الثلاثاء
14/04/1447 هـ
الموافق
07/10/2025 م
الساعة
06:13
إجعل kuwait.tt صفحتك الرئيسية
توقيت الصلاة
الظهر 11:36
الصفحة الرئيسية
إغـلاق الوطـن
محــليــات
مجلس الأمة
الجيل الجديد
أخبار مصر
أمن ومحاكم
الاقتصاد
خارجيات
الرياضة
مقالات
فنون
المرأة
منوعات
الوفيات
اتصل بنا
مقالات
A
A
A
A
A
http://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx?id=402451&yearquarter=20144&utm_source=website_desktop&utm_medium=copy&utm_campaign=articleshare
X
أجراس انتحار زينب المهدي
فهمي هويدي
2014/11/25
11:29 م
شكرا لتصويت
التقيم
التقيم الحالي 5/0
الظاهرة تحتاج إلى تحقيق للتثبت من ملابساتها ومقاصدها وتحديد حجمها والجهة أو الجهات التي تقوم بها
في غيبة الشفافية وندرة المعلومات الموثوق بها فإن المجال صار مفتوحاً للترويج لروايات لا يعرف نصيبها من الحقيقة
لم تنتحر زينب المهدي لأن لديها مشكلة شخصية، ولكن لأن مشكلاتنا أحاطت بها فكسرت قلبها ونشبت أظفارها في عنقها حتى قتلتها.
(1)
ظُهر الإثنين (11/10) كانت الطالبة أسماء محمود منير تقف أمام كلية الدراسات الإنسانية الخاصة بالبنات والتابعة لجامعة الأزهر في مدينة نصر، الا أنها فوجئت بمن أحاطوا بها ودفعوها إلى سيارة نقلتها إلى مكان مجهول، وحتى الآن لا يعرف أهلها ولا زميلاتها اين هي ولا من اختطفها ولا ما هو مصيرها؟ لم تكن أسماء شريكة في مظاهرة، لكن كل ما يعرف عنها أنها فقدت زوجها وشقيقها في فض اعتصام رابعة، وان أباها رهن الاعتقال منذ عام، وان أمها الطاعنة في السن تعيش وحيدة في المنصورة، أما هي فتسكن مع زميلات لها باحدى شقق مدينة نصر، بعدما منعت من الالتحاق بالمدينة الجامعية.
الحادث على غرابته ليس الأول من نوعه، ولكنه جزء من ظاهرة برزت خلال الأشهر الماضية، وهي اختطاف الفتيات من قبل مجهولين ونقلهن إلى اماكن مجهولة يتعرضن فيها لاعتداءات مختلفة، ثم يعثر على بعضهن بعد ذلك بأحد الشوارع في حالة يرثى لها، في حين يظل مصير البعض الآخر مجهولا، في الوقت ذاته فإن أهالي العائدات يرفضون الحديث عما جرى لهن أثناء الاحتجاز خوفا مما قد يتعرضون له من عواقب، وكل ما يعرفه النشطاء الذين يتابعون الظاهرة ان مدنيين ملثمين قاموا باختطافهن في سيارات مدنية، وانهن نقلن إلى أماكن لا يعرفنها، وخلال فترة احتجازهن فانهن ظللن يتعاملن مع ملثمين آخرين، فلم يرين وجوها ولم يعرفن أسماء أشخاص أو أماكن، واذ تبدو المعلومات التي يمكن البوح بها شحيحة للغاية بخصوص ما جرى لأولئك الفتيات، فان المتابعين للملف لا تتوافر لهم سوى بعض وليس كل البيانات المتعلقة ببلاغات الاختفاء، ذلك ان هناك أسرا ممن عادت بناتها تتكتم الأمر كلية، وتحرص على طي صفحة تلك التجربة المريرة، لكي تتفرغ لعلاج أعراض الانهيار والتشوهات النفسية والبدنية الجسيمة التي عادت بها أولئك الفتيات.
(2)
الظاهرة تحتاج إلى تحقيق للتثبت من ملابساتها ومقاصدها وتحديد حجمها والجهة أو الجهات التي تقوم بها، فضلا عن التكييف القانوني لها، وما اذا كان ما جرى يعد اختفاء قسريا أم لا؟ إلى غير ذلك من العناصر التي يتطلب استيفاؤها بذل جهد خاص ليس بمقدور مثلي ان يقوم به لأسباب أحسبها مفهومة، لكن مبلغ علمي ان قانون الاجراءات الجنائية المصري في المادتين 25 و26 يجيز لكل من علم بوقوع جريمة مما يدخل في اختصاص النيابة العامة ان يبلغ عنها، وهذا الجواز يتحول إلى وجوب حين يتعلق الأمر بالموظف العمومي المكلف بالخدمة العامة اذا وقعت الجريمة أثناء تأدية عمله أو بسببه.
