مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

سليل الكلام

منظومة المدينة الفاضلة، كما تكونوا يُول عليكم!!

د.أحمد عبدالرحمن الكوس
2012/01/08   12:47 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

علينا بالطاعة ما لم نؤمر بمعصية حتى لا نبتلى بتسلط المنافقين


كثير منا يتمنى صلاح البلد من حكومة ومجلس أمة ومكافحة الفساد وتحقيق تطلعات المواطن لينعم بالسعادة والتنمية والعدل والأمان في ظل توافر الخدمات المتنوعة له ولأسرته بدءا من الاسكان والتعليم والعمل المناسب الى الكهرباء والماء وحُسن الطرق ومخططات المدن الحديثة.
وقديما كان المفكرون والفلاسفة وعلى ضلالهم - ولايزالون حديثا - يقررون ويفكرون في كيفية وسمات ووصف المدينة الفاضلة!!، ولاشك ان مانملكه نحن المسلمين من مقومات يتيح ويُوفر لنا اقامة المدينة الفاضلة اذا سلكنا شريعة الله تعالى واتبعنا سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
ان أضلاع المدينة الفاضلة التي ممكن ان تتحقق في بلدنا وكل البلاد العربية الاسلامية هي كالآتي:
1 - الحكم بالشريعة الاسلامية شريعة أحكم الحاكمين العليم الخبير بأحوال عباده ومصالحهم، قال تعالى(ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولاتتبع أهواء الذين لايعلمون)، فلابد من تحكيم الشريعة في الُحكم والدولة فتكون الشريعة هي المهيمنة والمحكمة في كل شؤوننا.
2 - صلاح ولاة الأمور والسلطان والرؤساء له أثر كبير وعظيم في البلاد والأمة قال ابن تيمية: (فمن كان عارفا ناصحا له-أي الامام-أشار عليه بما يوجب نصره وثباته وتأييده واجتماع قلوب المسلمين عليه ومحبتهم له ودعاء الناس له في مشارق الأرض ومغاربها، وهذا كله انما يكون باعزاز دين الله، واظهار كلمة الله..). والمسلمون مطالبون بالدعاء بالصلاح والخير لولاة الأمور، وتعاهدهم بالنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة.
3 - حسن اختيار ولاة الأمور لنوابهم ومن ذلك الوزراء والمحافظين وبعض رؤساء الهيئات والدوائر والمحافظين فيجتهد الحاكم لاختيار الأصلح والأحسن وصاحب القوة والأمانة، قال تعالى {ان خير من استأجرت القويُ الأمين}.
4 - حسن اختيار وانتخاب الشعوب للصالحين من أهل الدين وأهل الأمانة في المجالس النيابية والبرلمانية بعيدا عن المحسوبية والعائلة والقبيلة والصداقة بلا مجاملة، ويكون المرشح له خبرة وحنكة في السياسة والسياسة الشرعية، والحذر من انتخاب أصحاب المعاصي والفساد أومن عُرِف بالرشوة وانخرام الذمة والأمانة.
5 - الذنوب والمعاصي سبب النكبات والأزمات: كل مايحدث حاليا من أزمات متكررة لكثير من البلاد العربية والاسلامية وحدوث الخلاف والشقاق هو بسبب ابتعاد الجميع حكومات وشعوب عن هدي الكتاب والسنة، وعدم تطبيق شريعته جل وعلا وكذلك وقوع الناس في الذنوب والمعاصي وانتشار الفواحش، والله حكَمٌ عدلٌ لأن الناس جميعا يعيشون تحت رحمة حسناتهم أونقمة سيئاتهم.
وكلما استقام العبدُ على شريعة الله استقامت له الدنيا.
قال تعالى: {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون}.
فالخير والأمن لا يتأتى إلا بطاعة الله وتحكيم شريعته وترك الذنوب والمعاصي، فكل مانراه اليوم من اضطرابات ونكبات هو بسبب المعاصي التي تزيل النعم قال تعالى: {وما أصابكم من مُصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير}.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (..ومالم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخذوا مما أنزل اللهُ إلا جعل اللهُ بأسهم بينهم) صحيح رواه ابن ماجه.
فعلى الشعوب والناس اذا أرادت المدينة الفاضلة ان يلتزموا أولا هدي كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ويحذروا مخالفة هديهما فلا نجاح ولافلاح الا بهما، فمن الخطأ ان يظن الشباب وغيرهم ان أساس اصلاح البلد هو مرهون فقط بالحكام والحكومات ويغفلون بقية أضلاع الاصلاح والمدينة الفاضلة، فالشعوب مطالبة أيضا باصلاح أنفسها وترك الرشاوى والفساد والمعاصي والحرص على التغيير منها كما قال تعالى (ان الله لايُغير مابقوم حتى يُغيروا مابأنفسهم).
«كما تكونوا يُول عليكم»: أي اذا صلحت الشعوب وتركت الفساد وغيرت من نفسها ونهجها صارت الحكومات على هذا الطريق، وقال عبدالملك بن مروان: «ماأنصفتمونا يامعشر الرعية!تريدون منَّا سيرةَ أبي بكرٍ وعُمَر ولاتسيرونَ فينا ولا في أنفسكم بسيرتِهما؟»، وعلى الناس ان تعي خطر الخروج على الحكام والتحريض على سبهم والقدح بهم فانه خلاف نهج الكتاب والسنة وسلف الأمة وهذاالسلوك لايأتي بخير!! وله عواقب وخيمة، لأنه طريق الفتنة، فعلينا بالطاعة مالم نؤمر بمعصية وحتى لانُبتلى بتسلط المنافقين والكفار على بلادنا بسبب المعاصي ونزع يد الطاعة لحكامنا.
يراجع كتاب «كما تكونوا يُول عليكم» للشيخ عبدالمالك الرمضاني وقد استفدنا منه في بعض المعلومات في تلك المقالة.
اللهم ولي علينا خيارنا وأصلح ولاة أمورنا ووفق الشعوب لاختيار وانتخاب الصالحين وهيئ لنا من أمرنا رشدا، اللهم آمين.

د.أحمد عبدالرحمن الكوس
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
272.0121
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top