مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

صراحة قلم

أوباما شرطي طهران في المنطقة!

حمد سالم المري
2015/04/11   08:20 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



لم استغرب تصريح الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي نشر في صحيفة نيويورك تايمز والذي ألقى فيه باللائمة بتهديد المنطقة على الدول العربية ومصدرا صكا يبرئ ايران من هذا التهديد والتوتر، فقد كتبت عدة مقالات في السنوات السابقة تتحدث عن التقارب الأمريكي الايراني ليست في ولاية أوباما بل في ولايات الرؤساء السابقين بدءا من الرئيس الأمريكي بيل كلنتون مرورا بالرئيس بوش الابن ثم ولاية باراك أوباما، فرغم العداء الاعلامي بين الطرفين وتسمية طهران لأمريكا بالشيطان الأكبر واطلاق الرئيس الأمريكي بوش الابن على ايران وصف محور الشر الا ان السياستين الأمريكية والايرانية كانتا تتقاطعان مصالحهما كثيرا، فالرئيس كلينتون كان متصلا بطهران عندما كان يرعى مفاوضات أوسلو بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية التي توصل من خلالها الى توقيع اتفاقية أوسلو المعترفة بالحكومة الفلسطينية على اريحا وغزة، كما ان بوش كان متصلا سياسيا مع طهران في حربه ضد العراق ليس من أجل تحييد طهران بل من أجل اعطائها العراق على طبق من ذهب لتحقيق المصالح الأمريكية في المنطقة، أما أوباما فهو الرئيس الوحيد الذي أعلنها اعلاميا بتقربه من ايران من خلال تحميل الدول العربية ما يحدث من مشاكل وصراعات في المنطقة، وما زالت ايران هي اليد التي تحركها امريكا سواء في العراق أو سورية أو اليمن، ورغم ذلك فهو يسعى اعلاميا وسياسيا لتبرئتها من هذه المشاكل، فالرئيس أوباما يقول «ان التهديد الأكبر لحلفائنا السنة العرب يأتي من داخل دولهم أكثر مما يأتي من ايران» مشيراً الى «السخط داخل بلادهم بما في ذلك سخط الشباب الغاضبين والعاطلين والاحساس بعدم وجود مخرج سياسي لمظاليمهم» وأضاف أوباما في حواره مع الصحيفة ان «هناك رغبة كبيرة في ان تذهب الولايات المتحدة الى سورية وتفعل شيئا ما. ولكن السؤال هو لماذا لا يمكن ان يكون لدينا عرب يقاتلون ضد الانتهاكات الفظيعة التي ارتكبت في سورية ضد حقوق الانسان أو يقاتلون ضد ما قام به الأسد؟» وللرد على هذا الكلام المفضوح اعلاميا وسياسيا نبين بعض الحقائق، فالمتابع للأحداث الجارية في المنطقة سواء الصراع في سورية أو العراق أو اليمن يرى بوضوح تدخل طهران السافر في هذا الصراع سواء بتزويد جماعات معينة بالسلاح والعتاد والمعلومات الاستخباراتية أو بارسال قواتها والعناصر التابعة لها مثل حزب الله الذراع العسكرية لها في المنطقة بينما نجد الدول العربية منشغلة بملاحقة الارهابين المنتمين لتنظيم داعش، كما ان داعش قد ظهر على حقيقته المتمثلة في أنه تنظيم تكفيري مدعوم من الاستخبارات الأمريكية وعناصر حزب البعث العراقي البائد، بدليل قوة هذا التنظيم عسكريا واستخباراتيا ومحاربته للجيش السوري الحر وباقي فصائل المقاومة العسكرية السورية وعدم اشتباكه مع القوات السورية النظامية، كما حدث في حمص ويحدث حاليا في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سورية، وأيضا من ينظر الى هذا التنظيم الارهابي يجد عناصره وقادته مدربين تدريبا عسكريا متطورا ولهم خبرة كبيرة في القتال المنظم، وهذا يصعب على شباب متحمس لدينه انجرف وراء افكار التكفيريين كون الغالبية العظمى منهم ليسوا عسكريين ولا يفقهون في القتال الا حمل السلاح الخفيف واطلاق النار فقط، فهل يعقل ان يسيطروا على مناطق شاسعة في العراق وسورية ويدحرون قوات عسكرية نظامية تمتلك أسلحة متطورة؟! وكذلك أيضا لم نسمع أو نشاهد تنظيم داعش يقاتل ايران التي تخالف عقائدياً منهج وفكر التنظيم، بل لم نسمع باستهداف القيادات الايرانية العسكرية في العراق أو سورية من قبل العمليات الارهابية التي يقوم بها التنظيم بل كافة عملياته الارهابية ضد المقاومة السورية وداخل المناطق السورية وفي العراق، وفي اليمن نجد التدخل السافر لطهران من خلال دعمها للحوثيين وتحالفها مع علي عبدالله صالح وبسببه قامت قوات التحالف العربية بقيادة السعودية بشن حرب جوية «عاصفة الحزم» لردع هذا التنظيم الارهابي من التوسع ولكسر الحصار الايراني الذي كانت ايران تسعى لتحقيقه على دول الخليج العربية بمباركة ضمنية من الولايات المتحدة الأمريكية، أما تساؤل أوباما عن عدم وجود قوات عربية في سورية لقتال نظام بشار الأسد فاننا نذكره بأن العرب كانوا على استعداد للتدخل عسكريا في سورية ولكنهم بعدما شاهدوا السياسة الأمريكية تجاه سورية المتمثلة في المماطلة لابقاء الحرب أطول وقت ممكن من أجل مصالحها القومية لم تتدخل هذه الدول، والدليل على ذلك عندما تحالفت الدول العربية مع القوات الجوية الدولية بقيادة أمريكا لم تجد أي جدية في الطلعات الجوية، بل ان بعض هذه الطلعات كانت ترمي بأسلحة على داعش بعذر أنها رميت بالخطأ، وأخيرا نذكر أوباما ان ايران التي تتغزل بها وتحاول تبرئتها والقاء اللوم على الدول العربية هي دولة تقمع الحريات، ففي طهران لا توجد مساجد للسنة على الرغم من وجود أكثر من مليوني سني يعيشون فيها، واقليم الأحواز يعاني الفقر والاضطهاد بسبب اصوله العربية، وقنوات التواصل الاجتماعي ممنوع استخدامها في ايران، وما يقارب ثلثي شعبها يعيش تحت خط الفقر، واقليم بلوشستان مضطهد ويئن من وطأة الفقر، وقد نشبت في ايران الكثير من احداث الشغب وقتل فيها الكثير من الشباب الايراني المضطهد، فلماذا لا يقول اوباما عنها مثل ما قال عن الدول العربية خاصة دول الخليج العربية التي يعيش فيها شبابها حياة هنيئة وحرية في ابداء الرأي والدخول الى مواقع التواصل الاجتماعي؟ الجواب، ان التاريخ يشهد بدخول الصليبيين في قتال مع العرب ولم يخوضوا أي قتال مع الفرس!

حمد سالم المري
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
491.0058
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top