مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

بقعة ضوا

ما سوَتْ عليه

عزيزة المفرج
2012/01/05   12:03 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

- صار الكذب أسلوب حياة لا يتردد أحد في التعامل معه لتلافي الانتقادات أو العقوبات


ليس جميع المواطنين في الدول المتحضرة ممتازين، وليس جميع المواطنين في البلاد المتأخرة سيئين، والهادي من هداه الله، وخذوا عندكم تلك الحكاية. أمريكي أعجبه أن يأخذ يوم إجازة من عمله في أحد المصانع على أن يكون مدفوع الثمن، فماذا يفعل؟ تفتق ذهنه عن كذبة بسيطة لا تضر أحداً، وعزم أمره ونفذها، ولكن حساب السوق ما طابق حساب الصندوق، فانكشف الموضوع، ليجد نفسه واقعاً في شر أعماله. تلك الكذبة التي كذبها أدت الى فقده وظيفته، وطرده من عمله لاتهامه بالسلوك المخل للنظام، اضافة الى تشويه سمعته أمام الجميع، بمن فيهم أهله، فما الذي فعله هذا المقرود؟
لكي يحصل هذا الرجل على إجازة نشر نعياً لوالدته في الجريدة المحلية، الأمر الذي دفع الوالدة المستاءة مما حدث الى الذهاب لمقر الجريدة شخصياً لنفي الخبر، كما اتصل عدد من أقاربه بالجريدة لعمل نفس الشيء. حسب ثقافتنا الكويتية سيقوم كثيرون بانتقاد الأم والأقارب لما فعلوه، وسيسارعون الى إسباغ صفة النحاسة واللعانة عليهم، وتعليقهم سيكون (شفيها! ما فيها شي، مجرد كذبة بيضة ما تضرّ).
كثير من مواطنينا في الكويت يعتبرون التغيّب عن العمل متى أرادوا حقاً من حقوق المواطنة، ولا يرون ضيراً في ذلك، وبعضهم يسحبها غيابات عن الوظيفة منذ تعيينه الى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً، ولكن، واذا قدّر الله أن يكون المسؤول من الحريصين على الانضباط وحسن سير العمل فلابد وقتها من اتخاذ مجموعة إجراءات منها الانتقال الى مكان مسؤوله متسيب، وبالدف ضارب، أو التفنّن في اختراع الأكاذيب والحيل التي تغطي على ذلك الغياب، أو التعاون بين الزملاء والزميلات في المكان ليتوزع الغياب على الجميع، ويكون الكل راض.
لهذا السبب رأينا بعض الاحتجاجات على نظام البصمة، فمن السهل تزوير توقيع الحضور والانصراف خاصة اذا كان المسؤول عنها متعاوناً، ولكن ما العمل مع البصمة التي يضطر الموظف بسببها الى العودة للدوام لإثبات وجوده، والمرور بمعاناة الاختناقات المرورية العارمة في شوارع الديرة. والدة هذا الأمريكي وأهله لم يعجبهم ما حصل، وسارعوا لتكذيب ابنهم شخصياً وبالتلفون، وربما عنّفوه ووبّّخوه على يوم واحد أراد ان يرتاح فيه، أما أهلنا وجماعتنا فلن يتصرفوا بهذا الشكل، بل ستجدهم لا يترددون في الكذب لصالح المنحاش من الدوام، فهو مريض ونائم بينما هو صاح ويتسكع بالأفنيوز، وهو مرهق وتعبان لأنه كان سهران مع ابنه في المستشفى، وهو في الشاليه أو في الحداق يصطاد السمك، وهكذا، حتى صار الكذب أسلوب حياة لا يتردد أحد في التعامل معه لتلافي الانتقادات أو العقوبات. ترى، لو تم تطبيق القوانين في بلدنا، فكم شخص مثل هذا الأمريكي سيجلس الى جوار أمه في البيت؟!.

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
271.0154
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top