مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

حديث الساعة

إرهاب وزارة التربية للطلاب!!

أحمد بودستور
2012/01/30   11:41 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

ما يحدث اليوم من بعض المسؤولين هو ضياع وتدمير لمستقبل الأجيال القادمة


أمير قبيلة العجمان الراحل راكان بن حثلين له أبيات جميلة:
يا الله يا اللي طالبه ما بعد فال
يا اللي من الضيقان تيجي دخيله
افرج لمن قلبه غدا فيه ولوال
والنوم ما جا عينه الا قليله
هناك مثل افريقي يقول «عندما تتصارع الأفيال بعاني العشب»، ونعتقد بأن هناك مشكلة كبيرة في وزارة التربية ليس للطلاب فيها ذنب بل إنهم تحولوا إلى حقول تجارب لعقول في الوزارة أكل عليها الدهر وشرب ويبدو أنها تريد أن تزيد من عدد الراسبين لتنقذ الجامعة من ورطة القبول، لهذا هي تختار للطلبة الامتحان الصعب ان لم يكن مستحيلاً لأن إجابته غير موجودة بالكتب.
إن ما حدث في امتحانات الفصل الأول لطلبة الثانوية العامة من الصف العاشر إلى الصف الثاني عشر هو كارثة حقيقية ولا أكون مبالغا إن قلت مجزرة تربوية، فقد كانت الامتحانات أعلى من مستوى الطلبة وتسببت في صدمة نفسية لغالبية الطلبة، بل هي حطمت آمالهم وجعلت الدنيا تسود في أعينهم وعلاوة على صعوبة الاسئلة فقد كانت كثيرة والوقت قصير وحتى الهيئة التدريسية المشرفة على الامتحانات كانت عاجزة عن المساعدة، لأن أسئلة الامتحانات ليست من المنهج والكتب الدراسية بل هي موجودة فقط في أذهان العباقرة الذين وضعوا أسئلة الامتحانات، هل يعقل أن طالبة متفوقة نسبتها لا تقل عن %97 تعجز عن الإجابة على أسئلة الامتحانات وتصاب بانهيار عصبي من شدة الصدمة، فماذا نقول عن الطلبة الآخرين الذين هم في مستوى مقبول أو جيد؟!
إن البعض من فطاحل وزارة التربية تلاعبوا في نظام الدرجات وحرموا المدرسين والمدرسات من مساعدة الطلبة في أعمال السنة والأسئلة القصيرة والشفهية وكأنها تشك في نزاهتهم، فلماذا إذا لم يكن لهم دور في تقييم الطالب وأن تقتصر الدرجات فقط على الامتحانات، وهذه الامتحانات أيضا ليس للهيئة التدريسية دور فيها بل هي توضع في الوزارة من قبل لجنة خاصة وتكون موحدة لجميع الطلبة والطالبات، وقد اعترض الطلبة على هذا النظام الجائر واعتصموا أمام الوزارة لدرجة أن بعض الطلبة رفع شعار.. «ارحل يا وزير التربية». وقد كنا نلوم الطلبة على هذا السلوك والتصرف، ولكن تغيرت نظرتنا بعد أن ثبت فشل هذا النظام وتعمد بعض المسؤولين في وزارة التربية عرقلة الطلبة وتدمير مستقبلهم من خلال الإرهاب الذي مارسوه في وضع الاسئلة التعجيزية في امتحانات الفصل الأول.
لا يمكن أن تكون هناك تنمية حقيقية بدون تنمية بشرية وما يحدث اليوم هو تدمير وضياع للأجيال القادمة لأن حتى التعليم الابتدائي والمتوسط ليس في المستوى المطلوب، وذلك لتدني مستوى الهيئة التدريسية!!
أكثر من ست سنوات ونحن لدينا فائض سنوي لا يقل عن عشرة مليارات دينار تكفي لبناء الكثير من الجامعات والمعاهد التطبيقية ورغم ذلك لا توجد لدينا سوى جامعة واحدة وكأن المطلوب هو تنفيع الجامعات الخاصة وزيادة عدد البعثات الخارجية والداخلية، وهذا يدل على الفشل الذريع الذي تميزت فيه الحكومة الحالية في النهوض بالتعليم وتوفير التعليم الجامعي لخريجي الثانوية العامة بدل الالتفاف على ذلك والتغطية على هذا الفشل بتطبيق نظام درجات ظالم وامتحانات تعجيزية ترفع من نسبة الرسوب وتؤدي بالتالي إلى تخفيض عدد الخريجين من الثانوية العامة.
نعتقد بأن برامج وشعارات المرشحين والمرشحات لانتخابات مجلس الأمة في واد والتعليم في واد آخر ومستقبل الأجيال القادمة يأتي في آخر اهتمامات أصحاب الصوت العالي الذين تخصصوا في الاستجوابات الشخصانية التي لا تسمن ولا تغني من جوع بل تضيع وقت المجلس وتؤدي إلى المزيد من الشحن والتأزيم واليوم نحن بحاجة إلى الاهتمام بالتعليم وأن يكون تقديم استجواب لوزير التربية هو أولوية قصوى في المرحلة القادمة بعد ظهور نتائج الانتخابات وتشكيل حكومة جديدة.
إن إنقاذ طلبة الثانوية من المأساة التي يعيشونها والإرهاب الذي يتعرضون له من وزارة التربية هو أمانة في عنق الحكومة الحالية وعليها أن تصون الأمانة.

أحمد بودستور
abodstor@alwatan.com.kw
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
1247.0004
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top