مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

صراحة قلم

أمن المعلومات في مهب الريح

حمد سالم المري
2015/04/18   10:46 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



بفضل التطور التكنولوجي أصبحت المعلومات سلعة مهمة جدا لكل دولة تسعى للتطور، ولهذا وضعت الكثير من الدول المتطورة قوانين واجراءات أمنية تحمي معلوماتها من العبث والضياع وجعلتها من مقومات أمنها حالها حال الأمن العسكري والأمن الغذائي والأمن الاقتصادي، ولأهمية المعلومات نشأت بنوك ليس لحفظ الأموال بل لحفظ المعلومات تتعاقد معها الدول لحفظ معلوماتها في اجهزة تكنولوجية وخدمات كمبيوترية متطورة تسمح لهذه الدول باسترجاع معلوماتها من خلال كبسة زر ولو كانت تبعد هذه الأجهزة آلاف الكيلومترات عنها، والتي تسمى في اللغة التكنولوجية (Backups) أي نسخ احتياطية، والذي دفعني لكتابة هذه المقدمة ما قاله أحد الاصدقاء الخليجيين لي عندما زار دولتنا الحبيبة الاسبوع الماضي ووجد اجراءات دخول المطار بدائية تعتمد على الكشوف الورقية بعد أن تعطلت اجهزة وزارة الداخلية إثر الحريق الذي شب في مركز نظم المعلومات، فقد كانت نبرة صوت صديقي وهو يحدثني عن ما شاهده في المطار من اجراءات بدائية نبرة حزينة لما آلت إليه الأوضاع في الكويت بعد أن كان يشاهدها قديما متطورة جدا عن بلاده ويتمنى أن تصبح بلاده مثلها كونها سباقة في استخدام التطور الإداري والمؤسسي والتكنولوجي، فهي أول دولة خليجية انشأت برلماناً وفصلت السلطات عن بعضها ووضعت لها قوانين وأنظمة تنظم سير أعمالها، وقد آلمني كلامه كونه صادقا ولم استطع أن أدافع أو أبرر له ما شاهده من تدهور وليس توقفاً للنمو والتطور على جميع المستويات، فقد عم الفساد أرجاء الغالبية العظمى من مؤسسات الدولة حتى المؤسسات التي كانت ناجحة إداريا ومتطورة تكنولوجيا عمها الفساد بسبب تعيينات القياديين فيها التي دائما تكون وفق المحسوبية والترضيات السياسية وليس حسب الكفاءة، وللأسف فبدلا من سعي الحكومة لإصلاح الأوضاع ومحاسبة المتسبب في هذا الفساد مهما كان مركزه نجدها تكافئهم وتصر على ابقاء الفساد أو التستر عليه، فمنذ متى والمهمل يشكر على إهماله؟! ومنذ متى المسؤول لا يحاسب عن معلومات أهم قطاع حكومي في البلاد وهو القطاع الأمني (مركز نظم المعلومات لوزارة الداخلية) لعدم وجود نسخ احتياطية محفوظة في أماكن أخرى تستطيع وزارة الداخلية الوصول إليها بسهولة حتى لو تعطلت انظمتها الرئيسية في مبنى مركز نظم المعلومات؟ فللأسف وزارة الداخلية بدلا من محاسبة المقصر في هذا الإجراء الذي يعتبر من المسلمات نجدها تقدم شكرها لمسؤولي مركز نظم المعلومات على قدرتهم في استرجاع المعلومات وتشغيل الاجهزة بعد مضي أكثر من اسبوع واجهزة وزارة الداخلية مشلولة تماما.
فيا وزير الداخلية هل تعلم أن المواطن العادي لديه نسخ احتياطية لمعلوماته المخزنة في هاتفه الذكي محفوظة في خوادم عالمية يستطيع أن يسترجع هذه المعلومات بكبسة زر وهو جالس يشرب قهوته الصباحية ؟! وهل تعلم أن جميع دول العالم المتطورة لا تتوقف عندها الاجهزة ولا تضيع معلوماتها حتى لو تعرضت لهجمات ارهابية أو تعرضت اجهزتها للحرق؟! لأنها عملت احتياطاتها لمثل هذه الحوادث من خلال تخزين معلوماتها في أكثر من مكان داخل بلدانها وخارج بلدانها في بنوك مخصصة لحفظ المعلومات؟! فهذا الحادث كشف مدى هشاشة وضعف أمن المعلومات لدى الحكومة خاصة أن هناك وزارات كثر حالها حال وزارة الداخلية في عدم وجود خطة طوارئ وحفظ للمعلومات.
أهمس في أذن صديقي الخليجي بأن الكويت كانت درة الخليج وسوف ترجع إن شاء الله تعالى درة الخليج مرة أخرى ولكن بعد أن تتغير مفاهيم كل من الحكومة ومجلس الأمة وينظرون إلى كراسيهم بأنها تكليف وليس تشريفاً وفرصة لتحقيق المصالح الشخصية والحزبية والطائفية وليس سلعة للمساومات السياسية.

حمد سالم المري
hmrri@alwatan.com
@AL_sahafi1
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
419.011
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top