مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

وســلامتكم

مرافق الدولة بين الاهتمام والإهمال

بدر عبدالله المديرس
2016/07/14   10:05 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



عندما نتحدث عن مرافق الدولة بين الاهتمام والإهمال فإننا لا نعمم وإنما نخصص في القطاعين العام والخاص بين الاهتمام والإهمال ونذكر على سبيل المثال مرافق الدولة الحكومية والتي يحق لنا أن نفخر بها كونها مظهر حضاري وإداري ناجح وهذه من ايجابيات المرافق المميزة وعلى سبيل المثال نذكر الهيئة العامة للمعلومات المدنية ومؤسسة التأمينات الاجتماعية والبنوك ومراكز الخدمة التابعة لوزارة الداخلية .

فالمراجعون لهذه المرافق يجدون الراحة وسهولة تسيير المعاملات وذلك من خلال الالتزام بالدور بالأرقام والجلوس بالكراسي المريحة والبعض من هذه المرافق الحكومية تقدم المياه والمأكولات الخفيفة مثل البسكويت إلى جانب توفير الصحف المحلية للقراءة والانضباط في العمل والتزام الموظفين بالدوام الرسمي بالوصول إلى مركز العمل والمغادرة في انتهاء الدوام وهذا كله يدل على اهتمام المسؤولين ومتابعتهم لسير العمل لذلك لا نجد من يتضرر أو يزعل أو يحتج إلا نادرا وهذا شيء طبيعي يحدث في كل مرافق الدولة وتحل أية مشكلة في حينها إذا وجدت وإلى جانب ذلك الحمامات النظيفة للرجال والنساء والمصليات وإضافة إلى كل ذلك التقيد بمواعيد المراجعين المحددة من الموظفين للمراجعين وكل هذه الأعمال يتحكم فيها الموظف بالتكنولوجيا الحديثة .

وأما المرافق الشبه مهملة فهي واضحة للجميع ونذكر منها على سبيل المثال والتي سبق أن تحدثنا عنها مثل بعض حمامات أماكن العبادة فهي في غاية الوساخة والقذارة مع أن المصلي بعد الوضوء يذهب للصلاة وكذلك الحمامات التي لا توصف من كثرة وساختها وقذارتها بجانب بعض الجمعيات التعاونية مثل عدم وجود أوراق التنشيف ورشاشات المياه الملقاة على الأرض المبللة في المياه في الحمامات .

وأما صناديق القمامة المنتشرة في الأحياء وفي مختلف المناطق وحتى في الشوارع مليانة بالقمامة في صناديق القمامة مكشوفة يتطاير منها الحشرات والجراثيم والمحتويات التي بداخلها بدون غطاء لصندوق القمامة مع أن كل صندوق فيه غطاء ولا يغطى بسبب عدم المراقبة والإهمال نجدها تنقل جراثيمها وحشراتها في الأحياء والشوارع إلى جانب مركبات القمامة التي تنقل القمامة وصناديقها من المنازل والمطاعم وغير ذلك من الجهات التي ترمي القمامات في الخارج ولا رقيب ولا حسيب ولا اهتمام وإنما إهمال واضح .

إلى جانب ذلك هناك الحفريات بالشوارع والتي تترك بدون متابعة ولا مراقبة مثل حفريات حفر المجاري والبالوعات والأرصفة الغير مبلطة وترك مخلفات المباني في بعض المشروعات المختلفة بعدم إزالتها .

وأما الإهمال الذاتي من الناس أنفسهم نذكر على سبيل المثال البصق على أرضية الشوارع والأرصفة والطرقات وإلقاء أعقاب السجائر من بعض السائقين في الشوارع مع أنه توجد في كل سيارة مكان مختص لأعقاب السجاير وإلقاء أوراق الكلينكس بعد استعمالها وكذلك قصاصات الأوراق وعلب المشروبات الغازية الفارغة وفضلات المأكولات وغير ذلك من التصرفات الغير حضارية في بلدنا الكويت من بعض المواطنين والمقيمين .

وقد ذكر لي أحد أصدقائي المراجعين للعلاج في الخارج بأنه كان يجد صعوبة لإنهاء معاملته من كثرة المراجعين وكان كل يوم يأخذ استئذان من عمله لإنهاء المعاملة ولا يستطيع إنهائها لدرجة أن رئيسه في العمل هدده بالخصم من راتبه وأيضا لم يسمح له بالاستئذان إذا تكرر طلبه الاستئذان، وما ذنب هذا المراجع الذي يجب الاهتمام بمثل هذه الحالات ولماذا لا تكون هناك أرقام للمراجعين ليأخذ كل واحد دوره وكذلك تحديد مواعيد للمراجعين مثل مرافق الدولة التي ذكرناها وهذا الأمر لا يتطلب أكثر من الاهتمام بالتنظيم الإداري ليرتاح الموظفون في عملهم ويستطيع المراجع مثل هذا الصديق أن ينهي معاملته في سهولة ويسر .

وكل ما ذكرناه بالتصرف الغير حضاري لا نجده في بعض البلدان التي نزورها لأن هناك قوانين وقرارات تطبق على المخالفين للتقيد بها لأن فيها غرامات مالية يحسبون حسابها ومنع السفر أحيانا إليها في المخالفات الجسيمة وعدم منح فيز الدخول إلى مثل هذه البلدان للذين يخالفون قوانينها وقراراتها ولا يلتزمون بها فلماذا لا نفعل هنا في بلدنا مثلهم وهذه الأمور حق سيادي في أي دولة .

آخر الكلام :

يا صميم الحيـــاة ! كم أنا في الد نيا غريب أشقي بغربة نفسي

بين قوم ، لا يفهمـــــــون أناشيـ ــد فؤادي ، ولا معاني بؤسي

في وجود مكـــــبل بقيـــــــــــود تائه في ظلام شــــــك ونحس

فاحتضني ، وضمني لك - كالمـــا ضي - فهذا الوجود علة يأسي

*

لم أجد في الوجــــــود إلا شقـــــاء سرمديا ، ولـــذة ، مضمحلة

وأماني ، يغرق الدمــــع أحلاهـــا ويفني يم الزمان صداهــــــــا

*

ليتني لم أفد إلى هـــــذه الدنيــــا ولم تسبح الكواكب حـــــــولي

ليتني لم يعانق الفجر أحــــلامي ولم يلثم الضياء جفـــــــــــــوني

ليتني لم أزل - كما كنت - ضوءا شائعا في الوجود ، غير سجين
من ديوان "أبي القاسم الشابي"

وسلامتكم .
بدر عبد الله المديرس
al-modaires@hotmail.com
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
3478.0042
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top