مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

من على الفنه

وتلك هي الحرية..

سعاد أحمد غانم الدبوس
2015/05/14   06:27 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



بينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا تحت شجرة قام على رأْسِه رجل بالسيفِ «فقال: من يمنعُك منِّي؟ قال: (اللهُ) قال: فسقط السيفُ مِن يدِه فأخذ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم السيف فقال له: (من يمنعُك منِّي؟) قال: كُنْ خيرًا منِّي قال: (تشهدُ ألا اله الا اللهُ؟) قال: لا، ولكنْ أُعاهِدُك على ألا أُقاتِلك ولا أكون مع قومٍ يُقاتِلونك قال: فخلى سبيله فجاء الى أصحابِه فقال: جِئْتُكم مِن عندِ خيرِ الناسِ»...هذا الحديث الجميل أخرجه بن حبان في صحيحه ويبرز جمال هذا الحديث في كل كلماته الا ان كلمته صلى الله عليه وسلم للصحابة عن هذا الرجل بأنه خير الناس شدتني جدا وجعلتني دوما أتفكر في هذا الحديث...يا سبحان الله ومن غيرك يا رسول الله يقول هذا الكلام رجل لا يؤمن بك وقد هم بقتلك ثم تقول انه خير الناس.
ان من الآيات الجميلة التي نفتخر بها نحن المسلمين هو قوله تعالى في سورة البقرة «لا اكراه في الدين» نعم لا اكراه في الدين والعقيدة انها حرية الاعتقاد التي يحرص عليها ديننا وكذلك انها قمة الثقة بقوة هذا الدين وجماله فهذا الدين ينشر نفسه من دون اكراه ولا حتى تحت ضغط الحاجة للمال، فالصدقة في شريعتنا تجوز للمحتاج المسلم وغير المسلم.
وصف رسولنا صلى الله عليه وسلم نجاشي الحبشه بأنه ملك لا يظلم عنده أحد ووجّه صحابته للفرار بدينهم والهروب من قمع مشركي مكة وبطشهم فهاجروا الى الحبشة «ان بأرض الحبشةِ ملِكًا لا يُظلمُ أحدٌ عنده، فالْحقوا ببلادِه حتى يجعل اللهُ لكم فرجًا ومخرجًا مما أنتُم فيه» الألباني، السلسلة الصحيحة.
وقد قالت أم سلمة رضي الله عنها «لما نزلنا أرض الحبشة جاورنا بها خير جار النجاشي أمنا على ديننا وعبدنا الله لا نؤذى ولا نسمع شيئا نكرهه».. مسند احمد اسناده صحيح، نعم ذلك هو العدل ألا تُقمع الآراء ولا تُصادر الحريات وينعم الناس بحقوقهم، وقد قال ابن تيمية: ان الله يقيم الدولة العادلة وان كانت كافرة، ولا يقيم الدولة الظالمة وان كانت مسلمة، مجموع الفتاوي ج28، العدل هو أساس الحكم ودوام الملك، والعدل هو المحافظة على كرامة الانسان واعطائه حقوقه.
ان الله عز وجل يأمر بالعدل «ان الله يأْمُرُ بِالْعدْلِ والاحْسانِ وايتاء ذِي الْقُرْبى وينْهى عنِ الْفحْشاء والْمُنكرِ والْبغْيِ».. حرية الانسان هي الميزة التي تميز بها عن سائر المخلوقات..الله عز وجل يريد لهذا الانسان ان يهتدي لفطرة التوحيد بمحض ارادته واختياره وهذا محك الاختبار والابتلاء «وقُلِ الْحقُّ مِن ربِّكُمْ فمن شاء فلْيُؤْمِن ومن شاء فلْيكْفُرْ».
ان الله أرسل الرسل لدعوة الناس الى التوحيد، الى التحرر من أي سلطان الا سلطان الله عز وجل وعبادته وحده، أرسلهم ليقولوا للطغاة المتألِّهون في الأرض كفاكم تألُّهاً قال تعالى: {وهُو الذِي فِي السماء إلهٌ وفِي الأرْضِ إلهٌ} (سورة الزخرف).
أرسل رسولنا صلى الله عليه وسلم جيوشه الى الروم وأكملها من بعده صحابته الى فارس والروم ليحرر الناس من طغيان وتسلط حكامهم وقمعهم للحريات وقد أعلنها رسولنا مدوية من قبل لمشركي العرب فقال «خلوا بيني وبين الناس».. صحيح البخاري، ان تحرير الانسان ليدين لله وحده فلا يخضع لمخلوق ولا يركع لشهوة هي رسالة ديننا العظيم لذلك اختصرها ذلك الصحابي الجليل ربعي بن عامر في اجابته لرستم الفرس حينما سأله: ما جاء بكم؟ فقال له: لقد ابتعثنا اللهُ لنخرج العباد من عبادة العباد الى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان الى عدل الاسلام، ومن ضيق الدنيا الى سعة الدنيا والآخرة.

سعاد أحمد الدبوس
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
1283.9994
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top