مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

آن الأوان

قبل أن يتحول البرلمان إلى سوق نخاسة

د.عصام عبداللطيف الفليج
2012/01/22   12:30 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

إنها تربية غير موفقة لأجيال المستقبل الراغبين بالثراء السريع


بدأت وتيرة الحديث عن عدم شفافية الانتخابات تتزايد مع اقتراب يوم الانتخابات، وكل يدلو بدلوه، حتى أصبحت صفة لصيقة بالانتخابات كل عام، لدرجة ان العديد من المتهمين بلعب هذا الدور انسحبوا من الانتخابات لكثرة حل المجلس، مما كلفهم أموالا طائلة !
ولا يخفى على أحد تنوع وتعدد شراء الأصوات في مختلف الدوائر، فذاك يصلح الديوانية، وآخر يفرش غرفة الاستقبال، وآخر يرسل مريضاً للعلاج، وآخر يوزع حقائب فاخرة، وآخر يعين موظفين وموظفات برواتب من أبناء الدائرة في حملته الانتخابية..الى غير ذلك من الخدمات المباشرة أو الشراء غير المباشر، الذي يبعد عن المرشح صفة الشاري، ويبعد عن الناخب صفة البائع.
وبعضهم بايعها..ما يلف لا يمين ولا يسار، يشتري نقدا.
وتختلف الاشتراطات بين الاثنين..اما شراء تصويت لمرشح واحد، أو مرشحين، أو ثلاثة، أو أربعة، يعني يشتري له ولغيره ! مع عمولة عن كل ناخب جديد يحضره.
وهناك من يشجع ويدعم مرشحين للنزول في دوائر متعددة لتشتيت الأصوات لاسقاط مرشحين محددين، ودعم لمرشحين آخرين.
وبعد الانتخابات وظهور النتائج، تنتقل عملية الشراء الى داخل مجلس الأمة على المناصب، واللجان، والقرارات الكبرى.
وفي السنوات الأخيرة أصبح الشراء ثابتاً على كل تصويت لأي مشروع أو قرار، سواء بشكل نقدي مباشر، أو أسهم، أو عقار، أو قسائم صناعية، أو مزارع أو جواخير..الخ، حتى تضخمت جيوب بعض النواب، وأصبح لدينا مصطلح «القبيضة».
وسواء كان المبلغ المدفوع نقدا أو عينا..صغيرا أو كبيرا..لنائب أو ناخب، فان ذلك يدخل في تشويه واقع الانتخابات البرلمانية، ويشوه صورة الكويت في الخارج، فنحن دولة عضو في الأمم المتحدة، وعليها مراقبون واعلاميون دوليون، فتظهر صورة الكويت مهزوزة بسبب هذه الممارسات الجماعية المتكررة اللاأخلاقية، وان سكتت الدول الكبرى في فترة ما، فانها قد لا تسكت في فترات أخرى، وتصبح وسيلة ضغط وابتزاز كما حصل مع جميع دول الربيع العربي !!
ذكر بالأمس د.صلاح الغزالي رئيس جمعية الشفافية ان ترتيب الكويت بين دول العالم في تقييم الفساد (56)، وهو بلا شك ترتيب لا يسر قريباً أو بعيداً، وإن كان هو تقييم شامل وليس عن الانتخابات فقط، ولكنه بالنهاية يتكلم عن الكويت.
عندما توسم الانتخابات والقرارت البرلمانية بالفساد المالي، فهذا يعني أننا نعيش وسط سوق نخاسة، فيه الشاري والبائع، شاري الذمم، وبائع الوطن، وفي كل الأحوال فان البائع هو في مدار العبيد في سوق النخاسة !
ومن قبل ان يدخل هذا السوق بكامل أهليته، فهو مؤهل لأن يكون بائعا لذمته لأي كان، كمن باع ذمته لصدام البائد، وللبعث المجرم، ولبشار القاتل، ولأي من دول الجوار وغير الجوار، ولأي طائفة ومذهب وملة، ما دام المال هو محركه، مهما كانت أملاكه ! وباعتقادي انها تربية غير موفقة لأجيال المستقبل الراغبين بالثراء السريع، ولا أسرع من ثراء بيع الوطن باسم الوطن ! واذا فات الفوت ما ينفع الصوت.
لابد من تدخل سياسي وشعبي سريع لمواجهة هذا الفساد الآخذ بالاستشراء والمجاهرة، فكل ابن آدم معافى الا المجاهرون، فهل من منقذ لهذا الوطن ولديموقراطيتنا الجميلة وحريتنا الرائعة ولمجلس الأمة من ان يتحول الى سوق نخاسة؟!
٭٭٭
دَعِ المقادير تجري في أِعنّتها
ولا تبيتَنَّ الا خاليَ البالِ
ما بين غمضة عين وانتباهَتِها
يبدل الله من حالٍ الى حالِ

د.عصام عبداللطيف الفليج
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
390.9963
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top