فنون  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

ملتقى «سين» عرضه في رابطة الأدباء الكويتية

الفيلم المكسيكي Innocent Voices.. دهشة الروح.. الحياة مقابل الموت

2015/04/06   06:53 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
الفيلم المكسيكي Innocent Voices.. دهشة الروح.. الحياة مقابل الموت



قصة حقيقية حدثت ابان الحرب الأهلية في المكسيك.. كم تشبه حالة العرب اليوم

واقعية فنية شديدة الحساسية تحمل شحنات عاطفية وشعورية متواترة بكاميرا تكثف الصورة


كتبت ليلى أحمد:

كان مساء عرض الفيلم المكسيكي Innocent Voices للمخرج Luis Mandoki مفعما بالمشاعر، وهو ضمن ما يقدمه أسبوعيا ملتقى «سين» السينمائي في رابطة الادباء الكويتية.
يتحدث الفيلم عن قصة حياة طفل عانى وعائلته ومجموعة من العائلات المكسيكية ويلات الحرب الأهلية ومواجهة جيش الدكتاتور سلفادور بثورة يقودها ثوار الشعب المكسيكي.
لا يهم ان كنت ستتعاطف مع أي من الجانبين، لأن المخرج لم يرد ذلك، بل أراد ان نركز كمشاهدين على بشاعة الحروب والقتل والدمار والتشريد في ظل مجتمع يعيش أغلب سكانه في بيوت من صفيح.
أراد المخرج ان يقول لا للحرب من خلال حياة الطفل وما مر بها من آلام لا يستحقها بسطاء الناس الذين غالبا ما يكونون حطبا يشعل به نار يحددها آخرون.
يحدث اننا لا نعرف عن صناعة السينما في دول كبيرة وكثيرة كما المكسيك، ذلك لان «مرافقنا» السينمائية تحدد ذائقتك بالأفلام الأمريكية غالبا والهندية، بينما تضيع من محبي السينما ثروة سينمائية هائلة لا يستطيعون الوصول اليها.. حسنا ماذا عن السينما المكسيكية غير المعلن عنها وغير المعرف بها؟.

ظلموه

لاعترف قبلا.. أن الكتابة السريعة عن فيلم عميق ك Innocent Voices به الكثير من الظلم له، فهو يحتاج الى مشاهدة أكثر من مرة لنمسك بعناصره السينمائية بعد ذهاب حالة الابهارالأولى كمشاهدين.
ولأن نشاطات ملتقى «سين» لا تتوقف، فتأخير النشر يعني تراكم العروض من دون ان نوفيها حقها في المتابعة والكتابة، لهذه الأعمال المختارة والعظيمة والتي تشكل مفصلا مهما في تاريخ السينما.
بكاميرا لم تفقد حيادها بين عصف الحروب والعنف الشديد وبهجة طفل في الحادية عشرة، ضاحك ولاعب بأي شيء أمامه حتى لو كان حلمه في ان يكون سائقا فيقود بيديه مقود سيارة وهميا ويصدرصوت محركها.. وينطلق في الشوارع وفوق أسطح بيوت الصفيح - في لقطات الختام- كدلالة الى استمرار الحلم.

الخلاص

والد عائلة الطفل تركهم ليهاجر الى أمريكا حاملا أنانيته وخلاصه الفردي مخلفا وراءه زوجة مكلومة وثلاثة أطفال أكبرهم بطل قصتنا «كارلوس باديلا» في الحادية عشرة من عمره، يعيش مع والدته الخياطة في بيت صفيح متواضع تدفع الأم كل طاقاتها الشعورية وبأقصى درجات خوفها ومحبتها وذعرها من فقدان أحد من أطفالها الذين يواجهون القصف والرصاص بالاختباء تحت السرير، انها الروح وقوة الوجود مقابل الموت.
هذا الطفل سيطلب للتجنيد حين يبلغ الثانية عشرة من العمر ليتعلم أبجديات القتل لشعبه، ويتعرض للتنكيل وفي يوم يقرر الجيش تنفيذ حكم الاعدام فيه مع اثنين من رفاقه، ويطلق الجندي الرصاص على رأس الطفلين ويراهما يسقطان أمامه وحين يأتي دوره لاعدامه، يطلق الثوار الرصاص فيهرب الطفل راكضا في الغابة فيرى جنديا يسقط برصاص الثوار، فيأخذ سلاحه ليوجهه لأحد عناصر الجيش.. وجهه الطفولي مفعم بالرعب والألم، فالقتل ليست سمة الفطرة النقية وأعلى تجلياتها الأطفال الأبرياء، وحين كاد ان يشد زناد البندقية ليقتله رأى ان من سيقتله هو جاره ورفيق مدرسته فأسقط سلاحه من يديه وهرب.. .كم هو مرعب ان يعيش الأطفال هذا الواقع المرير.

