منوعات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

الرفض السنوي لمناسبة دخيلة على الهوية الإسلامية هل تتطور لتشريع مانع؟

هل يكون «الفالنتاين الأخير» في الكويت قبل أن يصبح اللون الأحمر «تهمة»؟!

2012/02/11   09:33 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
هل يكون «الفالنتاين الأخير» في الكويت قبل أن يصبح اللون الأحمر «تهمة»؟!

مخاوف التغيير المتوقع على المشهد الاجتماعي تبناها الكويتيون بروح التندر والنكتة عبر مواقع التواصل والمسجات


كتبت نورا جنات:
في مثل هذا الوقت من كل عام، تكتسي اسواق الكويت بكل ما لونه احمر، هو موسم تجاري كغيره من المواسم تنتظره محال الورود بيع الهدايا والكاكاو والالعاب لتسويق بضائع متنوعة يميزها لون الحب الذي قدر له ان يكون أحمر اللون لأسباب لا نعرفها، اللون الاحمر هو سمة ما يسمى بالفالنتاين داي او «عيد الحب»، وفي هذا التوقيت من كل عام اعتدنا على ان يواكب هذا الموسم التجاري – الذي لسنا بصدد الحديث عن تاريخه ومعناه وما يرمز اليه او شرعيته – اعتدنا ان ترتفع اصوات التنديد بمثل هذه الاحتفاليات التي يصمها البعض بأنها تشبه المسلمين بالكفار وتروج للفسق والرذيلة والانحلال الاخلاقي، تكثر ايضا بالتزامن مع هذه المناسبة تصريحات رجال الدين لتحذير الناس من مغبة الانجراف وراء مثل هذه الاحتفاليات التي تساهم في تغريب مجتمعنا الاسلامي، وتنشر اعلانات وملصقات هنا وهناك للتأكيد على حرمة مثل هذه الاحتفالية، يكثر الجدل ويستمر لعدة ايام، غير ان هذا الجدل سرعان ما يتلاشى، وتبقى اصوات التنديد والرفض لمثل هذه الاحتفالية وغيرها مجرد تعبير عن رأي البعض وتسجيلا لموقفه الرافض لها المبنى على اسس شرعية دون ان يتطور الامر لأكثر من ذلك، فعلى مر السنوات الماضية لم تنجح اصوات التنديد والرفض من قبل المشايخ او حتى النواب الاسلاميين، لم تنجح في منع والغاء هذا الموسم التجاري، لم تصدر وزارة التجارة قطعا قرارا يمنع بمقتضاه ان تكتسي اسواقنا بكل ما هو احمر في يوم الفالنتاين داي وظل الحال على ما هو عليه حتى هذا العام.
ولم يحدث لدينا بالكويت ما يحدث بالمملكة العربية السعودية مثلا التي من المعروف ان رجال هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر يفرضون خلال هذا التوقيت الذي يحتفل فيه بالفالنتاين داي منعا غير رسمي على كل ما له علاقة باللون الاحمر بالمحال التجارية، انباء تتناقلها الصحف السعودية اعتدنا على قراءتها في مثل هذا التوقيت عن حملات مكثفة يتم بمقتضاها مصادرة مثل هذه البضائع وحتى الورود ذات اللون الاحمر بالمحلات التجارية سدا للذرائع كما يشدد على ذلك رجال الهيئة، اما بالكويت فقد ترك الأمر لتقدير ورؤية اصحاب الشأن، فمن يود الاحتفال بهكذا مناسبة فكل وسائل الاحتفال من ورود وكاكاو وحتى مطاعم تنظم امسيات خاصة بهذه المناسبة موجودة ومتاحة، ومن يود الاعتراض والتنديد فوسائل الاعلام ايضا متاحة لتسجيل مثل هذا الموقف، دون ان يتطور الامر لابعد من الكلام، كثير منا بات يتعامل مع عيد الحب على انه مناسبة للفرح دون التدقيق بشرعيتها وكثير من الزوجات يسعدهن ان تتلقين من أزواجهن باقة من الورد او علبة من الشوكولا، وكثير منا من كان وما زال ينظر لمثل هذه المناسبة على انها يوم للتعبير عن الحب والتقدير للاصدقاء والمعلمات ولكل من يعز علينا امرهم وليس بالضرورة ان يكون يوما للحب المحرم كما يراه البعض.
ما الجديد في هذه المسألة؟ الجديد يأتي ضمن سلسلة من التوقعات يخشى بمقتضاها البعض المنفتح ان يشهدها الواقع الاجتماعي على مر الايام المقبلة، تساؤلات حول ما اذا كان هذا المشهد قد يطاله بعض التغيير القسري، تغييرا يلغي حق البعض باختيار ما يراه مناسبا ومعبرا عن فكره واسلوب حياته، فاذا كان المشهد المعتاد هو التنديد صوتيا واعلاميا بمثل هذه الاحتفالية وغيرها من احتفالات ومظاهر لاعلاقة لها بالهوية الاسلامية، فان ما يروج له البعض ان هذه المرونة والاريحية بالتعامل مع ثقافة الآخر مهددة بالمنع، وان التنديد الذي يتبناه المشايخ والنواب بهذه المناسبة وغيرها سيتجاوز الرفض الكلامي الى خطوات فعلية تشريعية او ضغوط تفضي لمنع مثل هذه المظاهر وغيرها بالشارع الكويتي.
قطعا الفالنتاين داي أو عيد الحب ليس قضية بمثل هذه الأهمية وهو ليس هم الكثير منا، بل هو مناسبة تمر مرور الكرام لدى كثر دون ان يتوقفوا عندها من الاساس، ولكن المسألة تدور اساسا حول التوجس الذي يشعر به البعض من التغيير المقبل في كل نواحي الحياة الوسطية التي اعتاد عليها الشعب الكويتي، ذلك التوجس الذي عبر عنه الكويتيون بروح النكتة والطرفة خلال الايام القليلة الماضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي والوتس آب، فالحديث عن تغيير يطال المادة الثانية من الدستور حديث سياسي دستوري جدي يستلزم كثيرا من الفهم والاطلاع على مجريات الامور الا ان روح النكتة والمرح اقحمت وفرضت نفسها بهذا النقاش وبمثل هذه الاجواء الحوارية، وبات الجميع يشارك ويتداول تأليف النكات والطرائف التي تتحدث عما يمكن ان يشهده الواقع القادم من تغيير بالمشهد الاجتماعي بشكل يعكس توجه المجلس الحالي الذي يغلب عليه النواب من ذوي التوجه الاسلامي.
فهل سيتغير المشهد الحياتي والاجتماعي فعلا؟ وهل نحن بصدد تغيير سيطال الكثير من جوانب حياتنا الوسطية وانفتاحنا على الثقافات الاخرى؟ هل اجواء مثل هذه المناسبة «الفالنتاين داي» ستكون مهددة بالمنع والحجب في العام القادم بتشريع يطلق رصاصة الرحمة على اللون الأحمر وعلى «دب حبنا» و«كاكاو حبنا» و«بوكيه ورد حبنا»؟ هل سيكون هذا الفالنتاين هو الفالنتاين الاخير الذي تشهده اسواق ومحلات الكويت قبل ان يصبح اللون الاحمر تهمة يسعى للتنصل منها الجميع؟ مجرد تساؤلات يطرحها البعض ضمن سلسلة من التساؤلات الاخرى المعبرة عن قلق وتوجس بات سمة المشهد السياسي والاجتماعي بشكل عام.


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
86.0016
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top