مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

بقعة ضوا

من واقع الانتخابات

عزيزة المفرج
2012/01/29   11:51 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

إذا استمرت الأحوال بهذا الشكل نخشى أن نعود إلى زمن داحس والغبراء


- يحاضر فيصل المسلم في خيمة جمعان الحربش فيكيل له المدائح، ويسبغ عليه اسمى آيات العزة والكرامة والفخار، ويشعرك أنك أمام صنو للخلفاء الراشدين، ويحاضر وليد الطبطبائي في خيمة مبارك الوعلان فيفعل المثل، ويشعرك ان الوعلان توأم صلاح الدين الأيوبي الذي لم تلده أمه.يقف الخنّة في خيمة مسلم البراك ويقول فيه ما لم يقله قيس في ليلى، ويرفعه الى هام السحب، ويقف الصواغ في خيمة الخنّة فيشبعه مدحا، ويرفعه الى مقام لا يصل اليه سواه.يقف مسلم البراك في خيمة الحربش ويخاطب أهل الدائرة الثانية من عل بأن من لا يفزع لجمعان سيكون سواد وجه للدائرة، وكأن الحربش هذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ويتحدث الخليفة في ندوة المويزري ولا يخرج عن هذا المسار.تسمع ندواتهم ولا تخرج منها الا بانتقاد مستمر للحكومة، ومدح دائم لأصحابهم، وترداد لاتهامات وادعاءات لم يتبين حتى الآن صدقها من كذبها.أصبحت الأمور غريبة عجيبة لم يعتدها أهل الكويت أيام الرعيل الأول.صرنا لا نرى الا النخوات والفزعات فالطنايا يسهبون في مدح عيال عطا، وعيال عطا يردّون التحية بمثلها وأحسن منها.عيال وايل يسكّنونها لحمران النواظر وحمران النواظر يلتقطونها ويباصونها للطنايا الذين يردونها لعيال وايل. بوجود تلك التشكيلة من النواب صرنا نشعر بأننا نعيش في صحراء وأزمان عمرو بن معد يكرب، ووائل بن قيس، لا في كويت القرن الحادي والعشرين، ويا خوفنا ان استمرت الأحوال بهذا الشكل ان نعود الى زمن داحس والغبراء.
- لا تعرف ما الذي يمنع بعض الكويتيين من تشغيل عقولهم، وتحريك خلايا التفكير في أمخاخهم، التي أتعبها الجمود فركدت وهمدت، وصارت كالمستنقع لا يطلق الا الروائح الكريهة والأمراض.لا تعرف لماذا أصبحت الناس تستلم الأخبار بيد وتسلّمها بالأخرى، ولا تقوم بفلترتها والتثبت منها قبل ان تسارع الى اعادة بثها، وترديدها كما تفعل الببغاوات.لنأخذ على سبيل المثال خبر دخول زوجة نائب سابق أحد البنوك وهي تحمل كرتونا يحوي نصف مليون دينار.هل يمكن ان يصدق شخص كذبة مثل هذه بتلك السهولة على الرغم من كونه تصرفاً لا يفعله حتى بنغالي فقير من عمال النظافة.هل خلت البلاد يا جماعة الخير من شنط السمسونايت التي تحمل فيها الأموال بدون ان يطلع عليها كل عابر سبيل؟!. من ناحية أخرى، ما حكاية تلك الثقافة التي أدخلت علينا فصار الشخص من هؤلاء لا يطرح أمرا أو حكاية الا وراح يقسم أيمانا مغلظة لكي نصدّق كلامه، وهل يعجز السارق والفاجر والكاذب وذو الأخلاق الفاسدة عن الحلف بالله كاذبا ان أراد ذلك لكي يصدقه الآخرون؟ المشكلة ان بعضهم يطرح قضية لا تصدّق ثم يعمل على ان يصدقها الناس عن طريق القسم بالله.مسلّم البراك وقف أمام الناس يلعق شفاهه الجافة، ويحلف بذات الدين وذات اليمين وهو يحكي قصة سيدتين تلتقيان النساء في المستشفيات، فتشرف احداهن على حلف صاحبة الصوت على المصحف بالتصويت للمرشح المطلوب، ثم تذهب من حلفت لدورة المياه لتقبض المقسوم من السيدة الأخرى الحاملة لشنطة النقود.بذمتكم، هل تدخل عقولكم مثل هذه القصص كما دخلت عقول طوال الشوارب، في تلك الندوة، والتهبت أكفهم تصفيقا لقائلها.هل خلا ذلك الجمع من شخص يتشجع فيسأل مسلم عن السبب في عدم قيام المندوبتين بلقاء الناخبات في منازلهن، واتمام عملية شراء الأصوات خفية عن الناس، لا من شاف ولا من درى. ألم يكن ذلك أسلم وأستر بدلا من الفضائح على رؤوس الأشهاد.سؤال أخير، لماذا لا يقف أمام تلك الأكاذيب رجل واحد شجاع فيفنّدها، والا الخوف من جماعة مسلم ثلثين المرجلة.

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
369.9992
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top