مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

ملتقطات

رحيل الشيخ المستنير

د.شملان يوسف العيسى
2012/01/23   11:36 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

كان يعي خطورة تسيس الدين واستخدامه للمصالح الشخصية والحزبية الضيقة


برحيل الشيخ سعود الناصر الصباح خسرت الكويت رائدا من رواد الفكر التنويري الذي لديه تصور جديد للأشياء بعيدة كل البعد عن التصورات التقليدية القديمة. وقد انبثق فكر الفقيد عنما حدثت كارثة الغزو الغاشم حيث تولد لديه فكر جديد للمرحلة ولا يجرؤ على تبني الفكر الا اولئك الذين اصيبوا بجرح عميق وكان الغزو بمنزلة الجلسة التي ادخلت الفقيد في عالم التحدي لانه بخسارة بلده وقتها خسر كل شيء تقريبا.
لقد كان الفقيد المستنير يعي تماما خطورة تسيس الدين واستخدامه لتحقيق المصالح الشخصية والحزبية الضيقة ولقد انزعج كثيرا عندما تقدم بعض اقطاب الاسلام السياسي في واشنطن في عام 1990 بأفكار غريبة وعجيبة تدعو الى تحرير الكويت عن طريق المجاهدين الافغان!. هذه الوقاحة في الطرح لم يسبق لها مثيل من قبل.. وعندما وصلت الامور الى مثل هذه الدرجة من التردي والانحطاط في الطرح والبلد محتل انفجرت مواهب فقيدنا السفير وسارع بتكثيف لقاءاته مع المسؤولين الكبار بواشنطن للاسراع بتحرير بلده.
بعد تحرير الكويت عاد الفقيد الى بلده املا في انتشال بلده من الحالة المتردية فيها والانتقال بها من حال الى حال افضل لانه ادرك مبكرا بسبب علمه وثقافته واحتكاكه بالثقافات الانسانية الواسعة كل الامراض التي تعاني منها بلاده وكل عقدها واوجاعها.
لقد حارب فقيد الكويت الاصولية الاسلامية لانه كان يردد بان البلد مختطف من هذه الجماعات الاسلامية..
عندما اصبح المغفور له وزيرا للاعلام فتح المجال واسعا لحرية الرأي والرأي الآخر وحارب جماعات الاسلام السياسي لانهم يحاولون فرض وصايتهم على المجتمع والدولة.. وقد وصلت معركة منع الجماعات بعض الكتب لمعرض الكتاب قمتها عندما رفض منع دخول الكتب.
يبقى السؤال الذي علينا طرحه: هل انتهت حركة الاصلاح والتنوير التي كان الفقيد احد اقطابها في بلدنا بعد رحيله؟
نقولها بكل صراحة ووضوح ان الافكار المستنيرة التي مثلها الشيخ الراحل لن تموت ابدا.. صحيح ان تيارات الاسلام السياسي التي تهيمن على الساحة العربية والمحلية بفوز الاسلاميين في تونس ومصر والمغرب سوف تستمر لفترة طويلة لكن تراثنا العربي - الاسلامي الذي ترتكب باسمه ابشع انواع العنف والارهاب ومصادرة الآخر ونفيه لن يستمر طويلا طال الزمن او قصر.. فالردة المجتمعية لن تدوم طويلا لان هنالك تناقضا حقيقيا بين روح العلم والتطور والحداثة وبين تيار الجمود والتردي والتخلف. فإعلان الاصولية الاسلامية في الكويت او الوطن الحرب على الحداثة والتطور امر يتناقض مع روح العصر كما يفعل انصار بن لادن من القاعدة في محاربتهم للعالم الحديث عن طريق الارهاب والقتل.
لقد حارب الفقيد الراحل كل محاولات الجماعات الاصولية في الكويت لانه كان يفرق بين قشور الدين وجوهره.. كانت مطالبه محددة وهي تحكيم العقل في تصرفاتنا لكن تردد نظام الحكم وتخلف المجتمع أديا الى فقدان الفقيد لمعركته ضد قوى التخلف.
تعازينا القلبية لأسرة الفقيد وكل انصار الحرية والديموقراطية والتنوير في بلدنا.. انا لله وانا اليه راجعون.

د. شملان يوسف العيسى
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
1019.0126
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top