استند إلى هذه الخلفية في لفت الانتباه إلى ظاهرة اختفاء أعداد غير معلومة من الفتيات وايداعهن أماكن مجهولة، ثم اعادة بعضهن بعد بضعة أيام في حالة يرثى لها، ورغم شح المعلومات المتوافرة في هذا الصدد، الا ان النشطاء الذين يتابعون الملف استطاعوا توثيق بعض الحالات التي منها ما يلي:
< علياء طارق.. الطالبة بجامعة 6 أكتوبر اختطفت عند الظهر من أمام الجامعة، وقدم أهلها بلاغا للنائب العام باختفائها في 21 أكتوبر الماضي بنيابة شرق القاهرة، وحمل البلاغ رقم 21562، لكنها أعيدت بعد 17 يوما إلى نفس المكان الذي اختطفت منه، وأبلغت أهلها بأن الملثمين الذين اختطفوها أعادوها مغمضة العينين إلى حيث عثر عليها.
< الدكتورة أسماء خلف شندين عبدالمجيد.. اختطفت من أمام مقر عملها بمستشفى سوهاج، ولأن أهلها في أسيوط فقد حرروا محضرا باختفائها في قسم أول أسيوط بتاريخ 2014/4/15، كما قدموا بلاغا إلى النائب العام في 6/25 تحت رقم 13226 وبلاغا ثالثا إلى المحامي العام في 7/6 تحت رقم 10108، ولم يظهر لها أثر حتى الآن، وقد تعرض أبوها لأزمة قلبية جراء ذلك.
< عُلا عبدالحكيم.. الطالبة بجامعة الأزهر فرع الزقازيق، كانت قد ذهبت من بلدتها مشتول السوق للتعرف على نتيجة امتحاناتها في الزقازيق يوم 3 يوليو، لكنها لم تعد إلى بيتها فتقدم أهلها ببلاغ إلى النائب العام أثبت الحالة في 4 يوليو، وحمل البلاغ رقم 21067، لكن الفتاة لاتزال مختفية إلى الآن، ولا يعرف أهلها عنها شيئا.
< مِنَّة الله جمال منصور.. طالبة تدرس اللغات والترجمة في جامعة 6 أكتوبر، وقد اختطفت يوم 8 أكتوبر في سيارة ميكروباص مدنية من أمام الجامعة في رابعة النهار وتحت أعين رجال أمن الجامعة، وقد نقلت إلى أحد الأماكن المجهولة حيث تعرضت للتحقيق والضرب وهي مغمضة العينين، وبعد 36 ساعة حملتها سيارة وألقتها وهي مغمضة العينين أيضا في ميدان جهينة بالمنطقة ذاتها، وآثر أهلها عدم الحديث في موضوعها، ولم يقدموا أي بلاغات بخصوصه إلى الجهات المسؤولة.
هذه مجرد نماذج للحالات التي أمكن توثيقها في ملف الفتيات المخطوفات، وهناك سيل آخر من المعلومات التي بحاجة إلى تدقيق وتوثيق تدور حول الظروف التي مرت بها فتيات أخريات وصور الاعتداء التي تعرضن لها في الأماكن التي نقلن اليها، هناك شق آخر يتعلق بأوضاع الفتيات اللاتي عدن إلى بيوتهن والقصص التي نقلنها إلى أهاليهن وتلك التي رفضن الافصاح عن تفاصيلها، وحالة الصدمة والانهيار التي حلت بالفتيات والرعب والخوف الذي أصاب الأسر بعد الذي جرى لبناتها.
هذه المعلومات كانت تتجمع أولا بأول أمام النشطاء الذين تابعوا الملف، الأمر الذي نقل اليهم الشعور بالصدمة والخوف، الصدمة ازاء ما عرفوه، والخوف من تعرضهم للأذى جراء محاولتهم جمع المعلومات والامساك بخيوط القضية، ذلك ان المعلومات التي تجمعت لديهم فتحت أعينهم على عالم من الأهوال لم يخطر لهم على بال، حتى أدركوا أنهم يخوضون غمار مغامرة لا قبل لهم بها، فلا هم قادرون على احتمال ما يرون أو يسمعون، ولا هم قادرون على استيعابه وتصديقه، ولا هم قادرون على ايقافه أو احتوائه.
