منوعات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

يا صاحب الزمن الجميل… يا حافظ الفن الأصيل… يا صانع النصر لنا… لماذا آثرت الرحيل…؟

2012/02/02   10:41 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
يا صاحب الزمن الجميل… يا حافظ الفن الأصيل… يا صانع النصر لنا… لماذا آثرت الرحيل…؟

استراحة الجمعة تكتبها منى طالب


أهي خطايانا التي كبرت.. وأنت الذي أعدت الكويت من مستحيل


عرفته لأول مرة.. حينما التقينا به وزوجته الصديقة العزيزة الشيخة عواطف صباح السالم الصباح.. عام 1968 في لندن..
لقد تزوجا في سن مبكرة لاسعاد الاسرة التي باركت ذلك الزواج..
رزق الزوجان.. بطفل جميل.. الشيخ فواز.. تلقفته الايدي.. واحتضنه بيت جده.. ثمرة لذلك الزواج المبكر..
وراح الزوجان.. ينهلان من منابع العلم في المملكة المتحدة.. زرنا العائلة الصغيرة في شارع «سايمر بلس».. واستقبلتنا الشابة التي لم تبلغ العشرين بعد ولكنها كانت ذكية.. رزينة.. مرهفة الحس.. لازمت الزوج العزيز.. وساندته.. وسهلت له معاناة الدرس والفراق…
الشيخ سعود…
لم يكن شخصا ككل الشخوص.. بل شعلة متوقدة من الحس الدفين.. الذي سكن قلبه النابض بحب الكويت.
فقد حرص على كل الحالات التي تعلي من شأن ذلك الوطن الواعد.. منذ ان حرص على نهل العلم في الصغر..
لقد برزت شخصيته الدبلوماسية حين اصبح سفيرا متمكنا للكويت في المملكة المتحدة.. هناك في لندن.. فتح قلبه وابواب بيته قبل السفارة.. للكويتيين.. ومد جسور الثقة بين القيادة الكويتية والانجليز عبر استثمارات الكويت التي شملت الكثير في ميادين الحياة الانجليزية.
ومن حظ أهل الكويت ان هذه الشخصية المتوقدة هي التي ساهمت في صنع قرار التحرير.. وغيرت وجه التاريخ حين كان سفيراً للكويت في الولايات المتحدة الأمريكية..
يجد ويعمل من وراء كواليس البيت الأبيض وبين جنبات الدبلوماسيين..
كان.. هو الاصرار.. والقرار.. فكان النصر.. في وضح النهار..
شب على شخصية قوية.. قادرة على البت في الأمور دون تردد.. أو تأخر..

المغفور لها الشيخة مريم المبارك الصباح

هذه الشخصية القوية ورثها عن جدته لوالده المغفور لها الشيخة مريم المبارك الصباح.. ابنة المغفور له الشيخ مبارك الكبير..
فقد فرحت بقدومه لانه الابن الاول لعائلة آل السعود الصباح الكريمة.. لذا فقد حظي باهتمام كامل واحتواء كبير من تلك الجدة التي كانت تتحلى بالشخصية القوية والحكيمة.. عمة آل الصباح.. سيدة جليلة لها مجلس مهم.. يضم الكثير من رجالات الأسرة وابنائها.. المغفور له الشيخ عبدالعزيز سعود الصباح صاحب الثقافة العالية والعلم والحكمة.. ذو شخصية متفردة.. أعتقد انها لن تتكرر المغفور له الشيخ ناصر سعود الصباح والد الراحل العزيز.. ذو الحراك الاجتماعي والعطاء المتواصل الشيخ يوسف سعود الصباح.. ودوره التكميلي لتواصل دائم.. واحترام جليل لكل انماط حياة الاسرة الكريمة…
العم الشيخ فيصل.. اطال الله في عمره.. هو امتداد لتلك الجذور الخيرة التي انبتت الرجال…
هؤلاء الرجال.. ابناءها واسرهم.. كانوا يتحلقون حول الشيخة مريم.. الوالدة التي اخذت دور الاب المتوفي ضاربة مثلاً رائعاً في فن الاحتواء.
ثم الابنة المغفور لها الشيخة بدرية سعود الصباح زوجة المغفور له الشيخ فهد السالم الصباح.. والتي هي الاخرى قد ورثت الحكمة عن جدها المغفور له مبارك الكبير.. وايضا عن والدتها الشيخة مريم المبارك.. تلك المرأة المتفردة على مسرح الحياة.
حتى اصبح اسمها المتكرر.. رمزاً للنخوة.. والفزعة والكرامة والعزة (انا اخو مريم).

