مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

«رسالة من مكروب»

سالم بن سعد الطويل
2015/01/11   09:41 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان الا على الظالمين، أما بعد: فلقد وصلتني رسالة من الولايات المتحدة الأمريكية من أخ يشتكي من تصرفات زوج ابنته وآخرين يسعون الى تشتيت أسرته وتخبيب زوجته عليه، وهذا نصها:
هل من مسلم يحتسب الأجر ويبلغ سؤالي للعلماء؟
اخواني المسلمين في بلاد الحرمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من الله تعالى ان يوفق واحداً منكم- يحتسب الأجر- ويعرض سؤالي على أحد علماء أهل السنة، ويسجل الاجابة صوتياً مع ذكر التاريخ، وسأكون أنا وأسرتي- على وجه الخصوص- والجالية المسلمة في الولايات المتحدة الأمريكية- على وجه العموم- له من الشاكرين، وجزاكم الله خيراً.
نص السؤال:
فضيلة الشيخ، أحسن الله اليك.
السلام عليكم الله وبركاته،،،،
أما بعد: فأني رجل مسلم أمريكي قد قاربت الستين من عمري، وأعمل داعياً الى الله تعالى وموجهاً دينياً في أحد السجون الأمريكية، ومتزوج منذ أكثر من خمس وثلاثين سنة، وعندي خمس بنات تتراوح أعمارهن من 21 الى 35 سنة، وبنتان منهن من حفظة كتاب الله تعالى- ولله الحمد والمنة-، وهما في العشرينيات من أعمارهما، ولقد لاحظت في الآونة الأخيرة تأثر زوجتي وهاتين البنتين بمنهج- أظنه- والله أعلم- حسب فهمي ليس من الاسلام في شيء، بل هو دخيل على المنهج السلفي، باسم المنهج الواضح، وهو الالزام بالتبديع، والتحذير من بعض المشايخ السلفيين من أهل السنة من الذين ما عرفنا عنهم الا خيراً، فهم دعاة للتوحيد والسنة بفهم سلف الأمة.
ولقد تأثر زوج احدى بناتي بهذا المنهج، فغير على ابنتي وهجرني، وأمر ابنتي بمقاطعتي تماماً، وأمرها ألا تصاحبني في الدنيا معروفاً، مع أني مسلم سني ادعو الى الله تعالى.
ثم تطور الأمر فغَرَّر بعض الدعاة ممن ينتهجون هذا النهج ببناتي وخببوا على زوجتي، وتعصبوا لأحد المشايخ في المملكة العربية السعودية ولهم صلة به، عن طريق بعض الأشخاص منهم (أحمد ب.) في مكة، والثاني (أسامة ع.) في المدينة، والثالث والرابع (محمد.ع) و(أحمد.س) في الكويت وغيرهم، قلدوهم التقليد الأعمى، وتعصبوا ذلك التعصب المذموم الذي طالما نبذه وحذر منه علماء أهل السنة، وللأسف استطاعوا اقناع زوجتي وبناتي بأن يطلبن مني توضيح منهجي، وتحديد موقفي وذلك بتبديع أو التحذير أو الطعن ببعض المشايخ، كالشيخ (فلاح.م) والشيخ (ابراهيم.ر) وغيرهما.
فرفضت ذلك تماما، وبينت لهن ان الكلام في أهل العلم بهذه الطريقة لا يجوز، وليس هذا مما تعلمناه منذ سنين وعرفناه من دين الله تبارك وتعالى وليس هذا من المنهج السلفي، وأن هذا المنهج بلا شك دخيل على الدعوة السلفية، وهو أمر خطير للغاية، فأقل ما فيه أنه غيبة لهؤلاء المشايخ، وهذه والله كبيرة من الكبائر.
ففوجئت بأن بعض الناس طلب من زوجتي وبناتي تبديعي وهجري- والله المستعان- وذلك بسبب رفضي سلوك منهجهم.
فخرجن من بيتي- وأنا في ساعات العمل- دون اذني، لا بل ومن غير اخباري الى أين سيذهبن وعند من سيلبثن وينمن، فبحثت عنهن طوال الليل حتى وجدتهن وأرجعتهن الى بيتي.
وفي اليوم التالي، تصرفن التصرف نفسه، فبعد انتهائي من العمل، أمضيت ليلتي تلك في البحث عنهن حتى وجدتهن وأرجعتهن بيتي مرة أخرى، وبقين في البيت على مضض، حتى ان احدى بناتي- للأسف- كتبت بياناً تبدي فيه أسفها وعدم رضاها عن موقفي منها.
ثم طلب مني أحد دعاة هذا المنهج الغريب وهذه الطريقة الدخيلة- والمحسوبة كذبا وزورا على المنهج السلفي- ان أجلس اليه لمناصحتي ومحاسبتي وتبيين الحق والمنهج الواضح لي- كما يطلقون هم أنفسهم عليه- ان كنت أريد بقاء زوجتي وبناتي في بيتي، علما بأن هذا الأخ في سن بناتي.والله المستعان.
وأنا حالياً أعيش في قلق دائم، فقد تغيرت على زوجتي، ومهدد بفقد بناتي، وقاطعتني ابنتي المتزوجة، حتى أنها وضعت طفلاً ورفضت ان أراه بحجة أنني مبتدع.
يا فضيلة الشيخ: ما نصيحتك لي ولزوجتي ولبناتي وللدعاة والاخوة الذين يسلكون هذا المنهج؟ وهل يجوز لهم ما يفعلونه مع زوجتي وبناتي؟ وهل حقاً هذا من منهج السلف؟ وهل يجوز تخبيب المرأة على زوجها، اذا لم يبدع أو يحذر من مشايخ بعينهم؟ وأكرر شيخنا المفضال أننا- والله المستعان- في الولايات المتحدة الأمريكية، في بلاد تحيط بنا الفتن، وأحوج ما نكون محتاجين اليه ان تكون أسرنا تحت أعيننا لاسيما البنات.
اللهم اني مظلوم فانتصر، ربِّ انِي قد مَسَنِي الضُر في أهلي وأنت أرحم الراحمين، اللهم احفظ لي زوجتي وبناتي، اللهم ادفع عني كل من أراد تشتيت أسرتي، اللهم اكفينهم بما شئت، انك يا ربنا على كل شيء قدير.
أخوكم في الله (فلان بن فلان) من الولايات المتحدة الأمريكية.
انتهت رسالته مع تصرف يسير.
قلت: الله المستعان وحسبنا الله ونعم الوكيل {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)} [المطففين]، هذا مصداق ما ذكرته في مقالات سابقة بأن هؤلاء أكثر نشاطهم في بلاد الغرب لعدم وجود العلماء وقلة طلب العلم، وكثرة الجهل، فينشطون بين الأمريكان والأوروبيين.
لكن السؤال: ألا يخشى هؤلاء من انتقام الله تعالى منهم؟ ألا يخشى هؤلاء من دعوة مظلوم ليس بينها وبين الله حجاب؟ هل هذه الأفعال تقربهم الى الله تعالى؟ ما لهم وللناس لماذا لا يعتنون بخاصة أنفسهم، ويدعون الناس ويكفون شرهم عنهم؟ ونصيحتي لهذا الرجل بالصبر على هذا البلاء، ويتوجه الى الله تعالى بالدعاء ولا يستهين به، فأثره عظيم، وليبشر بالخير، والعاقبة للمتقين.
ولعل بعد نشر قصتك هذه تجعل كل من قرأها يدعو الله تعالى على هذه الفئة الغريبة، وأن يكفي المسلمين شرهم، ويدعو الله لك ولأمثالك من المظلومين ان يرفع عنكم البلاء ويجمع شملكم.
وبهذه المناسبة أذكر لك ولغيرك حديثاً فيه من الاستئناس ما فيه.
فقد روى الحاكم في «المستدرك»: (7302) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ان رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَكَا الَيْهِ جَارَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ان جَارِي يُؤْذِينِي.فَقَالَ: «أَخْرِجْ مَتَاعَكَ فَضَعْهُ عَلَى الطَّرِيقِ» فَأَخْرَجَ مَتَاعَهُ فَوَضَعَهُ عَلَى الطَّرِيقِ فَجَعَلَ كُلُّ مَنْ مَرَّ عَلَيْهِ قَالَ: مَا شأنكَ؟ قَالَ: انِّي شَكَوْتُ جَارِي الَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَنِي ان أُخْرِجَ مَتَاعِي فَأَضَعَهُ عَلَى الطَّرِيقِ فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: اللَّهُمَّ الْعَنْهُ اللَّهُمَّ اخْزِهِ، قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ الرَّجُلَ فَأَتَاهُ فَقَالَ: ارْجِعْ فَوَاللَّهِ لَا أُؤْذِيكَ أَبَدًا.«هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ»، وَلَهُ شَاهِدٌ آخَرُ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وسكت عنه الذهبي في التلخيص.
ذكر الألباني في «صحيح الترغيب والترهيب» برقم (2558) وقال: (صحيح لغيره) عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو جاره، قال: اطرح متاعك على طريق، فطرحه فجعل الناس يمرون عليه ويلعنونه، فجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله لقيت من الناس.
قال: وما لقيت منهم؟ قال: يلعنونني.
قال: قد لعنك الله قبل الناس.
فقال: اني لا أعود.
فجاء الذي شكاه الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ارفع متاعك فقد كفيت.
رواه الطبراني والبزار باسناد حسن بنحوه، الا أنه قال: ضع متاعك على الطريق أو على ظهر الطريق، فوضعه، فكان كل من مر به قال: ما شأنك؟ قال: جاري يؤذيني.
قال: فيدعو عليه، فجاء جاره فقال: رد متاعك فاني لا أؤذيك أبدا.
والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

