مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

وزيرة الشؤون و«حملة الغارمين»

د. فوزي سلمان الخواري
2025/08/19   11:54 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



ما إن حظيت معالي الدكتورة/ أمثال الحويلة، بالثقة السامية للقيادة السياسية، بتسلم حقيبة الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة، تلك الوزارة المثقلة بالعديد من الملفات الاجتماعية والمالية، بدأت بفتح جميع الملفات التي كانت تُعتبر في السابق من المحاذير التي لا يُمكن الاقتراب منها.

فخلال عام واحد، ركزت الوزيرة على تطوير الأداء الإداري، حيث حصلت الوزارة على شهادة الجودة الإدارية "الآيزو" لتطبيق أعلى معايير الجودة، كما أطلقت مشروعًا لتطوير خدماتها الرقمية، بما في ذلك إطلاق موقع إلكتروني جديد يهدف إلى توفير خدمات متكاملة وسهلة الاستخدام للمستفيدين، خاصةً في مجالات الاستشارات الأسرية والحماية من العنف.

كما حرصت الدكتورة/ الحويلة على تقديم خدمات شاملة ومتميزة للأشخاص ذوي الإعاقة، وعملت على تعزيز حقوقهم ودمجهم الكامل في المجتمع، ومواءمة التشريعات الوطنية مع الاتفاقيات الدولية. وفي هذا السياق، تم إنشاء لجنة وطنية عليا للإشراف على تنفيذ أطر العمل المحلية والدولية المتعلقة بالإعاقة. كما حرصت على إبراز دور المرأة الكويتية المحوري في التنمية، وشددت على ضرورة تعزيز دورها وتمكينها في مختلف المجالات، وتوفير بيئة قانونية واجتماعية داعمة تضمن حقوقها.

تحملت بكل جرأة مسؤولية الاهتمام الكبير بقطاع الجمعيات التعاونية، ذلك القطاع الذي نخره الفساد والتربح غير المشروع وانحرف عن الغرض الاجتماعي من إنشائه. فركزت جهودها على إصلاح هذا القطاع وضمان شفافيته وحماية أموال المساهمين. وقد قامت بتشكيل لجنة للتدقيق على دفاتر القطاع لرصد أي تجاوزات مالية أو إدارية. ونتيجة لذلك أحالت عددًا من القضايا إلى النيابة والجهات الرقابية. وتعمل الوزارة الآن على تفعيل قانون التعاونيات الجديد الذي يهدف إلى تعزيز الرقابة المالية والإدارية وتقليص الفساد، ووضعت خطة لإحلال الكويتيين من ذوي المؤهلات في الوظائف الإشرافية بالجمعيات التعاونية.

عقدت الوزيرة العديد من اللقاءات المفتوحة مع منظمات المجتمع المدني، مثل النقابات وجمعيات النفع العام والمواطنين، للاستماع إلى شكاواهم واقتراحاتهم والصعوبات التي تواجههم. ودعتهم إلى تحمل مسؤوليتهم الاجتماعية في تنفيذ الأهداف التي تخدم المجتمع وترفع من قدرات المواطنين في المجالات المختلفة.

إلا أنه، وفي سياق محاولتها لتنظيم العمل الخيري وجمع التبرعات تحت إشراف مباشر من الوزارة، وهو ملف يُعتبر الأكبر والأهم ويخضع لرقابة دولية، بدأت تتعرض لحملات مغرضة تهدف إلى التشكيك في أوجه صرف الأموال، وخصوصًا حملة "الغارمين" التي تمت تحت إشراف مباشر من لجان شُكلت خصيصًا لفحص الملفات لضمان وصول تلك الأموال للمحتاجين فعليًا.

إن الإصلاح يتطلب جرأة وقوة في تنفيذ خطواته وتحمل تبعاته. وبلا شك، فإن ذلك سيواجه العديد من التحديات والعقبات من قبل المتضررين من تلك الإجراءات. إن الاستمرار في هذه الإجراءات، وإن كانت ستواجه حملات مغرضة، سينهي كافة أوجه الفساد التي طالما سيطرت وشوهت الوجه النبيل والإنساني للعمل الخيري طوال تلك السنوات.

سيسجل في تاريخ الدكتورة أمثال الحويلة أنها حققت إنجازات غير مسبوقة في مجالات العمل الاجتماعي والإنساني والخيري.

د.. فوزي سلمان الخواري
alkhawari@gmail.com
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
273.0101
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top