مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

د. فوزي سلمان الخواري: وزارة التربية والأمية في الكويت!

د. فوزي سلمان الخواري
2025/05/31   01:39 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



قبل إنطلاق التعليم النظامي في الكويت بافتتاح المدرسة المباركية في ۲۲ديسمبر عام ۱٩۱۱، كان الكويتيون يقبلون على التعليم ويرسلون أبنائهم إلى"الكتاتيب" (الملا للذكور، والمطوعة للإناث)، هناك كان الطلبة يتعلمون مبادئ القراءة والكتابة من خلال تدارس القرآن الكريم وحفظة، إلى جانب بعض مبادئ الحساب البسيطة. كان هذا يتم في بيئة غير رسمية، غالبًا في المساجد أوبيوت المعلمين، وهي الأماكن المتاحة آنذاك للتجمعات التعليمية.

بعد الاستقلال، إدراكاً من الآباء المؤسسين لأهمية التعليم في بناء جيل مثقف وواعٍ يساهم في تنمية المجتمع وإستكمال مسيرة النهضة والتقدم، صدر القانون رقم ۱۱ لسنة ۱٩٦٥ بشان التعليم الالزامي، أي قبل ٥۰ عاماً. تنص المادة (۱) من هذا القانون على أن: "يكون التعليم إلزاميا مجانيا لجميعالاطفال الكويتيين من ذكور واناث من بداية المرحلة الابتدائية حتى المرحلةالمتوسطة وتلتزم الدولة بتوفير المباني المدرسية والكتب والمعلمين وكل ما يضمننجاح التعليم الإلزامي من قوى بشرية ومادية".

ولضمان ألاَ يقف الوالدان عائقا أمام حق الطفل في التعلم، وضعت عقوبات الدولة عقوبات على ولي الأمر، حيث نصت المادة (۱۰) من نفس القانون على أن: "يعاقب والد الطفل أو ولى أمرة المخالف بالحبس مدة لا تجاوز أسبوعا أوبالغرامة التي لا تقل عن مائة دينار ولا تجاوز مائتى دينار". ولم تغفل الدولة أيضاً عن بعض الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة أو من ذوي الإعاقة، فأنشئت لهم المدارس الخاصة التي تُعنى بطرق التعليم الخاص لتلك الفئات.

وعلى الرغم من ذلك، وحسب إحصائيات الهيئة العامة بمعلومات المدنية لعام ۲۰۲٤، نجد بأن هناك نسبة من الأمية ومن يقرأ ويكتب فقط، ومن توقف عند التعليم الإبنتدائي والمتوسط بين الكويتيين. فبين الفئة العمرية ما بين ۲۰-۲٤سنة (إناث وذكور) نجد أن هناك ۳۳۲ مواطناً يعرف فقط الكتابة والقراءة ولم يواصل التعليم!. بينما لنفس الفئة العمرية، هناك ۲٤۱٧ مواطن لم يواصلوا التعليم بعد الإبتدائية!. بينما الفئة العمرية ما بين ۲٥-٥٩ سنة، هناك ۱٦۳أمياً، و ۱٨٥٤ يعرف القراءة والكتابة فقط، بينما هناك ۳٨٩۳٤ انتهى بهم التعليم عند الإبتدائية فقط!.

قد يكون ذلك مقبولا أن نجد نسبة أمية عالية بين غير الكويتيين، والذين يبلغ عدد الأميين بينهم ٨۱۲۱٩ ، وهو السبب ما يرفع نسبة الأمية في المجتمع الكويتيعموماً. ولكن أن تكون هذه النسبة موجودة بين أوساط الكويتيين أنفسهم، فإنذلك يحتاج إلى توضيحاً ودراسة ومتابعة من قبل وزارة التربية، الجهة المنفذة لقانون التعليم الإلزامي. وإن كان ذلك بسبب وجود طلبة من ذوي الاحتياجاتالخاصة أو من ذوي الإعاقة، فيجب عليها وفقاً للقانون بأن تستحدث وتطور برامج التعليم لتلك الفئات، لتمكينهم من التعليم المناسب لإحتياجاتهم. أما إذا كان السبب يرجع إلى عدم اهتمام الوزارة بتطبيق القانون، فإن ذلك يستوجب عليها استدراك الأمر ومتابعة الأجيال الناشئة والحث على التعلم وتمكين الأطفال والشباب من اكتساب حقهم الدستوري والقانوني في العليم.

يقاس تقدم الدول بمعدلات التعليم فيها وتمكين الشباب، ومحاربة الأمية،فكيف بنا ونحن لدينا قانون يلزم بذلك!

د. فوزي سلمان الخواري
fawzi.alkhawari@ku.edu.kw
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
272.0095
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top