سالم بن سعد الطويل
www.saltaweel.com
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 
مقالات ذات صلة بالكاتب


هل للسلفيين قيادة مركزية وتنظيم عالمي؟
سالم بن سعد الطويل  14/12/2014 09:39:56 م


{وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}
سالم بن سعد الطويل  09/12/2014 11:10:45 م


رسالة لم يحملها البريد إلى إخواني السلفيين في روسيا
سالم بن سعد الطويل  30/11/2014 10:05:18 م


ينتقدون وينكرون التحزب والحزبية وهم متحزبون!!
سالم بن سعد الطويل  09/11/2014 09:44:42 م


.. وأيضاً رسالة لم يحملها البريد الى الشيخ محمد بن هادي شافاه الله وعافاه
سالم بن سعد الطويل  02/11/2014 09:39:50 م


(رسالة لم يحملها البريد إلى الشيخ محمد بن هادي حفظه الله تعالى)
سالم بن سعد الطويل  26/10/2014 09:13:34 م


رسالة لم يحملها البريد إلى أخي الكبير أبي يوسف حفظه الله تعالى
سالم بن سعد الطويل  19/10/2014 10:40:19 م


الغضب والانتقام لغير الملك العلام
سالم بن سعد الطويل  12/10/2014 09:59:24 م


على ماذا اتفقت الرسل؟
سالم بن سعد الطويل  28/09/2014 11:33:37 م


أخي الدكتور فواز العوضي حفظك الله تعالى إني سائلك ومشدد عليك بالمسألة (2-2)
سالم بن سعد الطويل  21/09/2014 10:32:36 م

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
279.0111
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top