مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

آن الأوان

التعامل مع الاشاعة والشبهات (2 - 3)

د.عصام عبداللطيف الفليج
2012/01/05   12:01 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

ينبغي على المجتمع تحصين أفراده من الوقوع في مستنقعهما بالوقاية المسبقة


تعد الاستجابة للاشاعة والشبهات من أكبر المشاكل على مستوى العالم التي يتعرض لها كبار المسؤولين، بما فيهم الحكام، لذلك كانت أهمية وجود البطانة الصالحة التي تصدق القول وتخلص العمل، وتبقى في دعاء الأئمة على مدى الزمان «اللهم ارزق ولاة أمورنا البطانة الصالحة».
وتتعدد أماكن انتشار الاشاعة والشبهات، مثل: وسائل الاتصال، وجمهور العوام وغير المثقفين، والمجتمعات المنغلقة، وأصحاب الحاجات، وذوي الارتباط بموضوع الشبهة، والغوغائية، وضعاف النفوس.
وتنتشر بشكل أسرع بين جميع فئات المجتمع..الرجال والنساء، والكبار والصغار، والفقراء والأغنياء، والأصحاء والمرضى، والمرتبطين بالاشاعة مباشرة، والاعلاميين.. وغير ذلك، لأن الشبهات ليس لها حد، ما دامت النفس البشرية قابلة للتفاعل عاطفيا في غياب العقل.
وتتم مواجهة الشبهات عادة من قبل الأطراف المستهدفة، أو الجهة المسؤولة والمعنية بالمواجهة، وهم اما أفراد أو مؤسسات.ويكون القرار الأول في كل الحالات هو نفي الاشاعة ببيان رسمي أو تصريح سريع، وذلك لايقاف المد السريع للشبهة وايقاف سريانها.ثم تتم الاجراءات الآتية:
-1 التحقق العاجل من موضوع الشبهة بالاتصال الشخصي (الفردي).
-2 الاتصال بمصدر الشبهة لايضاح الحقائق (ان كان حسن النية)، أو كشف خطئه (ان كان متعمداً).
-3 ابراز الحقائق ونفي الشبهات الباطلة عبر وسائل الاعلام.
-4 محاسبة مصدر الشبهات (اجتماعياً - قضائياً - ادارياً...).
ويساهم ذلك في ابراز المصداقية والشفافية في التعامل مع الخبر والحدث بالنسبة للمؤسسات الرسمية. لكن المشكلة الكبرى عندما تكون المؤسسات الرسمية أو المسؤول هو أحد أركان نشر الاشاعة؟!!.
وبكل الأحوال.. يفضل تنظيم حملة اعلامية لمواجهة الشبهات والاشاعات، من خلال التعامل الآتي:
أولا: تحديد الشبهات وتوصيفها وتحديد معالمها وتصنيفها، وتقدير خطورتها، وتحديد مساحة انتشارها، وتوفير المعلومات التفصيلية اللازمة للرد عليها وتصنيفها.
ثانيا: التخطيط الاعلامي لمواجهة الشبهات، وتحديد الشريحة المستهدفة، وهدف الحملة الاعلامية (رد - توضيح - نفي - حملة معاكسة..)، وتحديد الفترة الزمنية، واختيار الوسائل المتاحة (صحافة - اذاعة – تلفزيون)، ودراسة كافة احتمالات ردود الفعل والاستعداد لها، ووضع خطط بديلة وخطط طوارئ، مع المتابعة والتقييم المستمرين.
مع الانتباه الى أنه لا يتم التعامل مع كل الاشاعات بنفس الطريقة، فأسلوب وحجم التعامل يحدده طبيعة الشبهة، ونوعها، وأثرها، وخطرها، ونتائجها المتوقعة، ومساحة انتشارها، والفترة الزمنية لنشوئها.
وهنا يأتي دور: الحكمة والخبرة، والثقافة، والممارسة، وكم المعلومات.
ولمواجهة الكم المتوالي من الاشاعات والشبهة، ينبغي على المجتمع تحصين أفراده من خلال الوقاية المسبقة، فكل فرد وأسرة ومجتمع ومؤسسة وحكومة يحتاجون الى تنظيم أدوار وقائية لمواجهة الشبهات عند نشوئها في أي وقت، وفي أي مكان، وتنطلق هذه الأدوار من الأسرة، وتمتد الى المدرسة والمجتمع ووسائل الاعلام والاتصال المختلفة، ومن هذه الأدوار:
-1 تربية الأبناء في الأسرة (البيت) على مبدأ الثقة، والتحقق من أي خبر يرد اليهم، دون توتر أو انفعال، والرجوع الى الكبار.
-2 تخصيص مساحات في المناهج التعليمية طوال سنوات الدراسة النظامية للتوعية تجاه الشبهات، حسب الفئة العمرية.
-3 تأكيد مفهوم الوقاية من الشبهات من خلال وسائل الاعلام المتاحة.
وللحديث بقية..

د.عصام عبداللطيف الفليج
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
1188.0147
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top