|
|

|
آن الأوان
|
1000مصل في مسجد بلندن عمره 100عام
|
|
|
|
معظم السياح في لندن، الحريصون على أداء صلاة الجمعة؛ لا يعرفون إلا 3 جوامع، مسجد ريجنت بارك، الأشهر والأكبر، ومسجد السفارة القطرية، ومصلى السفارة الكويتية. ولكن هناك عدة مساجد أخرى قد لا يعرفونها، زرت بعضها، وأكثر واحد لفت نظري منها هو مسجد شرق لندن، ضمن مركز لندن الإسلامي، والمشهور مجازاً "مسجد البنغال"، لأنه بني على نفقة الوافدين البنغال في لندن منذ 100 عام. فما قصة هذا المسجدالذي يزيد فيه عدد المصلين في أيام العمل وسط الأسبوع على 1000 مصل؟! تجاوز عمر هذا المسجد 100عام، حيث قام مجموعة من البحَّارة البنغال بإنشاء صندوق لبناء "مسجد لندن" عام 1910م، وكانوا يجمعون من المصلين البنسات البسيطة، وبدأوا بشقة صغيرة، ثم بيت، حتى افتتحوا أول مسجد عام 1941م، وخطب فيه أول جمعة الشيخ حافظ وهبة، السفير السعودي. ضاق المسجد بالمصلين، وتضايق الجيران من الازدحام، فقدمت لهم بلدية لندن قطعة أرض بديلة في منطقة وايتشابل عام 1975م، وبدأوا بجمع التبرعات بالجنيهات البسيطة من العمالة البنغالية، وافتتح المسجد الجديد عام 1985م، بإمامة الشيخ عبدالله بن سبيل. وضاق بهم المسجد مجدداً، فاشتروا الأرض المجاورة لها عام 1999م، ووضع حجر الأساس له عام 2001م بحضور الأمير تشارلز، والأمير محمد الفيصل. وبهمة عالية تم الافتتاح عام 2004م بحضور الشيخ عبدالرحمن السديس، وقدر عدد الحضور للصلاة وراءه 15 ألف شخص. وفي عام 2009م بدأوا التوسعة الثالثة، وتم افتتاحها بحضور كبار الشخصيات، وحضور الأمير تشارلز. وأخيراً تم شراء المعبد اليهودي القابع وسط هذه المباني، وطلبوا ثمنا باهظاً، حتى يتكامل المبنى كمركز إسلامي. يحتوي المركز على مدرسة للبنات، وقاعة رياضية للنساء، ومعرض تعريف بالإسلام، وغيرها من الخدمات. وحصلوا على دعم من السعودية وقطر وبعض المحسنين، ولفت نظري وجود اسم العم عبدالله العلي المطوع رحمه الله ضمن المتبرعين المؤسسين في السبعينات. عندما زرنا المسجد، وصلنا قبل صلاة الظهر بنصف ساعة، وكان الصف الأول قد امتلأ بالمصلين! حضرنا جانبا من لقاء تعريفي بالإسلام لمجموعة انجليزية كنسية، ثم تجولنا في المعرض، وعندما نزلنا للصلاة، لم نجد مكانا إلا في القاعة الثانية من المسجد، حيث تجاوز عدد المصلين الألف! ويعد هذا الرقم خيالياً لمسجد في لندن (ليس في المركز)، وفي صلاة الظهر، ووسط أيام الأسبوع. ويعد هذا البناء خيالياً لجالية في عمومها الأعمال البسيطة، اعتمدت في تبرعاتها على البنسات، ثم الجنيهات القليلة، لكنها "البركة". عموماً .. أدعو السياح لزيارة المراكز الإسلامية في البلاد التي يزورونها، ليرون همة المغتربين، ويدعمونهم معنوياً، وإن حصل مالياً فهو أفضل وإن قل، ففي ذلك الأثر الأكبر في نفوسهم. وأدعوا الله أن يحفظنا من كل سوء.
د.عصام عبداللطيف الفليج
|
|
|
|
|
|
|
|