مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

بكل تجرد

أيها الناخب لم ينته دورك بعد!!

خالد ساير العتيبي
2012/02/03   11:22 م
شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

إذا لم تستوعب الحكومة مفرزات الانتخابات فإنها حتماً تجني على نفسها

ربحت الكويت ليس لأجل فوز من كنت في رغبة شديدة لفوزهم، وانما لأن الشعب الكويتي ثم السلطة، استطاعوا تجاوز آثار الأحداث الخطيرة التي جرت خلال اليومين ماقبل يوم الانتخاب، انه تجاوز هام جدا، يعكس حالة من الارتياح، ان المجتمع الكويتي بكل أطيافه واع ومتنبه لكل ما من شأنه تفتيت الوحدة واللحمة الوطنية.
وهي فرصة لنبارك لكل الفائزين من كل الأطياف السياسية والاجتماعية والفئوية والطائفية، فالكل يمثل نسيج الكويت بلا تفضيل.
نتائج الانتخابات أفرزت اتجاهات هامة جدا ستشكل ملامح المشهد السياسي الكويتي القادم، وهو مشهد ينطوي على مرحلة جديدة ومختلفة، متزامنة مع ربيع عربي، يؤكد ان الكويت قريبة من تأثيرات ذلك الربيع، وبإمكان الكويت ان تكون أكثر دول العالم العربي والمنطقة الخليجية استيعابا للمتغيرات تلك وبكل ايجابية، وذلك متوقف على استعداد الحكومة وتوحد المعارضة في أجندتها وبرنامج عملها، ووعي الناخب الكويتي أيضا الذي لم ينته دوره بعد.
ان المراقب لنتائج الانتخابات، يدرك الخطأ الجسيم الذي ارتكبته الحكومة بعدم حياديتها في الانتخابات، وهي تجني ثمار سوء ادارتها للأزمات التي لم تنته بعد سواء ما قبل الانتخابات أو بعدها، فالواجب عليها اليوم ان تستوعب الدرس تماما، ليس من خلال تكتيك سياسي لاحتواء المعارضة أو تفتيتها، بل بالجدية وتكوين ارادة صادقة في تنفيذ كل خطط التنمية، وذلك لن يتأتى الا من بعد تطوير العمل السياسي الكويتي بإصدار قوانين سريعة وحاسمة فيما يخص سلطة القضاء واشهار هيئة مستقلة لإدارة الانتخابات يعاد من خلالها صياغة قانون الانتخابات، واشهار أيضا قانون تشكيل الاحزاب، فلم تعد الأجندات الفردية ذات قيمة سياسية لأداء المجلس.
ان لم تكن الحكومة على أهبة الاستعداد لاستيعاب مفرزات الانتخابات وكلمة الفصل التي قالها بوضوح الشعب الكويتي، فانها حتما تجني على نفسها وعلى الشعب وعلى الوطن، فلم يعد هناك وقت ولا مجاملات ولا تسويفات، تنهك الوطن وتستنزف مقدراته.
ان النتائج كانت صريحة الكلمة والموقف، وعبرت بوضوح ان كل من اصطف في طابور الحكومة، وارتضى ركوب قطارها في رحلة غير مسؤولة والى المجهول، لا يستحق ان يحظى بثقة الشعب.
الا ان هذه الكلمة لا قيمة لها، بمعنى ان الانتخابات ونتائجها، ما هي الا حلقة في سلسلة متواصلة واجبة التنفيذ، فعلى الحكومة ادراك مسؤوليتها التاريخية، وعليها انكار الذات واستشعار حجم الأمانة، بعيدا عن تأثيرات الصراع الداخلي في السلطة، فلابد من ان تنتهج نهجا سياسيا جديدا مغايرا، يستوعب نسبة التغيير العالية في النتائج.
وذلك النهج يجب ان يقوم على اختيار حكومة أكفاء أمناء أقوياء تراعي النتائج ولا تراعي التيارات، وهذه الحكومة المشكلة لا تراهن على تقريب أو اقصاء أي تيار سياسي، ولابد ان تكون الحكومة المشكلة مطلقة اليد بلا املاءات سلطوية نافذة، وتكون قريبة من تطلعات الشارع الكويتي لا من خدماته، فعليها ان تبدأ بتسهيل اصدار تشريعات قانونية كفيلة بتعزيز استقرار الحياة السياسية، وبمزيد من المكتسبات الدستورية، وتضع برنامج عمل للتنمية وفق خطط معلومة النهاية والصورة، وبشفافية عالية في الادارة والتنفيذ والصرف.
أما المجلس فعليه ان يكون سيد قراراته، وأن يضع لنفسه برنامج عمل لأربع سنوات لا يحيد عنه مهما طرأت من قضايا هامشية مأججة، فلابد ان يكون برنامج عمله وأجندته يتمان بصورة توافقية وجماعية للقضاء على الفردية المبددة لجهوده.
وتبقى المسؤولية الهامة والواجبة على الناخب الكويتي ان يراقب ويحاسب المجلس وفق آلية يجب تحديدها بشكل سريع لمراقبة أداء الأعضاء، حتى نستطيع تلافي كل أخطاء وسلبيات ما فات من مراوحة وتقهقر خلال عقدين سالفين.

خالد ساير العتيبي
@khaled_s_otaibi
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 
مقالات ذات صلة بالكاتب

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
270.0049 		 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top