خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

نيويورك تايمز

أزمة إيران الاقتصادية تعمّق انقسامات النخبة الحاكمة

2012/02/09   08:21 م
شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
أزمة إيران الاقتصادية تعمّق انقسامات النخبة الحاكمة

عبئها الأكبر على الطبقة المتوسطة

بقلم: روبرت ويرث

يمكن رؤية بعض مؤشرات القلق الذي يطغى على المجتمع الإيراني هذه الأيام في شارع منوشهري الواقع في قلب العاصمة طهران، ففي زقاق متعرج بالقرب منه يجتمع عدد من الرجال كل يوم لبيع وشراء الدولارات الأمريكية خلسة.
صحيح أن الحكومة رفعت مستوى سعر الصرف الرسمي، وأرسلت وحدات من الشرطة الى الشوارع لإلقاء القبض على العاملين في السوق السوداء، إلا أن هذه التجارة لا تزال مستمرة بسبب تراجع الثقة بالعملة المحلية الـ«ريال».
يقول مهندس مدني يدعى حامد بينما يقف وسط حشد من المتعاملين في صرف العملة في السوق السوداء: إني أخشى الشرطة بالطبع، لكنني بحاجة للمال فأسعار المواد الغذائية في ارتفاع مستمر وراتبي لا يكفي. وبعد أن يلقي نظرة سريعة على ما حوله بعصبية، يضيف قائلاً: لقد حولت كل ما لديّ تقريباً من مال الى دولارات.
والواقع أن حامد عمد، مثل كثير من الإيرانيين، الى تخزين ما يكفيه لأشهر عدة من المواد الغذائية الأساسية كالسكر والأرز. ويبدو أن ما يجري مثل هذه التجارة – تبديل العملة المحلية بالدولار – هو ليس الانهيار الاقتصادي الذي بدأ يؤثر على الإيرانيين العاديين بل تزايد الشعور بالخوف من عزلة إيران، واحتمال نشوب حرب وإدراكهم أن هناك المزيد من المشقات الاقتصادية بانتظارهم عندما تظهر آثار الحظر النفطي الأوروبي الجديد على صادرات البلاد.
وفي هذا السياق كان البيت الأبيض قد أعلن قبل أيام تشديد العقوبات على إيران من خلال تجميد الأصول الإيرانية وفرض قيود على نشاطات بنك إيران المركزي.
وكانت آخر جولة من العقوبات على هذا البنك قد بدأت تؤثر بالفعل على القطاع الخاص في إيران بعد أن أصبح من الصعب جداً تحويل الأموال الى الخارج مما اضطر حتى رجال الأعمال الموسرين لركوب الطائرات ومعهم حقائق مليئة بالدولار.

العبء الأكبر

لكن لابد من الاعتراف أن العبء الاقتصادي يقع الى حد كبير على عاتق أبناء الطبقة الوسطى مما يزيد احتمال سخطهم على الغرب، ويعقّد بالتالي الجهود المبذولة لردع برنامج إيران النووي الذي يشكل أولوية لإدارة الرئيس أوباما في سنة الانتخابات هذه.
تقول بارفانه، وهي امرأة تعمل في أحد البنوك بطهران: لقد بدأ زبائننا أصحاب الشركات بتسريح بعض موظفيهم بسبب تردي الوضع الاقتصادي. صحيح أن اقتصاد إيران كان على الدوام مريضاً، لكنه أصبح اليوم أكثر سوءاً من أي وقت مضى من قبل.
والحقيقة أن الشعور بالخوف اقتصادياً كشف عمق الانقسامات القائمة داخل دائرة النخبة السياسية في إيران.
فقد بدأ عدد متزايد من أعضاء هذه النخبة منهم منتسبون للحرس الثوري الإيراني في انتقاد المرشد الأعلى علي خامنئي علناً في الأسابيع القليلة الماضية.
بل وذهب أحد مساعدي الرئيس محمود أحمدي نجاد الى حد اتهام خامنئي مباشرة بمعاداة الغرب بلا ضرورة مما جعل الريال يخسر جزءاً كبيراً من قيمته. وهذا كما هو واضح أحدث مؤشر على الصدع القائم بين الرئيس والمرشد الأعلى في وقت تقترب فيه الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في الثاني من مارس المقبل.
يقول جواد، الذي يعمل مديراً لوكالة سفريات في طهران: هناك انتقاد لأحمدي نجاد بل وحتى للمرشد الأعلى بالاسم الآن، وهذا شيء لم يكن يحدث من قبل أبداً.