بناء الشخصية

في هذه الاجواء التي تزخر بالسياسة.. والجو الاجتماعي الجميل.. وفي ذلك.. الجد.. والصدق والتواضع الذي حملته الجدة الكبيرة.. نما.. وترعرع.. وتربع على قيم هي ميراث الجدة والاعمام..
لقد ورث التواصل عن ابيه.. وحب الاطلاع وشغف العلم عن المغفور له عمه الشيخ عبدالعزيز الذي كان هو بدوره من اهل الثقافة والاطلاع والادب حتى اصبح شاعرا فذا.. حملت قصائده.. هموم الحياة وامتازت بالصراحة والشجاعة الادبية..
ذلك الشيخ المتواضع.. هو من خصني بحبه وتشجيعه لبرنامج (بقايا الليل) بأن زارني في بيتي المتواضع حين كان في زيارة لشخصية أحبها.. هو المرحوم.. ملا ثامر الميال.
٭٭٭
الشيخ الإنسان

في عام 1992.. وبعد التحرير.. وفي بداية توليه الوزارة.. كانت الكويت كالمولود الجديد.. كل شيء خلق من جديد..
في ذلك الوقت كان شعور التحرير.. والوقوف على أرض الكويت.. حالة امتنان.. وعرفان لكل من مد يده ليساند في تحرير الكويت.
في لندن.. واثناء الغزو البغيض.. وبتوجيه من السيدة.. سهام يوسف المرزوق.. قمت بتأسيس رابطة الصداقة مع اسر المجندين.. هؤلاء ممن اشتركوا في تحرير الكويت..
كان تواصلاً مستمراً مع عوائلهم واطفالهم وتقديم العون لهم.. في لمسة وفاء.. لهؤلاء.. القاطنين في مختلف اراضي المملكة المتحدة..
كنا.. كخلية النحل.. لقد اخترت الاخت هدى الزاحم.. والاخت امينة المليفي لثقتي في جدية العطاء.. لديهما.
لقد تنقلنا.. عبر المدن حتى ايرلندا في زيارات متواصلة للعديد من التجمعات النسائية.. وباستشارة من وزارة الدفاع البريطانية.
كان عملا جادا ومنظما.. باركته رئيسة الوزراء السيدة تاتشر التي دعتنا بعد التحرير إلى شاي ما بعد الظهيرة.
وبعد النصر وفي عام 1992 بدت لي فكرة دعوة عوائل المجندين الذين فقدوا حياتهم في حرب الخليج وبالكويت بالذات.
واكملنا المشوار.. ببناء كنيسة في مدينة الاحمدي.. لنضع النصب بأسماء (110) من الشباب الذين دفعوا حياتهم لتحرير الكويت وآثر الاهل بقاءَهم في الكويت.
بعد التحرير.. عرضت الامر.. على الأمير الوالد المغفور له الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح والذي كعادته وكرمه.. رحب بالفكرة.. وقرر استضافتهم وفي الوقت نفسه تبرعت الخطوط البريطانية بنقل القادمين.
ولم يكن لدينا فندق الا «الهلتون».. هناك اقاموا.. ليذهبوا في اليوم الثاني لزيارة ابنائهم والصلاة على ارواحهم.
وفي الليل كانوا في ضيافة الامير الوالد في حفل عشاء اقيم في قصر بيان.. وفاء.. وعرفاناً من الانسان لاخيه الانسان.
وبدوري فكرت في حفل غداء.. ولم اجد افضل من بقايا.. «يوم البحار» آنذاك.
ولان الوضع لم يستقر بعد.. فقد دعوت العديد من اهل الكويت.. ليساعدوا في تلك الضيافة.. الاخت.. هيفاء الصقر.. عالية القطامي والاخوات هدى الزاحم.. والاخت امينة المليفي لتحضير الطعام في بيوتهن خوفا على الضيوف وحرصا على سلامتهم.. وقمت أنا شخصياً بإعداد الاطباق الكويتية بنفسي..
وكان حظي الصائب.. حين شرفني المغفور له الشيخ سعود.. وزير الاعلام.. برعاية ذلك الحفل البسيط والمعبر عن الوفاء والامتنان..
حضر الشيخ الجليل.. لبى.. وشارك.. وشكر.. كل البشر.. في حالة من الرقي.. والعرفان.. لعوائل قدمت ابناءها خدمة لقرار اوطانهم وتلبية لنداء الواجب لديهم..
٭٭٭
المغفور له الشيخ سعود.. اعماله لا تحصى.. وقراراته نافذة.. وهو صاحب النقلة النوعية في تاريخ الاعلام الكويتي بعد المغفور له الشيخ جابر العلي الصباح، حراك.. اجتماعي متعدد.. معارض فنية شجع فيها الانسان الموهوب..
اماسي شعرية لشعراء الكويت والدول الشقيقة…
اسابيع ثقافية في الداخل والخارج حياة متوقدة.. حية..
والحديث عن كل جانب منها يطول ويطول.. رحمك الله.. أيها المستقر فينا…
انت معنا.. في كل خلجة.. في كل نبضة قلب.. في كل معلم انت حرصت على بنائه..
انت الانسان.. الذي أحيا فينا الانسان.


يا الله

ترجل.. فارس الفرسان..
ترجل صاحب الموقف…
وودع سيد الأوطان…
غادرنا على عجل
وفتت بسرة الابدان
الا يا صاحب الاشجان
ايا شيخاً فقدناه
ويا رمزاً أضعناه..
خسرناه.. بكيناه
ورحنا نلعن الشيطان..
الا يا فارس الفرسان..
ترجلت على مضض…
وعن جدل سرى فينا…
وراح يهدم البنيان..
ويشعل جذوة الفرقة…
فايسقط كفة الميزان…
الا يا صانع التحرير…
نعاهدك..
ونقسم.. نقسم بالرحمن..
كويت العز…
ستبقى في مآقينا…
سيبقى الحق.. في الانسان.

المزيد من الصورdot4line


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
79.0075
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top