|
|

|
|
الكويتيون بين دموع جابر وصباح
|
|
|
|
في مقال كتب بماء الشعور الانساني الذي هو اثمن من ماء الذهب قارن الزميل وليد الجاسم بين دموع اخر ملوك الاندلس على حكم لم يحفظه كالرجال فبكى كالنساء ، ودموع امير الكويت الشيخ صباح الاحمد التي حفظ بها بلدا واحتوى فيها واحدا من اصعب المواقف.. ورد كيد مريد بشر وفتنة.
ولطالما الحديث عن دموع حفظت بلدا عندما انهمرت بالفطرة الانسانية من عيون الشيخ صباح الاحمد على مواطنيه الذي غدرت بهم يد الارهاب ، فانها دموع تعيد الى الذاكرة دموع اخيه الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد طيب الله ثراه ذرفها مرتين وكلاهما على مواطني بلده .
فلا يغيب عن الذاكرة المشهد المهيب للراحل جابر الاحمد وهو يلقي كلمة الكويت بجلادة وصلابة موقف صاحب الحق ، حتى اذا ما جاء على ذكر الماسي التي تعرض لها الكويتيين على يد الجيش العراقي الغازي فلم يتمالك نفسه وبكى عليهم ليقف العالم بممثليه في قاعة الامم المتحدة والناس من وراء شاشات التلفزة يحيون ذلك الموقف الانساني المهيب.
قبلها ايضا كانت دموع لاخ الشيخ صباح الاحمد الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد حينما ارادت يد الارهاب التي نراها تعود اليوم لتضرب المنطقة اغتياله في اواسط الثمانينيات وتحديدا في اوج الحرب العراقية الايرانية فاصر رحمه الله على الخروج للكويتيين على غير عادته وهو الذي يتقيد الرجال باناقته، فظهر بثوب دون بشت وغترة بلا عقال والجروح تملأ وجهه ليخاطب شعبه وتتشرب كلماته بدموعه على من سقطوا شهداء في موكبه.
فبين دموع جابر الاحمد في الحقبتين ودموع صباح الاحمد بالامس قاسم مشترك هو المواطن الكويتي متى حلت به ملمة انسكب دموعا من عيون حكامه ، لتعلو راية الوطنية على كل راية مذهبية كانت ام طائفية ، فيتكرر الموقف ليضرب الكويتيون اروع امثلة التعاضد وامتزاج الدم في بنك الدم للجرحى كما امتزجت نفس الدماء على أرضهم في وجه الغازي من العراق.
وثمة قاسم مشترك اخر لدموع حكام الكويت في مقدم الشر الى ارضها دائما من ارض العراق تارة بقيادة بعثية وتارة بارض ممزقة حاضنة لكل ما انبت الشيطان من داعش الى باقي ماتديرة الاجهزة الاستخباراتية.
فالعراق الذي كان غازيا للكويت امس صار اليوم منطلقا لاعادة المنطقة الى حقبة الثمانينات وبذات الاسلوب من التفجير في الآمنين المطمئنين في بلدانهم، بل وفي ذات البلدان الكويت والمملكة العربية السعودية ، وكأنما هناك إصرار على إثارة الفتن لم يهدأ منذ الحرب العراقية الايرانية وإن بدلت اليوم جلدها وملابسها ومصدر فتاويها.
فلله در الكويت والكويتيين وحكامهم يتحملون فاتورة صراعات المنطقة ومايحاك لها بجلد وتآلف يطغي في أيام الكرب على كل صوت نشاز في أيام السلم .
العزاء للكويت وذوي الشهداء والثبور لمن وجه وافتى وفجر.. والاوطان ابقى ولله البقاء.
Twitt/inst:@klfdy
|
|
|
|
|
|
|
|