مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

نحن في منتصف صراع عسكري

د. فوزي سلمان الخواري
2024/10/02   05:07 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



أيام وتمر سنة كاملة على عملية "طوفان الأقصى" والتي استبشرنا بأنها ستحقق نتائج إيجابية للصراع القائم منذ سنوات بين الفلسطينيين والصهاينة المحتلين، ولكن جاءت النتائج مأساوية على الشعب الفلسطيني، والآن على الشعب اللبناني، الذين يعيشون اليوم تحت ظروف معيشية وإنسانية صعبة، ولا ملاذ آمن لهم.
واليوم، وبعد أن انجلى غبار المعركة، وبعيدا عن التصريحات الجوفاء، وترديد الشعارات المستهلكة، والكذب على الشعوب العربية المتلهفة للنصر والثأر، بات واضحا عدم وجود توازن لقوى الصراع في الشرق الأوسط، وتبين التفوق الاستخباراتي والعسكري والتكنولوجي الحديثة والدعم الدولي الجائر للكيان الصهيوني، وعدم قدرة المنظمات الدولية، مما يتطلب تغيير قواعد الاشتباك، وترجيح الحل الدبلوماسي بأطراف جديدة لم يسبق لها المشاركة، ولها تأثير دولي.
على النقيض من خطاب الرئيس الفلسطيني/ محمود عباس (أبو مازن) أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، والذي اتسم كالعادة بالحماس ومعاناة الشعب الفلسطيني والمطالبة بكامل حقوقه ومواصلة النضال، جاء خطاب رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بكل وقاحة واستهتار وأمام دول وشعوب العالم، ليعلن عن استمرار العمليات العسكرية في فلسطين ولبنان واي مكان يصدر منه هجوم ضدهم. فقد طالت عملياتهم العسكرية ميناء "الحُدَيْدَة" الذي يعتبر أكبر الموانئ في اليمن. وبعد يوم أمس، أرسلت إيران صواريخ ادعت بأنها أصابت أهدافها، فإن انظار الصهاينة تتجه إلى ضرب المفاعل النووي الإيراني، ذلك المفاعل الذي يطل على مياه الخليج العربي، المصدر الرئيسي لمياه الشرب في الكويت، ويبعد بضع عشرات الكيلومترات عن سواحل الكويت.
في السنوات الماضية، وعندما كانت المليشيات العربية أو ما يعرف "بمحور المقاومة"، وهو بالمناسبة تحالف غير رسمي من الجماعات السياسية والعسكرية التي تعارض النفوذ الغربي والاحتلال الصهيوني في منطقة الشرق الأوسط، وتقوده إيران (حماس، حزب الله، الحوثيين، الميليشيات المقاومة الإسلامية في العراق، المليشيات الموالية السورية) تبني وتعزز قدراتها العسكرية، كان عملاء الكيان الصهيوني يرصدون تلك التجهيزات ويجمعون المعلومات الاستخباراتية. وفي السابع من أكتوبر ۲۰۲۳، وبعد عملية "طوفان الأقصى"، وجد ذلك الكيان الصهيوني المحتل الفرصة سانحة لتدمير البنى التحتية وخطوط الإمداد ومخازن السلاح والصواريخ، وصولا إلى تصفية القادة السياسيين والعسكريين، وانتهاك السيادة على الأراضي اللبنانية، وفرض أجندته الخاصة بدعم أمريكي، بعد فشل كل جلسات التفاوض والمبادرات الدولية.
هذا الصراع والتصعيد العسكري غير المتوازن في الاستعدادات والقوى والتفوق الجوي، سيستمر مالم تتدخل أطراف حكيمة أخرى لها ثقلها العالمي لوقف هذه الغطرسة الصهيونية، وكف التصعيد الإيراني، الذي سيجر المنطقة إلى اتون حرب مدمرة، سيتضرر منها دول الخليج العربي، في حال نفذ الكيان الصهيوني تهديده وقصف المفاعل النووي الإيراني، ناهيك عن المعاناة المأساوية القائمة والمستمرة للشعبيين الفلسطيني واللبناني المدنيين العزل الذين يقبعون تحت هيمنة العمليات العسكرية الوحشية.
*** *** ***
أعلم بأن الجهات المختصة منشغلة هذه الأيام لاستقبال موسم الأمطار، ولكننا كمواطنون نحتاج أن نعرف ما هي الاستعدادات في حال ما تم ضرب المفاعل النووي الإيراني؟

د. فوزي سلمان الخواري
alkhawari@gmail.com
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
269.9951
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top