديموقراطيا


معلومة مألوفة عن أصل الديموقراطية انها غرس انساني قديم من عهد الامة الإغريقية، من لغتها عُرفت: Denocracy وهي من لفظين Demos ومعناها الناس او الشعب وKratien الحكم، اذن الديموقراطية حكم الشعب بالشعب.. وسارت قديما مع الاغريق واليونان.. بين نجاحات واخفاقات حيث حرية الرأي مكفولة وحرية التعبير ومن عثراتها ما عبر عنه افلاطون يقول: ان من المتكلمين من يستغل هذه الحرية أسوأ استغلال، فتسوى به.. ولكنه رأي وحرية الرأي ضرورة، لا غنى عنها.
الاغريق كانت لهم مدن عديدة، وكل مدينة قائمة كدولة، والمدن الصغيرة يمكن جمع شتاتها واخذ معظم الآراء فيها بعكس الكبيرة.
وهذا في قديم الزمان الآن الولايات المتحدة الامريكية بجغرافيتها الشاسعة، والاجناس البشرية المختلفة نجحت في تطبيق الديموقراطية رغم ما فيها من مذاهب وطوائف وملل ونحل، ليس فيها قلاقل وخلافات لأن البيئة الثقافية كالأرض الخصبة الصالحة لكل غرس.. الطوائف الموجودة والمذاهب تموج وتضطرب في بلادها ولكنها تسكن في الولايات المتحدة الامريكية.. هل ذلك من امتزاج الثقافات؟! في الدول الشرقية بما فيها العربية لا يقر لها قرار.. ويسهل تحريكها من الدول الاجنبية لأن موروثاتها القديمة علمتهم كيف يسلطون فئة على فئة بحرق المساجد والكنائس، ووضع المتفجرات والاعمال الانتحارية كلها وافدة ولم تعرف إلا في التسعينات من القرن الماضي.
الشورى عند المسلمين {وأمرهم شورى بينهم} ومن تعاليم القرآن الكريم.. هي معرفة انسانية رائدة.. بقيت مثالا رائعا الى ان اتسعت الفتوحات وتعذر إحصاء الآراء، وخرجت العواصم من شبه الجزيرة العربية وتباعد المسلمون.
المؤتمرات الاسلامية تعذر عليها ان تجدد وتستحدث مفهوم الشورى والوسائل السابقة كانت في نطاق اضيق لا يمكن اتباعه اليوم.
يمكن ان يطلق الآن اصطلاح الديموقراطية على الشورى وان اختلف على التسمية، ولكن لا يمكن الآن ان تأخذ رأي امة في مساحة محدودة تجمع فيها الآراء بالمشافهة ولا يمكن ان تأخذ رأي المتعلم والمثقف ثقافة عالية مع الجهلة الاميين وشبه الاميين.. وهناك ما يماثل شبه الأمية عند اصحاب الشهادات المبيعة الذين انتشروا بجهلهم في الوزارات والمؤسسات ومجلس الامة نماذج من العلم الذي يباع الآن ويشترى، حتى امتلأت الجامعة بهم، لقد اشتروا شهاداتهم حتى وصلت تجارة الشهادات الى اعلانات في صحفنا تقول ان التعليم العالي في بلد بلد عربي يتعاون مع التعليم العالي في الكويت لمنح الشهادات العليا، وتوقفت وزارة التربية والتعليم العالي عن مراقبة الشهادات، هؤلاء دخل منهم البعض الى التدريس الجامعي ومنهم من ادخلته كطبقة متخلفة الى مجلس الامة.
المجتمع قد يكون المثقفون والمتعلمون فيه قلة وهذا قدره لذا تطفو على السطح نتائج المتخلفين.. ولا نستطيع مقاومة ذلك الا بالثقافة ومشوارها الطويل.. مرّت على العراق ازمة انتخابات العشائر كما مرت به مصر وكل شعب فيه خليط من الناس بين قاعدة عريضة متخلفة وقلة من المثقفين.
في سنة 1964 ارادت مصر ان تجرب الانتخابات الحرة لكل فئات المجتمع والصعوبة في الامر ان العامة هي القاعدة العريضة الغالبة.
عندها ترشح كثير من الممثلين لمجلس الشعب وكانت النتيجة ان ظهر نجوم السينما في قوائم الفوز.. ليكون مجلس الشعب معظمه من الممثلين لأنهم في اذهان العامة وغير المتعلمين، فتدارك الامر الرئيس جمال عبدالناصر فألغى الانتخابات واعيدت بشرط ان يكون المرشح عضوا في الاتحاد الاشتراكي.. هكذا فإن الديموقراطية لا تنجح في البلاد العربية.

عبدالله خلف
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
974.0117
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top