مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

من الاثنين للاثنين

المريض غالباً على حق

د.خالد أحمد الصالح
2014/12/21   09:25 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

حين يثور مريض أو يخرج عن طوره فعادة وراء تلك الثورة نظام سيئ


بعد أكثر من ثلاثين عاما في مجال خدمة المرضى أستطيع ان أقول بثقة إنه لا يوجد مريض مفتعل للمشاكل الا نوادر لا يبنى عليها رأي ولا يشرع لها نظام.
المريض محتاج والمحتاج ضعيف مهما كان عظيما أو كبيرا، ضعيف أمام كلمة طيبة وقول جميل.
يوجد عاملون صحيون غير متفهمين أو غير مهتمين أو غير مدربين، يوجد نظام غير مريح أو غير عملي أو حتى مضر، لكن لا يوجد مريض متعب، حين يثور مريض أو يخرج عن طوره فعادة وراء تلك الثورة نظام سيئ لم يلبِ حاجة المريض، ولم يراعِ حاجته فتولد عنده ضيق انعكس على أسلوب معاملته للطبيب.
العملية الصحية ثالوث متكامل مبني على العامل البشري المهني وعلى النظام وعلى المريض.
أضعف حلقات هذا المثلث هو المريض كما ان أقوى حلقاته هو المريض أيضا، هو صاحب الحاجة وهو الهدف الأساسي من أي استراتيجية صحية، ان أي مسؤول صحي مهما علت رتبته لا يؤمن بمبدأ حق المريض وحاجته لا يستحق ان يكون جزءاً من مثلث الصحة.
بعض المرضى اليوم يأتون منفعلين، وقد تكرر للأسف مسلسل الاعتداء على الأطباء وغيرهم من العاملين في خدمة المرضى، لا يوجد سبب مهما كان يبرر الاعتداء على الأطباء وغيرهم من المعاونين الصحيين، لكن هل نستطيع ان نخرج هذا الاعتداء عن الجو العام الذي يعيش فيه المعتدي؟ بالطبع لا، فحتى القضاة حين يحكمون ينظرون الى ملابسات الواقعة والى الدوافع حتى يكون الحكم صادرا وفق قواعد العدالة.
المريض يتألم وأقاربه يتألمون معه يلجؤون الى الطبيب، الى من بيدهم الراحة، أحياناً كثيرة يجدون من يأخذ بيدهم بسهولة ويسر، ويلتقون بطبيب مبتسم يصف لهم الدواء ويرشدهم للعلاج، يخرج المريض وقد زالت علته قبل ان يتناول داوءه، فلا تسمع منه الا كلمات الحب والثناء.
وأحيانا يُقبل المريض ومعه علّته فلا يستقبله أحد ولا يرشده انسان فيتوه وهو حامل علته، ويستمر في الدوران حول نفسه حتى يصل الى الطبيب، في نهاية المطاف قد يجد طبيبا انسانا يغسل كل همومه السابقة، ويتفهم أسباب ضيقه فيذهب الضيق ويعود المريض الى انسانيته، ولكن أحيانا أيضا قد يجد طبيبا أو ممرضا لا يتفهم معاناته ولا يستمع له، عندها يحدث الخلاف، الخلاف الذي قد يفاجئ الطبيب أو لا يتوقعه وقد يتطور الأمر الى ما لا تحمد عقباه.
لدينا في الكويت بنية صحية راقية، وليس لدينا نظام صحي مريح، لدينا قوانين تخشى الفصل التعسفي فتشجع عدم العمل، قوانين تقدم مصلحة الكسالى على مصلحة المريض.
لدينا أيضا نظام يعتمد على الطبيب أو الممرض أو المعاون الصحي لحل مشاكل المرضى، ولا يوجد جهاز أو نظام مساعد يريح المرضى الى ان يصلوا الى الطبيب.
تلفونات لا ترد وتقارير لا تُطبع واستقبال لم يتم تدريبهم، هذا اذا توفروا، ومواقف للسيارات غير مؤمنة، وعلامات ارشادية غير واضحة، وقاعات مزدحمة، ومواعيد بعيدة، ووسائط في الدخول، ووسائط في غرف المرضى وفوق كل هذا لا توجد أماكن للحديث مع المرضى أو اعطائه فسحة للاجابة على أسئلته، كيف لا يغضب المرضى!
العملية الصحية ليست مسؤولية الصحة فقط فهناك قوانين ديوان الموظفين وهناك ضغوط مجلس الأمة وغيرهم من أصحاب النفوذ والمصالح، وهناك قوانين لا تعرف قيمة الصحة فتحكم ضد الصحة.
في النهاية تبقى الحقيقة ان المريض صاحب حاجة، وأن مشاكل الصحة في زوايا كثيرة لدى كل الجهاز الحكومي والتشريعي والقضائي، ويبقى المريض في الغالب على حق.

د. خالد أحمد الصالح
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
1078.0175
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top