خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

كريستشن ساينس مونيتور

سورية.. مصر.. ليبيا.. العراق

2012/01/03   08:37 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
سورية.. مصر.. ليبيا.. العراق

ماذا يحمل 2012 في جعبته للشرق الأوسط؟


بقلم – دان ميرفي:

نادراً بالطبع ما تصدق التنبؤات، لكن هذه السنة 2012 يمكن أن تكون مهمة جداً بل وخطيرة كما كان عليه عام 2011 بالنسبة لسياسة الشرق الأوسط.
ففي مصر وليبيا سوف يستمر النضال لإقامة نظامين جديدين بعد سنوات من الحكم السلطوي. ويمكن أن يتحول الصراع، الذي يستهدف إسقاط نظام بشار الأسد في سورية، الى حرب أكثر عنفاً بينما ستزداد ضغوط التغيير في البحرين وإيران، ولنبدأ بمصر.
لقد تمكنت انتفاضة الشعب المذهلة في مطلع 2011 من إزاحة حسني مبارك عن السلطة، لكن سرعان ما تولت المؤسسة العسكرية شؤون إدارة البلاد في مرحلتها الانتقالية. غير أن هذا لم يحل دون عقد انتخابات برلمانية حرة كانت أنظف مما كان يحدث في عهد مبارك وسابقيه.
صحيح أن أداء حزب الإخوان المسلمين «الحرية والعدالة» كان الأفضل في هذه الانتخابات، لكن ما يعنيه هذا لمستقبل مصر على المدى القريب والمتوسط لن يتضح إلا هذه السنة. بالطبع لايزال العسكر يحتفظون بسلطة كبيرة، وألمحوا أكثر من مرة أنهم لن يتسامحوا مع الجهود التي تستهدف إخضاعهم لسلطة المدنيين. لذا يمكن القول إن الديموقراطية ستبقى مسألة مفتوحة في العملية السياسية بمصر طالما بقي العسكر على موقفهم المشار إليه.
من هنا، ثمة احتمال لأن تشهد هذه السنة معركة بين المدنيين والعسكريين للسيطرة على الأوضاع بل وربما تكون دامية مرة أخرى إذا كان لنا أن نأخذ العِبَر من عملية القمع التي ساندها العسكر ضد المحتجين في الآونة الأخيرة بالإضافة لعمليات المداهمة التي استهدفت المنظمات غير الحكومية أيضاً.

مسائل متفجرة

ثانياً، ليبيا. ما سوف يحدث في هذا البلد لن يختلف كثيراً عن التطورات الجارية في مصر المجاورة. فمنذ سقوط ومقتل العقيد معمر القذافي على أيدي الثوار الغاضبين في الخريف الماضي، تناضل مجموعات الميليشيات وزعماء القبائل ورجال السياسة من أجل التوصل لاتفاق حول كيفية الوصول الى إقامة مؤسسات مدنية مسؤولة. لكن من الملاحظ أن هناك ميليشيات عدة لاتزال مسلحة وغير خاضعة لسيطرة الحكومة المركزية. لكن العامل المفيد الذي يلعب لصالح ليبيا هو ثروتها النفطية الكبيرة التي تتلاءم مع عدد سكانها. بيد أن هذه الثروة لا تحول دون وجود مسائل عدة متفجرة يتعين معالجتها في 2012 ومنها الانتخابات التي لم يتحدد موعدها بعد، ومشكلة ما إذا كان يتعين السماح لكثير من مؤيدي القذافي بالمشاركة في الحياة العامة.
ثالثاً، سورية. أصبحت الانتفاضة الشعبية التي تستهدف نظام الأسد أكثر دموية خلال 2011، حيث سقط ما لا يقل عن 6000 سوري ضحية للعنف السياسي القائم. ويبدو الآن أن لجنة المراقبين التي أرسلتها الجامعة العربية الى سورية من أجل وقف نزيف الدم لم تحقق شيئاً يُذكر لأن عدد السوريين الذين سقطوا قتلى بعد وصول هؤلاء المراقبين تجاوز الـ300 إنسان، وفقاً لمجموعات حقوق الإنسان.

آفاق قاتمة

على أي حال، تبدو الآفاق في سورية قاتمة في ظل عدم ما يشير الى رغبة الأسد بالتنحي، واستمرار التقارير التي تتحدث حول أعمال قتل طائفية.. ولو تذكرنا حملة القمع الشرسة التي شنها والده حافظ وتابعها هو ضد الإخوان المسلمين السنّة وامتدت لعقود عدة، لتبيّن لنا أن هناك الآن الكثير من الأسباب التي تثير العنف الطائفي. لذا، في الوقت الذي يتردد فيه بعض المراقبين في وصف ما يحدث في سورية بالحرب الأهلية، وقع آلاف من السوريين ضحايا لأعمال قتل عنيفة خلال الانتفاضة المستمرة منذ حوالي عشرة أشهر. من هنا إذا استمرت الانتفاضة بهذا المسار خلال 2012 ستغدو الحرب الأهلية عندئذ أمراً واقعاً على الأرجح مما يمكن أن يؤثر في استقرار الدول المجاورة.
رابعاً، العراق. على الرغم من أن أمريكيين كثيرين باتوا يعتبرون الحرب في العراق بل وهذا البلد نفسه شيئاً من الماضي، سوف تكون هذه السنة حاسمة في تحديد شكل العراق الذي برز نتيجة لغزو عام 2003. ومن الواضح الآن ان هناك تنافساً شديداً بين السنّة والشيعة والأكراد على السلطة والنفوذ بعد أن غاب العم سام. فبعد رحيل الجنود الأمريكيين من العراق في ديسمبر الماضي، سارع رئيس الحكومة العراقية الشيعي نوري المالكي لاستهداف أحد أبرز السياسيين السنّة بمذكرة اعتقال بحق طارق الهاشمي – سنّي – الذي يتولى منصب نائب رئيس الجمهورية، اتهمه فيها بالإشراف على ما يسمى بـ«فرقة الموت». لكن سرعان ما سخر الهاشمي بعد لجوئه الى إقليم كردستان بهذا الاتهام بوصفه بالمزاعم التي تحركها دوافع سياسية.
هذا التطور دفع العديد من المراقبين للإعراب عن قلقهم من احتمال انزلاق العراق من جديد لحرب طائفية على الرغم من وجود العديد من الدوافع التي تحول دون حدوث ذلك ومنها المعاناة والمآسي التي لحقت بالعراقيين نتيجة للصراع الطائفي الذي عصف بالعراق من قبل، وراح أكثر من 100.000 إنسان ضحية له.
لكن حتى لو أمكن تجنب مثل هذه الحرب لابد من الاعتراف أن هناك أخطاراً حقيقية لاحتمال بروز نظام سلطوي جديد آخر يرسخ هذه المرة سيطرة الشيعة على العراق.

تعريب نبيل زلف


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
78.0125
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top