عوائق مؤثرة

على أي حال، مع استيراد إيران الآن لكميات من الأرز والسلع الغذائية الأخرى تعادل ما تنتجه منها داخلياً، لابد أن تكتسب العوائق التجارية المفروضة عليها تأثيراً أكبر خلال الأشهر القليلة المقبلة.
صحيح أن معظم التجار الإيرانيين لا يظهرون اهتماماً باحتمال حدوث نقص حقيقي في المواد الغذائية بالقول إن إيران كيّفت تجارتها وعدّلتها باتجاه الشرق، وانها كانت تجد دائماً وسائل ملائمة للالتفاف على العقوبات في الماضي. لكن مع إغلاق العديد من الشركات أبوابها كل شهر سوف تصبح مثل هذه الوسائل أكثر كلفة وتعقيداً.
فقد بدأ الإيرانيون العاديون يشتكون من العقوبات التي أخذت تؤذيهم بينما لم يتأثر بها بالطبع أولئك الذين في القمة. إذ حقق كثير من الإيرانيين الأثرياء مكاسب ضخمة في الأسابيع القليلة الماضية من خلال شرائهم الدولارات بالسعر الرسمي ثم بيعها بأسعار مضاعفة في السوق السوداء.
ويزعم بعض المحللين وشخصيات المعارضة السياسية أن أحمدي نجاد تعمّد إحداث أزمة في العملة المحلية بحيث يتمكن أنصاره من تحقيق مكاسب مالية كبيرة منها.
في مثل هذه الأوضاع يراهن بعض المحللين على أن الإيرانيين العاديين، ولاسيما منهم أبناء الطبقة المتوسطة، لن ينتظروا طويلاً قبل النهوض من جديد ضد النظام.

تعريب نبيل زلف


==========

طهران «ترحب» بتعاون السعودية في رسو قطعها البحرية بميناء جدة

طهران – كونا: رحب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست بتعاون المملكة العربية السعودية في رسو القطع البحرية التابعة للجيش الإيراني في ميناء جدة في المملكة.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية اليوم ان «مهمانبرست رحب بالإجراء والتعاطي البناء من جانب الحكومة السعودية خلال رسو القطع البحرية الإيرانية في ميناء جدة».
وقال إن «الوحدة البحرية الثامنة عشرة لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية المكونة من البارجة (خارك) ومدمرة (الاميرال الشهيد قندي) رست في اطار جولاتها الدورية في ميناء جدة في السعودية يوم السبت الماضي».
وتقوم وحدات من القوة البحرية الإيرانية بملاحة دورية مستمرة في مياه المنطقة لحماية السفن التجارية من قراصنة البحر لاسيما في بحر العرب وخليج عدن.
على صعيد متصل أوضح قائد القوة البحرية في الجيش الإيراني الادميرال حبب الله سياري ان «الهدف من رسو القطع البحرية الإيرانية في ميناء جدة كان لتعزيز العلاقات الودية مع السعودية البلد الصديق والجار لإيران».
واضاف سياري لدى استقباله قائد القوة البحرية في سلطنة عمان عبدالله خميس بن عبدالله الرئيسي في طهران ان «من الأهداف الاخرى لهذا الإجراء الإيراني هو ارسال رسالة سلام وصداقة الى بلدان المنطقة».
وشدد على أن «إيران تسعى دوماً الى ان يعم السلام والهدوء والأمن جميع بلدان المنطقة»، مشيراً الى أن القطع البحرية الإيرانية سترسو في ميناء صلالة العماني بعد أن تغادر ميناء جدة.


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
78.0028 		 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top