(3)
لقد شاءت المقادير ان تكون زينب المهدي ضمن فريق النشطاء الذين حملوا ملف الفتيات المخطوفات وتابعوا تفصيلاته الصادمة التي نقلت اليهم الخوف والتوتر، وسربت إلى بعضهم الشعور بالاحباط واليأس.
كانت زينب ضمن الفتيات اللاتي شاركن في ثورة يناير 2011، عاشت أحداث الثورة قبل تخرجها من قسم اللغة العربية بكلية الدراسات الإسلامية التابعة لجامعة الأزهر، وظلت ضمن النشطاء حين تخصصت في التنمية البشرية، بدأت مع الاخوان ثم انفصلت عنهم والتحقت بحزب مصر القوية وانضمت إلى حملة الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح حين ترشح لرئاسة الجمهورية، ارتدت الحجاب ثم خلعته، تغيرت في حياتها أشياء كثيرة لكن الوحيد الذي لم يتغير فيها كان ولاؤها لثورة 25 يناير واصرارها على الدفاع عن أهدافها، حين ضاقت الآفاق أمام شباب الثورة، فانها انضمت إلى فريق العمل الذي كرس نفسه للدفاع عن الفتيات اللاتي تعرضن للاختفاء أو الاختطاف، شأن آخرين من زملائها، فانها عانت الكثير من المتاعب خلال مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير، واشتدت معاناتها بعد الأحداث التي تلاحقت في أعقاب تحولات ما بعد 30 يونيو، أما الذي صدمها وهزمها حقا فكانت وقائع ملف الفتيات المختطفات، ذلك انها حين اشتركت مع أخريات في حراك الثورة وفاعلياتها، لم تتوقع ان ذلك له ثمنه، ولم تتصور ان الثمن يمكن ان يكون بالصورة التي وقعت عليها، بمضي الوقت أدركت زينب ان آمالها تخبو شيئا فشيئا وان الأفق يضيق وينسد أمام ناظريها حينا بعد حين، الأمر الذي ألقاها في بحر اليأس الذي لا شطآن له، فكتبت على صفحتها تقول: تعبت واستهلكت ولا فائدة، كلهم أولاد........ (شتيمة)، ونحن نحرث في البحر، حيث لا يوجد قانون ينصف ويحق الحق، فنحن نؤدي ما علينا، وكل ما نفعله ان نحاول ان نؤدي ما علينا بكلمة حق، لكي لا نبصق على وجوهنا حين نطالعها في المرآة، لا يوجد عدل، انا متأكدة من ذلك، وليس هناك نصر نتوقعه في الأفق، لكننا نضحك على أنفسنا لكي نستمر في الحياة، (الرسالة كتبت بالعامية لكن آثرت صياغة كلماتها بالفصحى).
الذين اطلعوا على الرسالة لم يخطر على بالهم ان زينب كانت قد فقدت الأمل في الحاضر والمستقبل، وانها كانت تطلق زفرتها الأخيرة بعدما تمكن منها اليأس مختلطا بالغضب، ولم يأخذوها على محمل الجد الا حين ذكرت صحف الصباح أنها شنقت نفسها في بيتها بحي روض الفرج، أما أغبى حوار جرى بعد ذيوع الخبر فقد كان ذلك الذي ترك أزمة البلد التي أوصلتها إلى تلك النتيجة، وانشغل بما اذا كانت زينب قد خرجت من الملة بسبب انتحارها أم لا، وبما اذا كان مآلها في الجنة أم في النار!
(4)
أول ما يخطر على البال ان هذا الذي ذكرته يحتاج إلى تحقيق يتولى تحرير ما جرى واستجلاء وجه الحقيقة فيه نظرا لخطورته التي لا يمكن السكوت عليها، ولا أرى سبيلا إلى بلوغ ذلك الا من خلال المنظمات الحقوقية المستقلة، اذ بغير ذلك لن نطمئن إلى حياد أي تحقيق آخر، وخبراتنا في تقصي حقائق أي ملف اقنعتنا بأن أي مؤسسة تشكلها الحكومة في الوقت الراهن لتحري انتهاكات حقوق الإنسان أو تقصي حقائق ما جرى في المجال العام ستعبر في النهاية عن رأي الداخلية وتحمي النظام بأكثر مما تدافع عن الحقيقة والمجتمع والوطن.
