مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

طرف الخيط

القَبَليّة.. بين الكويت ومصر

خليل علي حيدر
2012/01/22   12:27 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



هل تفجر الديموقراطية المصرية القادمة «الصراعات القبلية» في مصر؟ وهل ستتجه الزعامات والمشيخات القبلية هناك الى الاستفادة من الرابطة القبلية الاجتماعية، كما في التجربة الكويتية، لمغانم سياسية واقتصادية والدفاع عن الهوية الاجتماعية.
الكثير منا يعتقد واهما ان العشائر والقبائل البدوية المصرية تقيم في شبه جزيرة سيناء وحدها، فهذا ما يتردد ذكره في الاعلام والافلام، ولا ننتبه عادة الى ثقل القبائل في الجنوب المصري ومناطق الصعيد، حيث يمتد تاريخها الاجتماعي مئات السنين، ونحن نرى في كتاب «احوال العامة في حكم المماليك» للدكتورة حياة ناصر الحجي، والتي تدرس الفترة 1382-1279، أي القرنين الثالث عشر والرابع عشر، اشارة الى اضطراب العلاقة اشد الاضطراب بين المماليك والقبائل، حيث كان ظلم السلطات والمجاعات واسباب اخرى يولد صراعات لا تهدأ بين الطرفين، تقول د.الحجي، «كان وجود العربان في النواحي البعيدة عن المناطق المعمورة سببا في ثلاث صور للفوضى الاجتماعية».
منها محاولات التمرد ضد الحكم، والاعتداء على الاماكن المستقرة وعلى المسافرين (ص349). وهناك تفاصيل كثيرة عن هذه القبائل، او «العربان» كما تسميهم المصادر، في كتاب «وصف مصر» الذي كتبه علماء الحملة الفرنسية في غزو نابليون لمصر، وقد ترجم الكتاب الاستاذ «زهير الشايب» وطبع عدة مرات، ويقدر الكتاب عددهم آنذاك بنحو اربعين الفا، منها قبيلتا الهنادي واولاد علي، ويقول عنهم الكتاب انهما «اقوى قبائل مصر واكثرها شراسة وعلى الرغم مما بينهما من خصومات وما يفرق بينهما من عداوات بفعل من احقاد وضغائن دينية، فانهما تقتسمان فيما بينهما السيطرة على ولاية البحيرة» (ص38). ويخصص «ميكل ونتر» الفصل الثالث من كتابه «المجتمع المصري تحت الحكم العثماني»، ترجمة د.عبدالرحمن الشيخ، 2001 الفصل الثالث من الكتاب لـ«العلاقة بين الدولة والعرب البدو»، ولعلنا نخصص مقالات اطول لدراسة اوضاع القبائل في مصر في المستقبل.
تقرير صحيفة الشرق الاوسط يوم 2011/12/12، تحدث عن «الصراع القبلي.. عامل الحسم في الانتخابات البرلمانية بصعيد مصر»، يقول التقرير الذي كتبه يوسف رجب، ان الاختيارات القبلية والطائفية، «مازالت احد العناصر الرئيسية في تأييد مرشح الانتخابات البرلمانية في العديد من القرى والنجوع المصرية والمناطق البدوية، رغم المحاولات الكبيرة التي يبذلها كثير من السياسيين والمثقفين لبناء حياة سياسية واجتماعية جديدة تتماشى مع روح ثورة 25 يناير المجيدة، وخلق برلمان قوي يضم تحت قبته نوابا اكفاء ممثلين لكافة الفئات بغض النظر عن اي حسابات قبلية او عرقية لا تفرز الافضل دائما».
تحت تأثير الروح القبلية، «اشترطت بعض القبائل المنتشرة في صعيد مصر ان يتم تمثيلها على رأس قائمة اي حزب يرغب في الترشح عن دوائرهم لكي ينعم هذا الحزب بأصوات ابنائها من الناخبين».
احزاب كثيرة، يقول التقرير «رضخت مجبرة لمطالب هذه القبائل خوفا من حشد هذه القبائل لأبنائها لصالح احزاب اخرى وخشية من منع مرشحي الحزب من عقد مؤتمرات ودعاية انتخابية بين ابناء هذه القبيلة»، كما تنتشر شعارات مثل «ابن القبيلة» «مرشح القبيلة»، يحاول المرشحون استغلال مشاعر المواطنين وجرهم للادلاء بأصواتهم لرموز قبلية.
مدرس مصري في الصعيد، الاستاذ علي فارس، يعمل في محافظة قنا، يؤكد «ان القبلية مازالت باقية وانها على رأس العوامل الحاسمة للنتائج الانتخابية». ويضيف فارس ان المرشحين «مازالوا يلعبون على العنصر القبلي البغيض، وهذا الكلام تؤكده المشاهد اليومية التي نراها امام اعيننا، فأبناء القبائل يساندون مرشحين لمجرد انهم من ابناء القبيلة ويفتحون دواوينهم لاستقبالهم ويعقدون لهم المؤتمرات الانتخابية مجانا».
نحن في الكويت نطرح الاحزاب السياسية كعلاج للطائفية والقبلية، اما الاستاذ المصري الذي صدمته الظاهرة فيقول متحسرا: «ظن كثيرون ان نظام القوائم الحزبية، والتي يعمل بها في الانتخابات الحالية لاختيار ثلثي مجلس الشعب، سوف تقضي تماما على القبلية العنصرية في الاختيار، لكن القبائل قامت بالدفع بأبنائها من المرشحين تحت قائمة واحدة».
ويقول معد التقرير ان محافظات الصعيد تضم بداخلها عددا كبيرا من القبائل تتنازع على مقاعد البرلمان كل دورة ونتج عن ذلك صراع ازلي بين قبائل العرب والاشراف والهوارة في محافظات قنا وسوهاج.. وقد استطاعت القبليات ان توظف نظام القوائم لخدمة اغراضها ودعاياتها التي وصفها كثير من المراقبين بانها عنصرية تعمل على البحث في اصول كل مرشح ووزن قبيلته في المحافظة كما ان قبائل الصعيد لا ترضى الا بتمثيل يرضي جميع الاطراف من كل القبائل.
ماذا عن الانتماءات السياسية والاحزاب والتيارات؟
التقرير يقول ان الانتماء السياسي «نوع من الوجاهة السياسية والاجتماعية يستخدم في الايام البعيدة عن الانتخابات، التي يعتبرها كثير من المرشحين بمثابة معركة حربية».
هذه جنوب مصر.. لا جنوب اليمن!

خليل علي حيدر
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
488.0189
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top