محــليــات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

رأي بلدي

مياهنا العذبة تلقى في البحر

2012/01/24   09:11 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
مياهنا العذبة تلقى في البحر



للمدينة المتطورة مؤشرات تقاس، ترسم معالمها وتحدد مميزاتها فتبهر الزائر وتريح المقيم توازن بين المرافق والخدمات من جهه وبين المسكن وفرص العمل من جهة اخرى والتوازن بين هذه الاضلاع الاربعة يشكل عناصر التنمية لاي مجتمع.
في تجربة رائدة لمدينة ادليد في استراليا للمحافظة على معدلات المياه الجوفية وارتفاعها وهي تعاني كما نعاني في الكويت من قلة الامطار وارتفاع درجات الحرارة، استطاعت هذه المدينة ان تقوم بجمع مياه الامطار في برك طبيعية كبيرة قاموا بحمايتها من الحيوانات والطيور ثم قاموا باعادة حقنها مرة اخرى في جوف الارض حتى يرتفع منسوب المياه الجوفية، نحن في الكويت نفتخر بوضع البلاط المتداخل في كل مكان وعلى جميع الارصفة والساحات والممرات فنغطي بها وجه الارض فتحولت مياه الامطار الى المناهيل التي تصب في البحر فحجب هذا الحجر الماء عن الوصول الى المياه الجوفية من جانب ومن جانب آخر ارتفعت درجة الحرارة بسبب الانعكاسات الحرارية الشديدة في الساحات المكشوفة والارصفة.
في المدينة الاسترالية اطلعنا على تجربة لمشروع حيوي، قاموا بتصميم البلاط المتداخل بمسامات صغيرة تسمح بمرور الماء الى سطح الارض وفق آلية خاصة للتركيب فقاموا برصفها في الساحات المكشوفة ومواقف السيارات والارصفة حتى انهم اخذوا في الحسبان ان هذه المسامات لا تكون اكبر من مقاس قطر كعب حذاء المرأة حتى لا يلتصق به فتسقط!
في مشروع آخر في استراليا في المقاطعة الجنوبية قاموا بتخطيط لمدينة حديثة سميتها بمدينة التحدي، مساحات هذه الاراضي كبيرة وباسعار منخفضة جدا مقارنة بالمدن المجاورة لكنها بدون كهرباء ولا مياه، تعتمد فكرة المدينه على حسن استخدام الطبيعة دون اضرار بها، فالكهرباء من الطاقة الشمسية ومياه الغسيل والصرف الصحي من المياه المعالجة من الدولة ومياه الشرب من مياه المطار توضع بخزانات كبيرة يتم استغلالها للشرب والأكل فقط وهنا مكمن التحدي!
معدلات الصرف والاستهلاك في الكويت كبيرة جدا بالمقارنة مع الموارد المتوفرة - مياه وكهرباء - والمتأثر الاول في هذا الصرف هي ميزانية الدولة التي تحملت في عام 1996 في دعم المياه فقط 75 مليون دينار وفي الكهرباء 7 اضعاف تكاليف المياه حيث وصل سعر الكيلو واط الى 17 فلسا ويحسب على المستهلك بفلسين وتتحمل ميزانية الدولة الـ15 فلسا المتبقية.
الدولة مسؤولة دون ادنى شك عن مقدراتها وايجاد افضل السبل للمحافظة عليها كما انها تمتلك الجانب التشريعي والتنفيذي وفي وجود الهاجس المستمر بانقطاع هذين المرفقين الحيويين - الكهرباء والماء - يجب ان تتضافر الجهود وتلتقي المصالح بين الدولة من جانب والمواطن والمقيم من جانب آخر كما يجب ان تكون هناك ثقافة مجتمعية بحسن الاستهلاك دون افراط ولا تفريط.

م.سعد المحيلبي
مدير إدارة المخطط الهيكلي – بلدية الكويت


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
77.9999
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top