إن التحقيق المحايد والنزيه صار مطلباً ملحاً لاشاعة الثقة والاستقرار وحماية السِّلم الأهلي، ذلك ان اللغط حول الانتهاكات الحاصلة أكبر وأخطر مما يتصوره كثيرون، وفي غيبة الشفافية وندرة المعلومات الموثوق بها، فان المجال صار مفتوحا لاطلاق الشائعات والترويج للروايات التي لا يعرف نصيبها من الحقيقة أو الادعاء، وقصة الفتيات المخطوفات تشكل فصلا واحدا من ذلك السجل المثير والحساس، ذلك ان المحامين والحقوقيين يتحدثون عن فصول أخرى لا تقل اثارة، منها ما يتعلق بالسجون السرية المقامة خارج القانون، ومنهم من يتحدث همسا وبحذر بالغ عن مفقودين لا يعرف أحد مصيرهم ولا عددهم، بعضهم مفقود أثناء ثورة 25 يناير 2011، والبعض الاخر فقد في المرحلة الانتقالية تحت حكم المجلس العسكري (2012-2011) وهناك آخرون فقدوا بعد 30 يونيو 2013.
ذلك كله مسكوت عليه لأسباب غير مفهومة، وأخشى ما أخشاه اذا ما استمر الصمت والتغييب ان يتمادى البعض في الانتهاكات بدعوى قمع الإرهاب والرد عليه بإرهاب مماثل، الأمر الذي يؤدي إلى انفلات العيار والى وقوع تجاوزات لم تكن في الحسبان، وهو مما يشين النظام القائم ويعيد إلى الأذهان فظاعات وجرائم تصور الناس ان الثورة تجاوزتها وطوت صفحتها، بل كان ذلك من أهم أهداف الثورة.
بقيت نقطة أخيرة تتعلق بحالة الانكسار والهزيمة التي يستشعرها شباب الثورة الذين تحولت أحلامهم إلى كوابيس تؤرقهم في اليقظة والمنام، وتلك مسألة كثر دق الأجراس للتنبيه اليها ولكننا لا نكاد نلمس وعيا كافيا بها ولا سعيا جادا للتفاعل معها، ولا أعرف ان كان رنين انتحار زينب المهدي يمكن ان يشكل لحظة فارقة في هذا المسار أم لا، لكنني أتمنى ذلك.
فهمي هويدي
التعليقات الأخيرة
All Comments
Please enable JavaScript to view the
comments powered by Disqus.
comments powered by
Disqus
أكثر المواضيع مشاهدة
«التمييز» ترفض وقف تنفيذ إغلاق «الوطن»
فيديو - العصفور: التزمنا بالقرار الإداري لـ«الإعلام» وأدعو الجميع لمشاهدة افتتاحية قناة «المجلس»
أماني بورسلي: كنا نريد دعماً حكومياً لـ«قناة الوطن»
المحامي حسين العصفور: أيادٍ خفية تعمل من أجل إغلاق «الوطن» !
الاستئناف تلغي حكماً لمرزوق الغانم ضد قناة «الوطن»
إحنا مضربين نبي حقوقنا
المكافحة: ضبط مواطنة بحوزتها مواد مخدرة ومؤثرات عقلية
عدسات لاصقة تُفقد فتاة بصرها.. والأطباء يحذرون من كارثة صامتة
إسكان المرأة تدعو المواطنات ممن لديهن طلب مسكن مؤجر من سنة 2010 وما قبل لتحديث بياناتهن
الكويت تبحث مع الأمم المتحدة جهود حماية المرأة وتعزيز التشريعات ضد العنف
مقالات ذات صلة بالكاتب
3 ملفات مؤجلة تنتظر الحسم
فهمي هويدي
05/01/2015 09:03:52 م
معنى أن تبقى الراية مرفوعة في تونس
فهمي هويدي
30/12/2014 09:40:48 م
شكوك في كسب المعركة ضد الإرهاب
فهمي هويدي
16/12/2014 09:51:13 م
ليست نهاية الربيع العربي
فهمي هويدي
02/12/2014 10:14:33 م
بانتظار أن تكرم ثورة تونس أو تهان
فهمي هويدي
13/11/2014 12:10:00 ص
دعوة لمراجعة مسلَّمات مشكلة سيناء
فهمي هويدي
05/11/2014 09:27:56 م
تونس إذ نغبطها ونحسدها
فهمي هويدي
28/10/2014 09:28:27 م
مسيرة العالم العربي ضد التاريخ
فهمي هويدي
15/10/2014 09:06:53 م
معنى أن تسقط صنعاء تحت أعين الجميع
فهمي هويدي
01/10/2014 09:57:30 م
تفكير آخر في الإرهاب وسنينه
فهمي هويدي
23/09/2014 11:21:58 م
Tweets by WatanNews
!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
414.988
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
Top