عناصر

واقعية فنية شديدة الحساسية لفيلم يحمل شحنات عاطفية وشعورية متواترة، بكاميرا تكثف الصورة ولا تزيد عن الواقع بشيء، لقطات سريعة أو عادية من دون استخدام «سلو موشن» لأنه فيلم حرب يريد ان يحصل على تضامنك لتكره الحروب التي يذهب ضحيتها عوام الناس.. فهذا الواقع ليس افتراضيا وانما قد يصبح لنا ذات نهار حزين.
أكثر من زاوية وكادر يتجاوز الأطر التقليدية في واقع ملتهب وبسرعة ايقاع متوازن، موسيقى أغنيات تصدر من راديو الطفل أو أخرى، وهمهمات السكان الفقراء وأصواتهم، أداء تمثيلي عبقري للطفل «كارلوس باديلا» ولوالدته ليونور فاريلا ذات شحنات المشاعر العالية.انها قضية الدفاع عن الوجود، هي الحياة ضد الموت.

أهم من الكل

لعل من الذكاء الشديد اختيار ملتقى «سين» السينمائي هذا الفيلم لعرضه في رابطة الأدباء التي خصص لهم أمينها العام طلال الرميضي مكانا للتجلي لملتقى سينمائي ناهض يختار أروع الأفلام ما يشكل ثقافة وثراء لأعضائه ومن يحضر عروضهم ونقاشاتهم.
الفيلم - وان كان مكسيكيا - فلغته السينمائية عالمية، فهذا الرعب.. رعب الحروب والتشرد تعيشه منطقتنا العربية، في حروب أهلية يقودها الغير على أرضنا اليتيمة، وضحاياه شعب لا يملك من مقومات الحياة الكريمة أصلا، يحدث ذلك في العراق وسورية واليمن وليبيا ويبدو ان الحبل على الجرار.
هذا الفيلم الجميل لو يعرض في المؤتمرات الاقتصادية التي تجمع المال للاجئين العرب فسيكون أكثر فاعلية من كل الخطابات الرسمية الباردة التي لا تصل لوجدان الشعوب.. شكرا «سين».. شكرا رابطة الأدباء.

جوائز
< فيلم: Innocent Voices.
< اخراج: Luis Mandoki.. وأيضا شارك في كتابة الفيلم.
< قصة وسيناريو أوسكار أورلاندو توريس.
< تمثيل: كارلوس باديلا، ليونور فاريلا، زانا بريموس.
< فاز ب 13 جائزة منها «أريل» الفضية أفضل ممثلة مساعدة، أفضل مكياج، أفضل مؤثرات خاصة لعام 2005، جائزة الدب الكريستال لأفضل فيلم روائي طويل في مهرجان برلين السينمائي الدولي 2005، جائزة القلب الكريستال من مهرجان هارتلاند 2005، جائزة حرية التعبير من المجلس الوطني للاستعراض الأمريكي 2005، أفضل فيلم أجنبي من جمعية نقاد سان ديجو السينمائيو 2005، جائزة اختيار الجمهور من مهرجان باربرا السينمائي الدولي 2005، جائزة ابرة الفضاء الذهبية لأفضل فيلم من مهرجان سياتل السينمائي الدولي 2005، جائزة الجمهور لأفضل فيلم من مهرجان ترومسو السينمائي الدولي 2005.
< رشح ل 10 جوائز منها جائزة أريل الذهبية المكسيكية لأفضل مخرج، أفضل ممثلة، أفضل تصوير لعام 2005، جائزة أريل لأفضل مونتاج، أفضل صوت، أفضل اخراج فني، أفضل فيلم في مهرجان بانكوك السينمائي 2005، جائزة حقوق الانسان من جمعية السينمائيين السياسية الأمريكية 2005.


التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
80.0073
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top