مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

ما زال التعليم والصناعة والزراعة في غاية التخلف في دول الشرق الآسيوي والأفريقي

متى بدأت الرقابة في البلاد على المطبوعات؟

عبدالله خلف
2014/11/24   12:22 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



كانت الكويت متميزة على غيرها من بعض البلاد العربية في حرية الكتابة والقراءة حتى جاء كتاب (الكويت وجاراتها) للكاتب هـ. ر. ب ديكسون وهو الوكيل السياسي البريطاني في الكويت، عُين حاكما سياسيا في العراق سنة 1916 ثم معتمداً في البحرين سنة 1920 وصار بعد ذلك وكيلاً سياسيا في الكويت في مايو 1929 حتى توفي في الكويت في 15 يونيه 1959، بعد أن أوصى أن يُدفن في الكويت فدفن في مدينة الأحمدي.
وضع كتابين (الكويت وجاراتها) و(عرب الجزيرة).. خالط الشعب الكويتي في زياراته للمجالس الحكومية والأهلية وكان يذهب إلى القبائل في الصحراء، أطلق عليه اسم أبا سعود وزوجته أم سعود.
احتجت بعض الفئات على ترتيب تصنيفها بين الفئات الأخرى في كتاب الكويت وجاراتها فتقدمت إلى وزير الإعلام الشيخ جابر العلي فاستشار بعض المسؤولين في الوزارة فتم وقف الكتاب ومنعه من العرض في المكتبات استجابة لبعض الفئات.
علم سمو الشيخ عبدالله السالم أمير البلاد بمنعه فاتصل بوزير الإعلام الشيخ جابر العلي وطلب لقاءه، فذهب مع وكيل الإذاعة السيد عبدالعزيز جعفر وسأل الشيخ لماذا منع كتاب ديكسون فقال الوزير لأنه قام بتصنيف فئات المجتمع فلم يعجب البعض فسأل الشيخ عبدالله السالم عن معلومات ديكسون من أين جاء بها من لندن أم من أهل الكويت، فقال الوزير بل من أهل الكويت، فقال الشيخ عبدالله السالم إذن لا يوجد سبب لمنع كتاب (الكويت وجاراتها) فأمر بإجازة الكتاب ونزل الأسواق..
بعد وفاة الشيخ عبدالله السالم أعادت بعض الفئات ضغوطها حتى منع الكتاب مرة ثانية..
الحادثة الثانية التي شاهدت منع جريدة لحزب البعث السوري في عهد الرئيس أمين الحافظ الذي تولى الحكم من 1963-7-27 إلى فبراير 1966..
هذه الجريدة هاجمت الحكومة الكويتية بدافع ضغط سياسي ولم تكن في وزارة الإعلام لجنة رقابية ولكن عرض الأمر رقيب المطار على مدير المطبوعات والنشر فأصدر قراراً بمنع الجريدة من دخول البلاد.. حتى وصل الأمر للوزير الشيخ جابر العلي، فاجتمع بوكيل الوزارة وبعض القياديين فسألهم الشيخ جابر العلي من يعرف هذه الجريدة فأجابه الجميع أنهم لا يعرفونها فقال لهم إن منعتم هذه الجريدة فسوف يقتنيها الكثير للوقوف على أسباب المنع فأجيز دخول الجريدة.
٭٭٭
مضت الأيام حتى تغيرت المنطقة بحرب العراق وإيران من 1980/9/22 واستمرت حتى 1988، اشعلت هذه الحرب فتنة طائفية لم تكن لها سابقة في العراق، وأثرت في دول الخليج العربية.. بعد ذلك صارت الحرب إعلامية تتراشق بنيران الفتنة وتغلبت ثقافة الشارع على الثقافة العلمية.
الحرب قد توقفت وبقيت الحرب الأشد خطورة في الصحف المحلية والموجهة من الخارج والفضائيات والإذاعات وشاع تبادل التكفير ونفي الآخر، ورفعت الشعارات التي لا ترى الإسلام إلا في مذهب معين والبقية كفرة مارقين، فانتشرت الكتب والصحف والمجلات والفضائيات وكان على الدول العربية لكي تقي شعوبها من فتن الحروب الإعلامية بأن تمنع عرض هذه الكتب والمطبوعات وتصحح سير الإعلام المرئي والمسموع، صحيح أن الفكر النافع والضار أخذ يخترق الحُجب في الوسائل المعلوماتية وأجهزة الكومبيوتر إلا أن المطبوعات استطاعت الرقابة الحد منها ومنعها ولكن الكتب والصحف والمجلات كان أثرها أخطر.. الشعوب الشرقية قاطبة بعيدة كل البعد عن الديموقراطية التي مكثت تتعثر ما يقارب السبعة قرون حتى أزالت عن طرقها عوائق السير نحو تطوير العلوم في المدارس والمعاهد والجامعات والمؤسسات الدينية.
لا زال التعليم والصناعة والزراعة في غاية التخلف في دول الشرق الآسيوي والأفريقي.
لذا تجد في بقاعهم أغنى الموارد من كل البقاع في المعمورة ولكن لا يحسنون استغلالها.
الأمية تتوسع رقعتها والجهل يخيم والأمراض تتفشى.

عبدالله خلف
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
1842.0216
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top